الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

بايدن يرث اليوم من ترامب أميركا غير متحدة

المصدر: النهار
استعدادات في منصة تنصيب الرئيس الاميركي المنتخب جو بايدن أمام مبنى الكونغرس أمس.(أ ب)
استعدادات في منصة تنصيب الرئيس الاميركي المنتخب جو بايدن أمام مبنى الكونغرس أمس.(أ ب)
A+ A-
وسط إجراءات أمنية غير مسبوقة، يدخل الرئيس الأميركي المنتخب الديموقراطي جو بايدن إلى البيت الأبيض، بينما يغادره الرئيس الجمهوري دونالد ترامب صباحاً من دون حضور احتفال التنصيب الذي سيجري أمام مبنى الكونغرس، الذي تحول قلعة محصنة في ظل إجراءات أمنية واسعة يشارك فيها عشرات الألاف من عناصر الشرطة والحرس الوطني والجيش، بعد تهديدات من أنصار ترامب بتنفيذ هجمات على غرار اقتحام مبنى الكابيتول في 6 كانون الثاني الجاري.   
ويغادر ترامب البيت الابيض من دون أن يعترف بنتائج الانتخابات، ويستمر في زعمه أن الانتخابات الرئاسية التي جرت في 3 تشرين الثاني قد "سرقها" الديموقراطيون، لكنه لم يقدم دليلاً على هذا الزعم. لكن الجماعات اليمينية المتطرفة تؤيده في هذا الاتهام، وتسعى إلى تخريب احتفال تنصيب بايدن.   
 
في هذه الأجواء الحادة من الانقسام والتي دفعت أجهزة انفاذ القانون إلى اعلان التعبئة في واشنطن العاصمة وفي الولايات، لمواجهة تهديدات اليمين المتطرف، لن يحضر ترامب احتفال التنصيب، ليصير الرئيس الاميركي الأول الذي يقدم على ذلك منذ 150 عاماً، وتالياً جعل من انتقال السلطة في الولايات المتحدة لا يتسم بالسلاسة، ويثير تساؤلات كثيرة عن التحديات الداخلية التي ستوجه بايدن في مسعاه لإعادة توحيد الأميركيين.   
 
وبمغادرته البيت الأبيض، لن تنتهي سيرة ترامب الذي من المقرر أن يتعرض لمحاكمة في مجلس الشيوخ في الأيام المقبلة بتهمة التحريض على اقتحام الكونغرس في 6 كانون الثاني الجاري. وكان مجلس النواب صادق الأسبوع الماضي على توجيه هذا الاتهام لترامب، ليصير الرئيس الأميركي الاول الذي يواجه إجراءات عزل في تاريخ الولايات المتحدة.   
 
 
صلاة
ودعا بايدن زعماء الكونغرس الجمهوريين والديموقراطيين إلى المشاركة معه في صلاة صباح اليوم في واشنطن قبل حفل تنصيبه، بحسب مصادر مقربة من بايدن.
 
ووافق زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، الذي كان حتى الآونة الأخيرة أحد أقرب حلفاء الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، على المشاركة في هذه الصلاة في كاتدرائية القديس متى، وفق ما أعلن مكتبه.
 
ووُجّهت الدعوة أيضاً إلى رئيسة مجلس النواب الديموقراطية نانسي بيلوسي وزعيم الديموقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر وزعيم الجمهوريين في مجلس النواب كيفن ماكارثي.
 
وانتُخب بايدن الكاثوليكي الملتزم البالغ 78 سنة، في 3 تشرين الثاني رئيساً للولايات المتحدة، واعداً بتحقيق "مصالحة" في أميركا التي كانت منقسمة جداً خلال عهد دونالد ترامب.
 
وخلال السنوات الأربع الماضية، اتُهم الملياردير الجمهوري بتحريض الأميركيين على بعضهم البعض، وأثارت الحملة التي قادها بعد هزيمته في الانتخابات التوتر.
ويقول ترامب إنه وقع ضحية عمليات تزوير لم يقدّم أبداً دليلاً يثبتها ورفض الإقرار بهزيمته وزرع الشكوك في نفوس أنصاره الذين شنّ أشرسهم هجوماً على مقر الكونغرس في 6 كانون الثاني.
 
وأثارت أعمال العنف هذه التي لم تتمكن قوات الأمن من استباقها، صدمة في البلاد وأدت إلى تعزيز الاجراءات الامنية في واشنطن قبل حفل تنصيب بايدن.   
 
