الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

"الواشنطن بوست": فشل سياسة ترامب الإيرانية

المصدر: النهار
صورة مؤرخة في 4 تشرين الثاني 2019 لمنشأة تخصيب للاورانيوم في مفاعل نطنز الإيراني.(أ ف ب)
صورة مؤرخة في 4 تشرين الثاني 2019 لمنشأة تخصيب للاورانيوم في مفاعل نطنز الإيراني.(أ ف ب)
A+ A-
 
علق الكاتب في صحيفة "الواشنطن بوست" الأميركية إيشان ثارور على سياسة الرئيس دونالد ترامب حيال إيران، فقال، إنه عقب أيام من تسلم ترامب منصبه، رُسمت حدود المعركة، وإن  مستشار الأمن القومي وقتذاك مايكل فلين قال إن الإدارة الجديدة "وجهت تحذيراً رسمياً لإيران" بسبب أنشطتها المزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط. لكن فضائح فلين السياسية سرعان ما أفقدته منصبه وأقر في ما بعد بأنه كذب على محققي مكتب التحقيقات الفيديرالي. ومضى ترامب وحلفاؤه بإطلاق حملة "الضغط الأقصى" التي شلت الاقتصاد الإيراني وزعزعت الاتفاق النووي لعام 2015 بين نظام طهران والقوى العالمية.    
ولاحظ انه مع بقاء شهرين فقط على رئاسته، فإن لدى ترامب القليل كي يقدمه نتيجة سياسته المتشددة حيال إيران. وعلى عكس خطاب إدارته، فإن العقوبات لم تجلب إيران إلى طاولة المفاوضات لإبرام اتفاق أكثر تشدداً معها. كما ان "الضغط الأقصى" لم يكبح جماح نفوذ إيران ويوقف تدخلها في شؤون جيرانها. وها هو النظام يحتفظ بمواطىء قدم مهمة في اليمن والعراق ولبنان وسوريا عبر وكلاء، يعتبر موقعهم الآن أفضل مما كان عليه قبل أربعة أعوام.   
وأشار إلى أن إدارة ترامب قالت إنها "استعادت الردع" بعدما قتلت الولايات المتحدة الجنرال الإيراني النافذ قاسم سليماني مطلع العام الجاري. لكن ذلك يتناقض مع سلسلة الأفعال التصعيدية التي أقدمت عليها عقب ذلك. وبدا من الواضح أن بعض المسؤولين الذين تقودهم الإيديولوجيا داخل إدارة ترامب نظروا إلى سياسة "الضغط الأقصى" على أنها ستؤدي في نهاية المطاف إلى انهيار النظام الديني في إيران. ومع ذلك لم يكن في امكانهم فعل الكثير عندما قمع النظام بقوة موجات من التظاهرات الشعبية. وفي الوقت نفسه، أدت تكتيكات "الضغط الأقصى" إلى تقوية تيار المتشددين الإيرانيين قبل الانتخابات الرئاسية التي ستجرى العام المقبل.     
ونقل عن تغريدة لمات دوس مستشار السياسة الخارجية للسناتور بيرني ساندرز "أن ترامب أتى إلى السلطة مع اتفاق نووي فعّال توصلت إليه الولايات المتحدة وحلفائها بشق الأنفس...ولم يختر ترامب تنفيذ الاتفاق بينما يضغط على إيران في قضايا أخرى. لكن المتعصبين ضد إيران في واشنطن كانت لديهم أفكاراً أخرى، وهذا ما وصلنا إليه الآن". 
ورأى الكاتب أنه بينما أحدثت العقوبات الاقتصادية ألماً عميقاً في الاقتصاد الإيراني والإيرانيين العاديين، فإنها دفعت الحكام الإيرانيين إلى معاودة عملية تخزين الأورانيوم لديهم التي تخطت 12 مرة الحد المسموح به بموجب الاتفاق النووي لعام 2015. إن إيران نظرياً هي أقرب لصنع قنبلة نووية عما كانت عليه عندما دخل ترامب إلى البيت الأبيض. وكتب المعلق في "الواشنطن بوست" جايسون رضائيان، أنه وفقاً "لتقويمات مختلف أجهزة الاستخبارات، فإن الاتفاق كان يحقق الهدف بكبح جماح مخزون إيران من الأورانيوم المخصب...لكن ترامب أمر بالانسحاب الآحادي من الاتفاق عام 2018. من النادر أن تحقق سياسة خارجية اخفاقاً بهذا الوضوح".    
ولفت إلى أن المستثمرين الأوروبيين يعتزمون عقد مؤتمر أعمال الشهر المقبل بتمويل من الاتحاد الأوروبي، لاستكشاف فرص جديدة في السوق الإيرانية بعد أن يتسلم الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن منصبه. وإذا ما وفى بايدن بوعوده بالعودة إلى الاتفاق النووي، فإن من شأن ذلك إزاحة كابوس العقوبات الأميركية على الشركات الأوروبية التي تبحث عن الاستثمار في إيران.    
وقال إنه في الوقت ذاته، وجدت إيران وسائل للالتفاف على العقوبات الأميركية، مع وصول شحنات سرية من النفط إلى أماكن مثل فنزويلا والصين. وكتب نائب رئيس مركز وودرو ولسون للباحثين الذي يتخذ واشنطن مقراً له روبرت ليتواك، إن "نظام طهران قابل الضغط الأقصى بضغطه الخاص".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم