الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

إصابات قياسيّة بكورونا في بورما: متطوّعون ينقلون جثث مرضى ماتوا في منازلهم

المصدر: أ ف ب
متطوعون يصلّون أمام جثث أشخاص توفوا بكورونا خلال دفنهم في مقبرة في ماندالاي (14 تموز 2021، أ ف ب).
متطوعون يصلّون أمام جثث أشخاص توفوا بكورونا خلال دفنهم في مقبرة في ماندالاي (14 تموز 2021، أ ف ب).
A+ A-
يرفض العديد من المصابين بكوفيد-19 في بورما التوجّه الى المستشفيات التي هجرها مقدمو الرعاية منذ الانقلاب العسكري. ويفضّل هؤلاء ملازمة منازلهم، حتى لو كان ذلك يعني موتهم المحتّم، ما يرتّب ضغطاً هائلاً على متطوعين يتولون نقل الجثث.

ويقول ثان ثان سو، الذي يدير مجموعة متطوعين في رانغون، لوكالة فرانس برس: "نأخذ على عاتقنا يومياً ما بين ثلاثين إلى أربعين جثة. أحياناً نجد جثتين في المنزل ذاته".

تشقّ سيارة الإسعاف الخاصة بالمجموعة شوارع العاصمة الاقتصادية للبلاد، مطلقة صفارة الإنذار تمهيداً لنقل ضحية جديدة، تُلفّ بأكياس بلاستيكية قبل أن تُدفن على عجل وفق الطقوس البوذية. ولا يتوقّف سيل سيارات الإسعاف عن الوصول الواحدة بعد الأخرى إلى المحرقة.

وتشهد بورما حالياً ذروة في معدل إصابات كورونا، مع تسجيل أكثر من خمسة آلاف إصابة يومياً خلال الأيام الأخيرة، مقارنة بخمسين فقط مطلع أيار. وتم إحصاء وفاة خمسة آلاف شخص، وهو رقم يعتقد أنه أقل بكثير من الرقم الفعلي.

وتغرق البلاد ذات الأغلبية البوذية في حالة من الفوضى منذ أن أطاح الجيش الحاكمة المدنية أونغ سان سو تشي مطلع شباط، منهياً مرحلة ديموقراطية استمرت عقداً، وشن حملة قمع وحشية على المعارضين.

ولا تتوافر في المستشفيات أسرّة كافية أو قوارير الأوكسيجين وفحوص الكشف عن الفيروس وحتى اللقاحات بالشكل المطلوب. أكثر من ذلك، يخشى المواطنون التوجّه الى المستشفيات الخاضعة حالياً للسيطرة العسكرية.

ويُضرب مئات الأطباء والممرضين احتجاجاً على تسلّم الجيش للحكم والقمع الدامي الذي أوقع اكثر من 900 قتيل. وفرّ كثيرون ممن صدرت بحقهم مذكرات توقيف واعتُبروا بمثابة "أعداء الدولة، فيما اعتُقل كبار المسؤولين في قطاع الصحة، بينهم المسؤول عن برنامج التلقيح في البلاد.

- "أي مقبرة"؟ -
يروي سان أو وهو سائق سيارة إسعاف متطوع يعمل لـ13 ساعة يومياً أنّه قبل الانقلاب، كانت "مهمتنا نقل مصابي كوفيد-19 الى المستشفيات، أما اليوم فقد اختلف الأمر. عندما نتلقى اتصالاً بتنا نسأل +إلى أي مقبرة+؟".

ولا يبدو الوضع مرشحاً للتحسّن، إذ تواجه بورما خطر التحول الى بلد "يتفشى فيه الفيروس بسرعة فائقة"، وفق ما حذّر مقرر الأمم المتحدة لحقوق الانسان في بورما توم أندروز.

ويبدي قلقه تحديداً على مصير 5,300 شخص اعتقلهم المجلس العسكري منذ الانقلاب، منبهاً الى أنّ "وضعهم قيد الاعتقال قد يتحول حكما بالإعدام" نظراً لتفشي الوباء. 

وتم حتى الآن تلقيح أقل من مليوني شخص من إجمالي 54 مليون نسمة.

ويتعين أن تتلقى بورما حتى نهاية الشهر المقبل ستة ملايين جرعة لقاح من الصين، لكن مراقبين كثرا يعربون عن خشيتهم من أن يكون قد فات الآوان، فيما تعمل السلطات على توفير الأكسجين بشكل عاجل من تايلندا والصين، وفق وسائل إعلام رسمية.

لم يبق فريق ثان ثان سو بمنأى من الفيروس، إذ أصيب بين صفوفه متطوعان، توفي أحدهما.

ويقول: "أحياناً لا أردّ على الهاتف، لا لأنني لا أودّ القيام بواجبي (...) بل لأن ثمّة معاناة كبيرة".
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم