الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

لماذا يصعب على الشركات ضخّ لقاح كورونا بكميّة أكبر؟

المصدر: "النهار"
قارورة لقاح فايزر/بايونتك - "أ ب"
قارورة لقاح فايزر/بايونتك - "أ ب"
A+ A-

دخل الاتحاد الأوروبي في صراع مع شركة "أسترازينيكا" لأنها أعلنت في كانون الثاني أنها لن تستطيع إمداد الأوروبيين بكميات اللقاح التي كانت مأمولة. شركة "فايزر/بايونتك" واجهت مشكلة مشابهة مع الأوروبيين ولو على نطاق أضيق. وقال مسؤولون في شركة "أسترازينيكا" إنّ عقدهم بني على "بذل أفضل جهد" في إنتاج وتوزيع اللقاح. ترك ذلك أوروبا مع كمية لقاحات من "أسترازينيكا" أقلّ بحوالي 60% ممّا كان متوقعاً خلال الربع الأول من السنة الحالية.

 

بالمقابل، أبلغت شركة "فايزر" الأوروبيين أنها تعمل على تعديل أساليب الإنتاج، ولهذا السبب، سيطرأ تأخير في تسليم الجرعات. وكانت الشركة قد تراجعت عن هدفها بتوزيع 100 مليون لقاح للأميركيين بنهاية 2020 إلى 50 مليون. واعترف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخريف الماضي بأن النقص في التجهيزات والإمكانات الصناعية سيعرقل إنتاج وتوزيع اللقاح الروسي "سبوتنيك في". يسلط كلّ ذلك الضوء على صعوبة إنتاج اللقاحات.

 

منذ أيام قليلة، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن طلب ملايين الجرعات الإضافية من لقاحات "كوفيد-19". ردت سيو هالبن في مجلة "نيويوركر" على الاعتقاد السائد بأنه يمكن زيادة الإنتاج بطريقة سريعة. "هي لا تظهر ببساطة، كما (هي الحال مع) حزم أمازون، بعد يومين". لا تكمن الصعوبة في تطوير اللقاح وحسب بل في إنتاجه أيضاً.

 

تبدأ شركة "فايزر" مسارها عبر استخراج الحمض النووي من خلايا بكتيريا "إي. كولي" في منشأة تقع داخل مدينة سانت لويس (ميسوري). يستمر هذا المسار 10 أيام تقريباً ويتطلب اختبارات إضافية قبل إرسال الـ"بلازميد" (جزيء صغير من الحمض النووي مستقل عن الكروزومات وقادر على التكاثر بشكل ذاتيّ) إلى ولاية ماساشوستس.

 

هناك، تتابع هالبن، يدخل البلازميد مسار توليف المادة الجينية، الحمض النووي الريبوزي (آر أن أي) والذي يحمل التعليمات لصنع شكل معدّل من بروتين النتوء الشوكيّ الذي يتسبّب بـ"كوفيد-19". بعدها، يُنقل الحمض النووي الريبوزي إلى ميشيغان حيث يتمّ وضع الدواء في القوارير الصغيرة وتجمّد ثمّ تُشحن.

 

تشير هالبن إلى أنّ لقاحي "فايزر" و"موردنا" يتطلّبان مكوّنات نادرة ذات إمدادات ضعيفة مثل الدهون المستخدمة في تغليف الحمض النووي الريبوزي المرسال (أم آر أن أي) والأنزيمات المستخدمة. حتى القوارير الزجاجية تطلّب تصنيعاً متخصّصاً والنوع الصحيح من الرمال.

 

إنتاج "أسترازينيكا" ليس سهلاً حتى وإن لم يكن يعتمد على تقنية "أم آر أن أي" التي تحتاج إلى درجات حرارة منخفضة بشكل قياسي. مدير الاستجابة لجائحة "كورونا" في الجمعية الدولية للهندسة الصيدلانية في المملكة المتحدة بيتر دود، ومدير قسم الكيمياء والتصنيع والمراقبة في شركة "أنتيف" للأدوية البيولوجية تيم كلايتون، والمهندس البيوكيميائي في الجمعية الدولية للهندسة الصيدلانية آدم هاوثورن أشادوا بالإنجاز الذي حققته "أسترازينيكا".

 

وفي حديث إلى موقع "ذا ميكانيكال إنجنير"، أوضحوا المصاعب التقنية التي تواجهها الشركة. يقول دايتون إنّ خطأ بدرجة واحدة على مقياس "بي أتش" pH لقياس الحموضة أو القلوية يمكن أن يعرقل بشكل كبير الإنتاج. ويشير إلى عوامل متغيرة أخرى مثل الوسط الذي تُزرع فيه الخلية، توقيت العملية، تركز ثاني أوكسيد الكربون، والسيطرة على الأوكسيجين وغيرها. كما أنّ خطأ صغيراً في ضبط المتحكم التناسبي (PID) قد يؤدي إلى توقف الخلايا عن الإنتاج.

 

ويوضح الموقع نفسه أن التعاقد مع مصنعين دوليين يراكم مستوى إضافياً من المتغيرات. فالشركات المحلية تتمتع بثقافتها التعاقدية والتصنيعية واللغوية الخاصة كما تعتمد على مورّدين مختلفين للمواد الأولية، مما يصعّب تحدي توحيد المعيار الإنتاجي.

 

يضيف كلايتون أنه عمل مرة على مشروع في سويسرا حيث كان المطلوب تأسيس منشأة تصنيعية ثانية. كانت المنشأة تبعد فقط 30 كيلومتراً وكانت المنطقة تتحدث اللغة نفسها والمنشأة تعمل على معيار واحد لتنقية وضخ المياه. وتم استخدام المفاعلات الحيوية نفسها المستخدمة في المنشأة الأولى، بالتالي، لم يتوجب على الفريق سوى نقلها. على الرغم من كل هذا التطابق في المعايير الإنتاجية، استغرق نقل المسار عاماً كاملاً.

 

وقال دود، إن دفعة واحدة من اللقاح تتضمن عشرة آلاف قطعة من البيانات التي تم تسجيلها. "هذه ليست وصفات كعك بسيطة. إنها مسارات معقدة جداً".

 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم