لماذا الازدحام فوق المريخ؟

في التاسع من شباط، دخل "مسبار الأمل" الإماراتي بنجاح مدار المريخ. وهكذا فعلت مهمة "تيان وين 1" الصينية بعد يوم واحد، علماً أن المسبار سيحطّ على سطح الكوكب بين أيار وحزيران. وفي 18 شباط، هبطت مركبة "برسيفيرنس" (المثابرة) على سطح المريخ. سبقت ستة أقمار اصطناعية "مسبار الأمل" إلى مدار الكوكب نفسه. وكانت هنالك حوالي خمسين عاماً من المهمات إلى المريخ قبل "برسيفيرنس". فلماذا هذا الاهتمام بالكوكب الأحمر؟

تقدّم "إيكونوميست" أجوبة عدّة. في القرن التاسع عشر، وجّه عالم الفضاء الأميركي بيرسيفال لويل مقرابه إلى المريخ حيث لاحظ وجود شبكة من الخطوط الطويلة التي ظن أنها قنوات بنتها حضارة غريبة. في القسم الثاني من القرن العشرين، أنهت المسابير التي دارت حول المريخ نظرية لويل.

وأظهرت أن المريخ كان يشبه الأرض في الماضي، مع وجود أحواض وأودية رسمتها المياه في النصف الشمالي من الكوكب. تدرس النشاطات الأخيرة فرص وجود حياة خارج الأرض وتهدف إلى تحقيق مكانة أسترو-سياسية. تسعى المهمة الأميركية إلى دراسة السجل الصخري للمريخ وآثار كيميائية للحياة الميكروبية القديمة. وسيساعد "مسبار الأمل" العلماء على فهم كيفية تسرب الغازات خارج الغلاف الجوي للكوكب الأحمر. وهذا المسار جعل المريخ بارداً وجافاً.

تضيف المجلة أن اكتشاف الفضاء هو مسألة فخر وطني أيضاً. تتنافس الصين مع جارتيها، الهند واليابان، اللتين أرسلتا مسابيرهما إلى المريخ. واعتزت الإمارات بأن مسبارها هو أول مهمة فضائية لأي دولة عربية. واليوم، هنالك تعاون بين الدول في مجال الفضاء، إذ تتعاون "ناسا" مع "وكالة الفضاء الأوروبية" لدراسة العينات التي تجمعها "برسيفيرنس".

أنشأت دول عدة وكالاتها الفضائية مثل الإمارات بدءاً من 2010. وإلى الآن، تملك الدول احتكار إرسال المهمات إلى المريخ. لكن أصحاب المليارات يريدون تأمين مكانة لهم أيضاً. يقول مؤسس شركة "سبايس أكس" إيلون ماسك إنه يريد إرسال أشخاص إلى المريخ سنة 2026.

وأعلن جيف بيزوس استقالته من الإدارة التنفيذية لشركة "أمازون" للتركيز على مشروعه الفضائي "بلو أوريجين". وتتوقع المجلة أن يأتي يوم تصبح فيه المهات إلى المريخ ذات طابع ترفيهي أكثر من كونه علمياً.