 
الجيش يساعد في الإجراءات   
وأصدرت وزارة الدفاع الاميركية "البنتاغون"، أمرا بنشر نحو 2750 جنديا من القوات المسلحة النظامية في واشنطن، لتأمين احتفال تنصيب بايدن، ولتوفير الدعم لمهمات تتعلق بالتعامل مع المتفجرات والمواد النووية والكيميائية.
 
وارتفع عدد أفراد الحرس الوطني المنتشرين في العاصمة إلى أكثر من 21 ألفا و500 من أصل 25 ألفا كان مقررا نشرهم.
 
وكشفت وكالة "أسوشيتد برس" الاميركية، أن عنصرين من الحرس الوطني من تأمين احتفال التنصيب تم سحبهما للاشتباه في علاقاتهما بجماعات متطرفة.
وجاء في بيان للحرس الوطني، أن أكثر من 63 ألفا من أفراد الحرس منتشرون حاليا في مختلف الولايات الأميركية، لتقديم الدعم لأجهزة الشرطة والخدمة السرية.
 
من جهته، قال وزير العدل الأميركي بالوكالة جيف روزين، إن السلطات لن تتهاون مع أي شخص يحاول إفساد يوم تنصيب بايدن بالعنف أو بأي عمل إجرامي آخر.
وأضاف أنه سيتم اعتقال ومحاكمة أي شخص يحاول أن يستخدم العنف لإفساد يوم التنصيب.
 
وأكد أن وزارة العدل الأميركية ملتزمة إلى جانب أجهزة إنفاذ القانون ضمان مراسم تنصيب آمنة.
 
وكان وزير الدفاع الأميركي بالوكالة كريستوفر ميلر، أعلن أن أفراد الحرس الوطني المنتشرين في واشنطن لتأمين احتفال التنصيب، سيتم إجراء تدقيق أمني في شأنهم.
 
حركة "كيو أنون"
وفي السياق ذاته، كشفت صحيفة "الواشنطن بوست" ، أن مكتب التحقيقات الفيديرالي "إف بي آي" يعتقد أن أتباع حركة "كيو أنون" اليمينية المتطرفة شاركوا في التخطيط لتخريب حفل تنصيب بايدن.
 
وأضافت أن المخططين ناقشوا استخدام مرافق حساسة في واشنطن للتدخل أثناء التنصيب وانتحال شخصيات أفراد الحرس الوطني للتسلل إلى الحفل.
كما درس المخططون خرائط لمواقع مهمة في العاصمة واشنطن، بحسب الصحيفة.
 
وقال القائد السابق لشرطة مبنى الكونغرس ستيفن ساند، إن مناصري ترامب، الذين اقتحموا مبنى الكونغرس كانوا مجهزين بشكل جيد ومنسق ومسلحين بسترات واقية وخوذات ومتفجرات.
 
وأضاف ساند، الذي استقال من منصبه، أن أقل ما يمكن قوله عن ذلك إنه كان هجوما منسقا وعنيفا ضد الكونغرس.
 
ونقلت شبكة "سي إن إن" الاميركية للتلفزيون عن مسؤول أميركي، إن ترامب سجل "خطاب وداع" من البيت الأبيض الاثنين، تحدث فيه عن قائمة إنجازاته خلال 4 سنوات قضاها في المنصب.
 
ولفت إلى أن ترامب، الذي ظل بعيدا عن الأنظار منذ أيام، أشار في التسجيل إلى "الإدارة الجديدة"، لكن لم يتضح ما إذا كان قد قدم تنازلا رفضه لأكثر من شهرين. 
 
وقالت الشبكة إنه عندما يغادر الرئيس والسيدة الأولى ميلانيا ترامب واشنطن صباح اليوم، سيرافقهم مساعدون سيستمرون في دورهم خلال فترة ما بعد الرئاسة في بالم بيتش بولاية فلوريدا.
 
ولفتت إلى أنه لم يكن واضحا ما إذا كان جاريد كوشنر وإيفانكا ترامب سيسافران مع الرئيس في رحلته الأخيرة على متن طائرة الرئاسة أو السفر إلى فلوريدا بشكل منفصل.   
 
ماكونيل
 
وعشية التنصيب، قال ماكونيل إن ترامب "حرض" الحشود التي اقتحمت مبنى الكونغرس و"شحنها بالأكاذيب". وقال السناتور النافذ عن ولاية كنتاكي :"الحشود الغاضبة شحنت بالأكاذيب. لقد حرضهم الرئيس وأشخاص نافذون آخرون. حاولوا أن يستخدموا الخوف والعنف لوقف" مصادقة الكونغرس على فوز بايدن بالانتخابات الرئاسية.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم