السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

متحوّرة هندية مزدوجة لفيروس كورونا مثيرة للقلق... هل تستجيب للقاح؟

المصدر: "أ ف ب"
كورونا يجتاح الهند (أ ف ب).
كورونا يجتاح الهند (أ ف ب).
A+ A-
بعد المتحوّرة "البرازيلية" لفيروس كورونا، تثير متحوّرة "هندية" بدورها القلق نظرًا لخصائصها والتدهور السريع للوضع الصحي في الهند. ولكن لم يثبت حتى الآن أنها أشدّ عدوى أو مقاوِمةً للقاحات.

المتحورة المسمّاة باسم سلالتها B.1.617 ، اكتُشفت في غرب الهند، في تشرين الأول الماضي. وهي تُعدّ "متحوّرة مزدوجة"، لأنها تحمل طفرتَين مقلقتَين على مستوى بروتين شوكة فيروس سارس-كوف-2 ، وهو نتوء على غلافه، يتيح له الالتصاق بالخلايا البشرية.

الطفرة الأولى، وتُسمى E484Q، قريبة من تلك التي لوحظت على المتحورتَين الجنوب إفريقية والبرازيلية (E484K)، ويشتبه في تسببها في خفض فعالية اللقاح، مع زيادة خطر الإصابة مرة أخرى بكوفيد-19.

أما الطفرة الثانية وتُسمى L452R، فعثر عليها على متحورة رُصدت في كاليفورنيا، وقد تكون قادرة على إحداث زيادة في انتقال العدوى.

يُذكر أنها المرة الأولى التي تُرصد فيها الطفرتان معاً، على متحوّرة منتشرة على نطاق واسع.

تثير هذه الخصائص مخاوف من أن تكون لدى المتحوّرة "مقاومة" أشد للقاحات الحالية ضد فيروس كورونا، والتي طُورت للتعرف على بروتين شوكة سلالات سابقة من الفيروس. لكن لم يثبت هذا في الوقت الحالي.

وقد أشار عالم الفيروسات برونو لينا، عبر إذاعة فرانس انتر، اليوم الأربعاء، إلى أن "الطفرة 484 ، قد تكون مسؤولة جزئيًا عن الفشل المناعي، ولكنها وحدها لا تكفي للتسبب بذلك، إذ يجب أن ترتبط بطفرات أخرى لا نراها في هذه المتحوّرة الهندية".

وقال راكيش ميشرا، من مركز البيولوجيا الخلوية والجزيئية في مدينة حيدر أباد، لوكالة "فرانس برس"، إنّه يعتقد "أنه في غضون أسبوع أو أسبوعَين سيكون لدينا تقدير كمّي أفضل لاستجابة المتحوّرة (الفيروسية) لللقاح".

وينبع القلق أيضًا من أن تكون المتحورة أشد عدوى، فتسهل زيادة عدد الإصابات، في وقت يحاول فيه الكثير من البلدان كبح موجة ثانية أو ثالثة من الوباء.

ويثير الوضع في الهند قلق بلدان عدة، إذ إنها تواجه ارتفاعًا قياسيًا في مستوى الإصابات والوفيات، بعدما نجحت حتى وقت قريب في الحدّ من تأثير الوباء.

وفرضت المملكة المتحدة، يوم الإثنين الماضي، قيودًا على الرحلات الجوية الآتية من الهند، لتسمح فقط بعودة البريطانيين المقيمين، بعد تأكيد 103 إصابات بالمتحوّرة "الهندية" على أراضيها، كما أضافت فرنسا اليوم، الهند، إلى قائمة الدول التي يخضع الوافدون منها لحجر صحي إلزامي. ولكن حتى في هذه الحالة، لم يثبت علميًا أن المتحوّرة معدية على نحو أكبر.

وقالت وكالة الصحة العامة الفرنسية، في تحليلها الأخير للمخاطر المتعلقة بالمتحوّرات الناشئة الذي نُشر في 8 نيسان الماضي: "في هذه المرحلة ... لم يتم إثبات أي صلة بين ظهور هذه المتحوّرة والتدهور الأخير للوضع الوبائي" في الهند.

وأضافت: "يُحتمل أن يكون هذا التدهور في الوضع الصحي عائد في جزء كبير منه على الأقل إلى التجمعات الكبيرة العديدة التي جرت أخيراً في جميع أنحاء البلاد، وإلى انخفاض التزام السكان بشكل عام بالتدابير الوقائية".

وما يلفت الانتباه أنه وبعد أشهر عدّة من اكتشافها، ما زالت هذه المتحوّرة بعيدة كل البعد من أن تنتشر على حساب غيرها، ولاسيما المتحوّرة البريطانية. فحتى في ولاية ماهاراشترا حيث ظهرت، لم تكن تمثّل في آذار الماضي سوى 15% إلى 20% من العينات التي تم تحليلها، وفقًا لوزارة الصحة الهندية. وما زالت تنتشر بنسبة أقل في سائر البلاد.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم