الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

فرنسا قلقة من الدور الروسي-التركي وتطالب بإشراف دولي على هدنة كراباخ ​

المصدر: النهار
 جنود أرمينيون يحملون صليباً في أغدام الخميس عشية تسليم المنطقة لأذربيجان.   (أ ف ب)
جنود أرمينيون يحملون صليباً في أغدام الخميس عشية تسليم المنطقة لأذربيجان. (أ ف ب)
A+ A-
 
قالت الرئاسة  الفرنسية الخميس، إن فرنسا تريد إشرافا دوليا لتطبيق وقف النار في صراع إقليم ناغورنو- كراباخ وسط مخاوف في باريس من أن روسيا وتركيا قد تبرمان اتفاقا لإبعاد القوى الغربية عن محادثات السلام المستقبلية.
وتشترك موسكو في رئاسة مجموعة مينسك التي تشرف على نزاع كراباخ مع واشنطن وباريس، لكنهما لم تشتركا في الاتفاق الذي وقعته روسيا وأرمينيا وأذربيجان لإنهاء القتال الذي استمر ستة أسابيع في الإقليم.
وتعقد روسيا منذ وقف النار محادثات مع تركيا، وهي حليف رئيسي لأذربيجان ومنتقد شديد لمجموعة مينسك، الأمر الذي من شأنه أن يقود إلى نشر أنقرة قوات في الإقليم.
وقال مكتب الرئيس إيمانويل ماكرون عقب اتصالين مع رئيس أذربيجان ورئيس وزراء أرمينيا "ينبغي أن تسمح نهاية القتال بمعاودة مفاوضات حسن النية من أجل حماية سكان ناغورنو- كراباخ وضمان عودة عشرات الآلاف الذين فروا من منازلهم في الأسابيع القليلة الماضية في أوضاع أمنية جديدة".
وينحدر 400 إلى 600 ألف من سكان فرنسا من أصل أرميني. ويحرص ماكرون على عدم دعم طرف على حساب آخر في الصراع، لكنه يواجه انتقادات في الداخل لعدم فعله ما يكفي لمساندة يريفان.
وقال مسؤول في الرئاسة الفرنسية للصحافيين :"نريد من مجموعة مينسك أن تلعب دورها في تحديد (وضع) المراقبة (وقف إطلاق النار)".
وذكر مصدر أن باريس تضغط من أجل "إشراف دولي" على وقف النار بغية السماح بعودة اللاجئين وتنظيم عودة المقاتلين الأجانب، خصوصاً من سوريا، فضلا عن بدء محادثات في شأن وضع كراباخ.
والعلاقات سيئة للغاية بين فرنسا وتركيا منذ أشهر عدة. وتتهم باريس أنقرة بتأجيج الأزمة في القوقاز.
أذربيجان تستعيد أغدام  
وأمس، استعادت أذربيجان السيطرة على منطقة أغدام التي تنازلت عنها أرمينيا بموجب اتفاق وقف  الأعمال القتالية الذي أنهى ستة أسابيع من الحرب. 
وأغدام هي أولى ثلاث مناطق تسلم إلى أذربيجان بعدما سيطرت عليها القوات الأرمينية منذ ثلاثين عاما خلال الحرب التي جرت في تسعينات القرن الماضي وخلفت عشرات آلاف القتلى ومئات آلاف النازحين. 
وقالت وزارة الدفاع الأذرية في بيان إن "بموجب الإعلان الثلاثي (وقف الأعمال العدائية) الموقع من رئيس أذربيجان ورئيس حكومة ارمينيا ورئيس روسيا، دخلت وحدات من الجيش الأذري إلى منطقة أغدام في 20 تشرين الثاني".
ويكرس الاتفاق الموقع في التاسع من تشرين الثاني، وأجرى المفاوضات في شأنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، هزيمة الأرمن بعد ستة أسابيع من القتال قضى فيها آلاف على الأرجح هذا الخريف. وخسرت جمهورية كراباخ المعلنة من جانب واحد أراضي لكنها ضمنت بقاءها.
وإلى تحقيق مكاسب داخل كراباخ بحد ذاتها ولا سيما شوشة ثاني مدن الإقليم، تستعيد باكو بموجب الاتفاق الأقاليم الأذرية السبعة التي كانت تشكل شريطا أمنيا للانفصاليين. 
واستعادت أربعة منها بقوة السلاح بينما ستتسلم ثلاثة أخرى هي أغدام أمس، وكالباجار في 25 تشرين الثاني ولاشين في الأول من كانون الأول.
ومن جهة أخرى، يجري نشر نحو ألفي جندي روسي لحفظ السلام من أجل ضمان احترام المتحاربين لوقف النار. 
ولم ينتظر السكان الأرمن وصول قوات باكو للفرار.  ففي قرية نور ماراغا (كيزيل كنجرلي بحسب تسميتها الأذرية) في منطقة أغدام، شاهدت "وكالة الصحافة الفرنسية"  السكان يذبحون ماشيتهم ويحصدون ثمارهم وينقلون منازلهم على مدار اليومين الماضيين، وهم يشعرون بمرارة لاضطرارهم لترك المزارع والبساتين للعدو.
وفي قرية نور كارميرافان (تسميها أذربيجان بابراوند)، كان سكان يقومون بتحميل أثاثهم في مقطورات. وأضرم بعضهم النار في منازلهم حتى لا يتركوا سوى الخراب للأذريين. 
وفي أغدام، التي تحولت مدينة أشباح من ثلاثين عاما ويمتلك فيها الانفصاليون قاعدة خلفية،، قام الجنود الأرمن الخميس بتدمير وإحراق مقر قيادتهم قبل مغادرة المنطقة. 
وفي نهاية الحرب، في تسعينات القرن الماضي، حدثت هجرة عكسية، إذ فر جميع السكان الأذريين من هذه المناطق. وبعد ذلك شجعت أرمينيا على توطين أرمن في المنطقة.
 
ما هو دور تركيا؟ 
ويمثل اتفاق إنهاء الأعمال العدائية هزيمة مهينة لأرمينيا، تدينها خصوصا المعارضة خصوصا التي تتهم رئيس الوزراء نيكول باشينيان بأنه "خائن" وتطالب بلا جدوى حتى الآن باستقالته. 
ومع ذلك اقتصرت احتجاجات الشوارع على بضعة آلاف  الأشخاص. 
وكشفت صحيفة "آرافوت" المحلية أن وزير الدفاع الأرميني ديفيد تونويان قدم استقالته. وهو كان يشغل منصبه منذ أيار 2018.
وظهر الرئيس الأذري إلهام علييف هذا الأسبوع، مرتديا زيا عسكريا وترافقه زوجته نائبة رئيس البلاد، في بعض الأماكن الرمزية في الأراضي التي استعادتها أذربيجان.
 وأخيرا لا يشير اتفاق إنهاء القتال إلى معاودة المفاوضات حول وضع المنطقة الانفصالية، القضية التي تسمم العلاقات في جنوب القوقاز منذ عقود.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم