الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

تنصيب بايدن أصبح واقعاً بفعل تبادل أدوار جمهوريّ؟

المصدر: "النهار"
الرئيس الأميركي جو بايدن خلال تجمع انتخابي في تشرين الأول - "أ ب"
الرئيس الأميركي جو بايدن خلال تجمع انتخابي في تشرين الأول - "أ ب"
A+ A-

يدخل جو بايدن البيت الأبيض اليوم رئيساً للولايات المتحدة بعد احتفالات تنصيبه. ستكون الاحتفالات مختصرة هذه المرّة بفعل تداعيات "كوفيد-19". لا يشبه حفل التنصيب اليوم غيره من الاحتفالات، بما أنّه يأتي بعد اعتداءات مناصري الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب على الكابيتول في السادس من كانون الثاني لتغيير الانتخابات.

فشل الاعتداء في الضغط على مجلس الشيوخ، ووقف نائب الرئيس السابق مايك بنس بقوة إلى جانب الدستور معلناً عدم تمتّعه بصلاحية النظر في شرعيّة الأصوات. وبعدما أعاد الأمن الهدوء، استؤنفت جلسة مجلس الشيوخ وأعلنت بايدن رئيساً شرعيّاً للولايات المتحدة.

حفل التنصيب مختلف اليوم بسبب عدم حضور ترامب أيضاً، حيث أنّ آخر مرّة امتنع رئيس منتهية ولايته عن حضور حفل تنصيب خلفه كانت منذ حوالي 150 عاماً. نقطة الاختلاف التالية أنّ ثمّة جمهوريّين كثراً لا يزالون يعتقدون أنّ الانتخابات "زُوّرت" وأنّ بايدن رئيس "غير شرعيّ".

ورأت استطلاعات رأي أنّ حوالي 70% من الجمهوريّين يعتقدون بأنّ بايدن رئيس غير شرعيّ. عزّز ترامب بمزاعمه هذه الأجواء على الرغم من تقدّمه بأكثر من ستين طعناً، رَفضت جميعها، باستثناء طعن واحد لم يكن له أثر في تغيير النتيجة.

كان الجمهوريّون منقسمين حول طريقة التعاطي مع ترامب. القسم الأكبر من جمهوريّي مجلس النواب وقفوا إلى جانب رئيسهم خصوصاً خلال توجيه الاتّهام. وكان السيناتوران تيد كروز وجوش هاولي من أبرز المحرّضين على التظاهر ضدّ "تزوير الانتخابات". بالمقابل، كان هنالك جمهوريّون اتّخذوا موقفاً وسطيّاً. من بين هؤلاء رئيس مجلس الشيوخ السيناتور ميتش ماكونيل. وقلّة فقط وقفت بقوّة ضدّ مزاعم الرئيس ومن بينهم بين ساس وميت رومني.

لكن ثمّة ملاحظة لافتة للنظر عرضها الكاتب السياسيّ في موقع "فوكس" أندرو بروكوب. كلّ الجمهوريّين الذين اصطفّوا إلى جانب ترامب، لم يملكوا سلطة حقيقيّة لقلب النتائج. على العكس من ذلك، بقي الجمهوريّون الذين يملكون القدرة على الحلّ والربط في نتائج الانتخابات مصطفّين إلى جانب الدستور.

في ولايتي جورجيا وأريزونا، قاوم الحاكمان الجمهوريان والمسؤولون الرسميّون دعوات للتدخل في المصادقة على النتائج. واللجان الانتخابية المؤلفة من الحزبين في ويسكونسن وميشيغان قامت بالفعل نفسه. والمجالس النيابية المحلية التي يسيطر عليها الجمهوريون لم تحاول استبدال الناخبين الكبار الموالين لبايدن. وظلّ عشرات القضاة، ومن بينهم عدد ممّن عيّنهم ترامب، يرفضون الدعاوى القانونيّة من ترامب وحلفائه. وزير العدل السابق بيل بار لم يتدخل أيضاً في العمليّة الانتخابية.

رأى بروكوب أنّ الحزب الجمهوريّ لم يتصرّف بطريقة منضبطة وموحّدة لمساعدة ترامب على سرقة الانتخابات حتى ولو كان العديد من ناخبيهم يريدون ذلك. وأضاف أنّ التناقض بين تصرفات الجمهوريين في مواقع السلطة الانتخابية وخطابات الجمهوريين الذين يتمتعون بهذه السلطة كان فاقعاً: "كان الجميع كما لو كانوا يلعبون الأدوار الموكلة إليهم. معظم الجمهوريين ذوي المسؤولية بالتعاطي مع الوقائع، الدليل، والقانون فعلوا الصواب".

أمّا الجمهوريّون الآخرون "قرّروا بشكل أساسي تمثيل دور الانقلاب – عاقدين جلسات استماع تظاهروا فيها بوقوع مخالفات خطيرة، موقعين على دعاوى قضائية تطالب بإلغاء انتصارات بايدن أو الإدلاء بأصوات محكوم عليها بالفشل لرفض النتائج في الكونغرس". بحسب بروكوب كان الأمر عبارة عن "سياسات فنّ التمثيل".

مع ذلك، أعرب عن خشيته من إمكانيّة تغيير نتائج الانتخابات على يد ديمواغوجيّ في المستقبل لو استطاع الأخير دفع المزيد من المسؤولين الرسميّين الممسكين بزمام الانتخابات للتصرّف وفقاً لمصلحته. "فالنظام لا يعمل إلّا إذا وافق ما يكفي من المسؤولين في السلطة على تركه يعمل".

 

 

 

 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم