الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

كوبا تطوي اليوم صفحة الأخوين كاسترو والحزب الشيوعي يناقش الاقتصاد والانترنت

المصدر: النهار
السكرتير الأول للحزب الشيوعي الكوبي راؤول كاسترو يتحدث في افتتاح مؤتمر الحزب في هافانا الجمعة.   (أ ف ب)
السكرتير الأول للحزب الشيوعي الكوبي راؤول كاسترو يتحدث في افتتاح مؤتمر الحزب في هافانا الجمعة. (أ ف ب)
A+ A-
عشية انسحاب راؤول كاسترو، ركّز مندوبو الحزب الشيوعي الكوبي السبت والأحد على التحديات التي تواجه كوبا، بدءا بتجاوز أسوأ أزمة اقتصادية تشهدها الجزيرة منذ ثلاثين عاما، وصولا الى مواجهة عمليات "التخريب" عبر الإنترنت.
 
 واجتمع نحو 300  مندوب من كل مقاطعات البلاد التي يبلغ عدد سكانها 11,2 مليون نسمة، في هافانا لحضور هذا المؤتمر الذي يعقد في جلسات مغلقة. ويمثل هؤلاء المندوبين "أكثر من 700 ألف مناضل" من الحزب الواحد، بحسب وسائل الإعلام الكوبية. 
 
والمؤتمر الذي افتتح الجمعة، يشكّل هذا العام حدثا تاريخيا لأنه سيشكل ختام ستة عقود من حكم الأخوين كاسترو اللذين حل محلهما الآن جيل جديد.
وتوزّع المندوبون على ثلاث لجان عمل ستنظر الأولى في الاقتصاد والثانية في "النشاط الإيديولوجي والعمل على الجماهير". أما اللجنة الثالثة فستخصص أعمالها للحزب وسياسته لاختيار القادة. 
 
لكن الموضوع الأكثر إلحاحا هو الاقتصاد مع انخفاض إجمالي الناتج المحلي بنسبة 11 في المئة في 2020، في أسوأ تراجع له منذ 1993 بسبب الحظر الأميركي المطبق منذ  1962 وجائحة كوفيد-19.
 
وفي آخر خطاب له بصفته رئيسا للحزب، دعا راؤول كاسترو إلى "تنشيط عملية تحديث النموذج الاقتصادي والاجتماعي" الذي أطلقه في 2008 بانفتاح حذر على القطاع الخاص والاستثمارات الأجنبية. 
 
ودان كاسترو "الرداءة والارتجال" و"البيروقراطية المفرطة" و"الفساد" في هذه الجزيرة التي تشهد نقصا متكررا في المواد الأساسية وعليها أن تستورد ثمانين بالمئة مما تستهلكه نظرا لعدم كفاية الإنتاج المحلي.
 
واعترف رئيس الوزراء مانويل ماريو، الذي يرأس إحدى اللجان السبت، بأن "الهيكل الإنتاجي (للبلاد) غير قادرة على تلبية احتياجات السكان"، مؤكدا أن "هذه القضية ليست أولية فقط، بل هي مسألة تتعلق بالأمن القومي".
 
"مؤكدة لكن بطيئة" 
أكد راوول كاسترو الجمعة أن "هناك حدودا لا يمكن تجاوزها" في الانفتاح على القطاع الخاص "لأن نتائج ذلك غير قابلة لعكسها وستؤدي إلى أخطاء استراتيجية وإلى تدمير الاشتراكية بحد ذاتها وبالتالي تدمير السيادة والاستقلال الوطنيين".
 
وقال نورمان مكاي المحلل في مركز "وحدة المعلومات الاقتصادية" (إيكونوميست إنتليجنس يونيت) إن "إصلاحات التحرير الاقتصادي أمر مؤكد لكن وتيرتها ستكون بطيئة جدا إذ إن الحكومة تتقدم بحذر تجنبا لتغييرات يمكن أن تقوض سيطرتها". 
 
والموضوع الآخر المطروح للنقاش في الحزب هو الاتصالات عبر الانترنت التي شجعت منذ دخولها إلى البلاد في 2018 مطالب المجتمع المدني وسمحت بدعوات إلى التظاهر وهو أمر غير مسبوق في كوبا.
 
وندد نحو عشرين ناشطا وصحافيا مستقلا وفنانا السبت، في تغريدات على تويتر، بمنعهم من مغادرة منازلهم من قبل الشرطة، وهي طريقة تتبعها السلطات الكوبية بشكل عام لمنع أي تجمع.
 
وندد راؤول كاسترو بـ"التخريب" عبر شبكات التواصل الاجتماعي والأخبار الكاذبة التي يتم تداولها. وقال: "بهذه الطريقة، يتم رسم صورة افتراضية لكوبا كمجتمع محتضر بلا مستقبل وعلى وشك الانهيار والانفجار الاجتماعي الذي تريده الولايات المتحدة، ونشرها في كل الاتجاهات".
 
ورأى كاسترو أن "هذه الظروف تتطلب تحولا عاجلا  ... على الصعيد الأيديولوجي".
 
ولقي راؤول كاسترو (89 سنة) ببزته العسكرية ترحيبا حارا عند وصوله الجمعة إلى قاعة المؤتمر الذي يفترض أن يتنازل في ختامه اليوم عن منصب السكرتير الأول للحزب الشيوعي للرئيس ميغيل دياز كانيل، المدني البالغ من العمر 60 سنة.
 
وافتتح المؤتمر بعد ستين عاما تماما من اليوم التالي لإعلان فيديل كاسترو الطابع الاشتراكي للثورة الذي "لا رجعة عنه" منذ تبني الدستور الجديد عام 2019.
وبعد وفاة فيديل كاسترو في 2016 ومع تقاعد راؤول كاسترو، تطوي كوبا صفحة تاريخية للجزيرة وسكانها الذين لم يعرفوا سوى حكم الأخوين الثائرين.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم