الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

انتخابات "شمال قبرص" في دورتها الثانية: "الرئيس" المنتهية ولايته الأوفر حظاً للفوز

المصدر: أ ف ب
أكينجي يدلي بصوته، برفقة زوجته ميرال، في مركز اقتراع في الجزء الشمالي من نيقوسيا (18 ت1 2020، أ ف ب).
أكينجي يدلي بصوته، برفقة زوجته ميرال، في مركز اقتراع في الجزء الشمالي من نيقوسيا (18 ت1 2020، أ ف ب).
A+ A-
ينتخب سكان "جمهورية شمال قبرص التركية" التي لا تعترف بها سوى أنقرة، "رئيسهم"، الأحد، في دورة ثانية من انتخابات تأتي في ظل التوتر في شرق المتوسط ويتواجه خلالها "الرئيس" المنتهية ولايته مصطفى أكينجي والمرشح المدعوم من تركيا إرسين تتار.

وحلّ أكينجي الذي يقيم علاقات مضطربة مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، في المرتبة الثانية في الدورة الأولى بحصوله على قرابة ثلاثين بالمئة من الأصوات، بعد القومي تتار (أكثر من 32%). 

لكن وما لم تحصل مفاجآت، يُتوقع أن يفوز أكينجي على تتار "رئيس الوزراء" المنتهية ولايته، بفضل دعم المرشح توفان إرهورمان الذي حلّ ثالثاًَ الأحد الماضي.

وفتحت مراكز الاقتراع البالغ عددها 738 عند الساعة الثامنة (05,00 ت غ) وستغلق عند الساعة 18,00 (15,00 ت غ). ودُعي حوالى 199 ألف ناخب للتصويت من أصل أكثر من 300 ألف نسمة في شمال قبرص.

وعند الساعة 13,00 (10,00 ت غ)، بلغت نسبة المشاركة 30,17%.

وتُجرى الانتخابات في أجواء من التوتر الشديد بسبب ملف التنقيب عن موارد الطاقة في شرق المتوسط خصوصا بين أنقرة وأثينا الحليفة الرئيسية لجمهورية قبرص المعترف بها دولياً والتي تمارس سلطتها على ثلثي الجزيرة المنقسمة.

فبعد عمليات التنقيب التي قامت بها تركيا قبالة سواحل شمال قبرص، أُثير مجدداً الخلاف هذا الأسبوع بعد إرسال سفينة تنقيب تركية إلى المياه التي تطالب اليونان بالسيادة عليها. وندد قادة الاتحاد الأوروبي بـ"استفزازات" تركيا التي تخضع لتهديدات بفرض عقوبات أوروبية عليها.

ومصطفى أكينجي اشتراكي ديموقراطي مستقلّ يبلغ من العمر 72 عاما ويؤيد توحيد الجزيرة بصيغة دولة اتحادية وتخفيف روابط الشمال مع أنقرة. أما تتار (60 عاما) القومي فيؤيّد حلاً بدولتين.

وبعد الإدلاء بصوتهما، قال أكينجي إنه يأمل أن يستذكر القبارصة الأتراك هذه الانتخابات "كاحتفال بإرادة الشعب"، بينما أشار خصمه إلى أهمية إقامة علاقات جيدة مع تركيا.

- تبعية -
وأكد سعيد كينان لدى خروجه من مركز اقتراع في شمال نيقوسيا أن "الحلّ الوحيد والجيّد هو حل الدولة الاتحادية". وأشاد طبيب القلب البالغ 76 عاماً بالوضع الجغرافي "الاستراتيجي" للجزيرة وأوضح أن قبرص يمكن أن تسيّر أمورها وحدها بفضل مواردها النفطية التي تستقطب دولا كثيرة "حول القبارصة الأتراك والقبارصة اليونانيين".

وتعتبر أنقرة "جمهورية شمال قبرص التركية" حجر زاوية في استراتيجيتها للدفاع عن مصالحها في شرق المتوسط، وتراقب عن كثب الانتخابات وقد كثّفت مناوراتها لدعم تتار.

وتسبب احتفال تدشين قناة تحت الماء تربط شمال قبرص بتركيا إضافة إلى فتح شاطئ مدينة فاروشا الشهيرة التي أمست مدينة مقفرة منذ انقسام الجزيرة وتطويقها من جانب الجيش التركي، بتوجيه اتهامات لتركيا بالتدخل في الانتخابات وكذلك إثارة غضب عدد كبير من القبارصة الأتراك على رأسهم أكينجي.

وتقول المحللة في جامعة شرق المتوسط في شمال قبرص أوزموت بوزكورت إن "القبارصة الأتراك ليسوا سعداء باعتبارهم تابعين لطرف آخر أو بكونهم يُلامون على الدوام أو يُحتقرون".

وترى الباحثة أن التدخل المفترض من جانب أنقرة حوّل الانتخابات إلى استفتاء على "كرامتهم" بالنسبة للكثير من القبارصة الأتراك.

- انقسامات -
لكن انتهاج خطّ مستقل حيال أنقرة ليس سهلاً في "جمهورية شمال قبرص التركية" إذ إن أنقرة تحكم السيطرة عليها اقتصادياً منذ إنشائها عام 1983.

وجاءت الأزمة الاقتصادية الناجمة عن تفشي وباء كوفيد-19، لتفاقم الوضع. وموّلت أنقرة بناء مستشفى يضمّ مئة سرير في شمال قبرص لمواجهة الوباء.

وحصلت قبرص على استقلالها عن المملكة المتحدة في 1960. غير أن القوات التركية غزتها في العام 1974 ردًا على محاولة انقلابية لربطها باليونان.

وأحيا أكينجي لدى وصوله إلى الحكم عام 2015، الآمال بالتوصل إلى اتفاق سلام، لكن المحادثات الرسمية الأخيرة باءت بالفشل عام 2017.

وقالت ديليك إرتوغ البالغة 60 عاماً وتعمل في مجال العقارات: "لا يمكننا أن نفعل أي شيء بدون تركيا، أظهر التاريخ أن القبارصة اليونانيين لن يقبلوا أبداً بأن نكون متساوين معهم في الجمهورية".

وتجمع القبارصة اليونانيون السبت قرب المنطقة العازلة للمطالبة بإعادة أراضي الشمال، مؤكدين أن قبرص "يونانية".

وتقسم مسألة إعادة توحيد الجزيرة الشعب وحتى عائلات القبارصة الأتراك. 

وندد شقيق ديليك إرتوغ، أساف سينول، بـ"التدخلات" التركية. وأكد الرجل المتقاعد (64 عاماً) أن القبارصة الأتراك "يمكنهم استخدام عقلهم لاختيار" رئيسهم مشيراً إلى أنه يؤيد الحل بدولة اتحادية.

وتتوقع المحللة السياسية بوزكورت أن يواجه أكينجي "صعوبات في هذا الشأن في حال أنتُخب"، قائلة: "يبدو أن أنقرة تفضل تبني خطّ متشدد يرفض إقامة دولة اتحادية في قبرص".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم