الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

باريس وزعت في مجلس الأمن نصاً حول غزة على رغم التهديد الأميركي باستخدام "الفيتو"

المصدر: النهار
باريس وزعت في مجلس الأمن نصاً حول غزة
باريس وزعت في مجلس الأمن نصاً حول غزة
A+ A-
 
بدأت مواجهة بين فرنسا والولايات المتحدة في الأمم المتحدة في شأن النزاع الفلسطيني- الإسرائيلي ، هي أول أزمة مفتوحة بين الحليفين منذ وصول جو بايدن إلى البيت الأبيض ووعده بإعادة الانخراط في الديبلوماسية المتعددة الطرف.
وبعد نحو عشرة أيام على فشل مجلس الأمن في اعتماد إعلان يدين العنف في الشرق الأوسط، تقدمت فرنسا الثلثاء بمشروع قرار يدعو إلى "وقف العمليات العسكرية" و"إيصال المساعدات الإنسانية" خصوصا إلى قطاع غزة المحاصر.
وسُلّمت مسوّدة مشروع القرار الثلثاء الى عدد قليل جدا من الدول، ووُزّعت مساء الأربعاء على بقيّة أعضاء المجلس الخمسة عشر الذين لديهم حتى مساء الخميس لاقتراح تعديلات، بحسب ديبلوماسيين.
ولم تقترح باريس موعدا للتصويت، فهل تلك وسيلة لتعزيز الضغط على الولايات المتحدة لتشديد موقفها حيال إسرائيل؟ الشيء الوحيد المؤكد هو أن الرئيس الأميركي دعا الأربعاء إلى وقف التصعيد بين اسرائيل والفلسطينيين "اليوم".
ولم يتأخر رد الولايات المتحدة القاطع وتلميحها إلى إمكان استعمال حقّ النقض "الفيتو" في حال المضي بالمقترح.
وقالت ناطقة باسم البعثة الأميركية في الأمم المتحدة :"كنا واضحين في أننا نركز على الجهود الديبلوماسية المكثفة الجارية لإنهاء العنف وأننا لن ندعم الخطوات التي نعتبر أنها تقوض الجهود الرامية إلى وقف التصعيد".
من جهته، قال وزير الخارجية الفرنسي جان- إيف لودريان خلال جلسة استماع في الجمعية الوطنية إن "الموقف الأميركي سيكون حاسما  ... صحيح أننا رأينا الولايات المتحدة متحفظة قليلا إزاء كل ذلك".
وأضاف أن "إطالة العمليات لا يفيد أحد. من الضروري للغاية تجنب هجوم بري إسرائيلي سيفتح مرحلة لا يمكن السيطرة عليها"، مشددا على أن "أول خطوة يجب تنفيذها هي وقف العمليات العسكرية في أسرع وقت". وأردف "نأمل حقا أن تُتّخذ تدابير إنسانية بسرعة كبيرة".
تتبع واشنطن، أكبر حلفاء إسرائيل، هذه السياسة منذ عشرة أيام، إذ رفضت ثلاثة إعلانات اقترحتها الصين وتونس (ممثلة العالم العربي في المجلس) والنروج. 
كذلك ماطلت الولايات المتحدة في تنظيم أربعة اجتماعات للمجلس منذ 10 أيار، حتى إنها تسببت في تأجيل أحدها قبل أن يعقد أخيرا الأحد بصيغة مفتوحة. 
 
توتر ملموس 
ويعجز حلفاء واشنطن الأوروبيون التقليديون عن فهم أسباب ذلك. 
قالت المندوبة الايرلندية في الامم المتحدة السفيرة جيرالدين بيرن ناسون، وبلادها عضو غير دائم في مجلس الأمن، إن "أعضاء المجلس يتحملون مسؤولية جماعية عن السلم والأمن الدوليين. حان الوقت كي يتدخل المجلس ويكسر صمته ويتحدث".
وقال سفير أوروبي آخر طلب عدم كشف اسمه :"نحن ببساطة نطلب من الولايات المتحدة دعم بيان لمجلس الأمن يقول أشياء مماثلة لتلك التي تقولها واشنطن على الصعيد الثنائي". 
وصرّح سفير آخر طلب عدم الكشف عن هويته :"إنه أمر غريب بعض الشيء بسبب تطلعنا  جميعا لعودة الأميركيين إلى الديبلوماسية المتعددة الطرف". 
وأضاف: "اعتقدنا أيضا أن الولايات المتحدة ستكون حريصة على إظهار أهمية مجلس الأمن في مثل هذه المواقف".
وقد يترك التوتر الملموس بين فرنسا والولايات المتحدة آثارا على ملفات أخرى.
في الأمم المتحدة، ظهر خلاف كبير الثلثاء بين البلدين في شأن تقديم المساعدة إلى القوة المناهضة للجهاديين في منطقة الساحل الإفريقي.
باريس المنخرطة سياسيا وعسكريا بشدة في المنطقة، تقوم منذ سنوات بحملات لتوفير دعم مالي ولوجستي وعملياتي عبر الأمم المتحدة للقوة المؤلفة من 5 آلاف عسكري يعانون من سوء التجهيز ويتحدرون من النيجر وتشاد وموريتانيا ومالي وبوركينا فاسو. 
وكانت إدارة الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب ترفض رفضا قاطعا المساعدة. وكانت فرنسا تأمل في أن يحدث تحول مع خلفه الديموقراطي جو بايدن. 
وعبّرت واشنطن في وقت سابق هذا الأسبوع عن موقف سلبي حيال الفكرة، وقالت إنها على غرار الإدارة السابقة تفضّل تقديم مساعدات ثنائية بدلا من الالتزام بتمويل عبر الأمم المتحدة قد يكون بلا نهاية.
 
مساعٍ ألمانية   
 في غضون ذلك، بدأ وزير الخارجية الألماني هايكو ماس زيارة لتل أبيب ورام الله لإجراء لقاءات مع المسؤولين الإسرائيليين والفلسطينيين في محاولة للتوصل الى تهدئة. ولم يلتق ممثلين عن حركة "حماس" المدرجة على لائحة المنظمات الإرهابية في الاتحاد الأوروبي.
وعبر ماس في مؤتمر صحافي عقده صباحا في تل أبيب مع نظيره الإسرائيلي غابي أشكنازي، عن تضامنه مع إسرائيل، قائلا "نعتبر أن ما تقوم به إسرائيل في قطاع غزة يندرج في إطار "حق الدفاع عن النفس". ودعا الى وقف لإطلاق النار.
 وعقدت الجمعية العمومية للأمم المتحدة اجتماعا طارئا على مستوى وزراء الخارجية تناول النزاع الفلسطيني- الإسرائيلي، وشارك فيه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم