الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

رأب الصدع في المجتمع الأميركي: النيات الحسنة موجودة لكنّ الأمل ضئيل

المصدر: أ ف ب
مبنى الكابيتول هيل في واشنطن (15 ك2 2021، أ ف ب).
مبنى الكابيتول هيل في واشنطن (15 ك2 2021، أ ف ب).
A+ A-
وفي وقت تصاعد القلق من احتمال وقوع أعمال عنف جديدة، نظمت جمعية "بريفير انجلز" التي أسست العام 2016 لتجاوز الانقسامات اجتماعا افتراضيا مفتوحا لجميع الذين يريدون "إعادة اللحمة للمجتمع الأميركي".

وضم الاجتماع عبر زوم 4500 مشارك من كل أرجاء البلاد وانضم أكثر من ألفي مشترك جديد إلى الجمعية إثر ذلك على ما قال المتحدث باسمها كيرن أوكونور. وكان جميع المشاركين يرغبون في "الاصغاء" إلى المعسكر الآخر ومضاعفة الجهود لتجنب "حرب اهلية"، على ما شدد مشاركون عدة.

وشكل الاجتماع  فرصة لإدلاء ثلاث مجموعات مؤلفة من شخصين ديموقراطي وجمهوري بشهاداتها حول تمكنها  من إقامة حوار ودي رغم اختلافاتها السياسية.

 وروى كوهيار مصطفي، المسلم القريب من التيار اليساري عند الديموقراطيين، وغريع سميث وهو شرطي سابق، المؤيد لترامب والمسيحي المتدين، الروابط التي تمكنا من إقامتها منذ أربع سنوات، وفضل المحادثات وحس الدعابة والزيارات المتبادلة إلى مسجد وكنيسة كل منهما.

واقتصر التبادل بينهما منذ جائحة كوفيد-19 على الانترنت إلا أن علاقتهما صمدت رغم الأحداث التي وقعت في مقر الكونغرس والتي وصفها غريغ بأنها "فظيعة".

واتفق كارلوس هرناديس، وهو من أصول أمبركية لاتينية ومؤيد لترامب وأمانيا دراين الناشطة السوداء في مجال مكافحة العنصرية اللذان يتواصلان منذ أشهر عدة، على القول إنه ينبغي أولا محاربة "الاستقطاب الخاص "بكل فرد من خلال مراجعة كل الأفكار المسبقة والمقولبة عن المعسكر الآخر.

- تشاؤم -
وثمة مبادرات أخرى تناصر الحوار بين أشخاص لديهم مواقف متعارضة منها المحلي ومنها الوطني بعضها أقدم بكثير مثل جمعية "ليفين روم كونفرسايشنز" التي أسست العام 2010. وهي تكاثرت مع رئاسة ترامب التي أدت إلى خلافات داخل الكثير من العائلات وبين أصدقاء مقربين.

لكن ما أهمية هذه النوايا الحسنة في وجه عزم المتطرفين الذي يغذيه جو من المزايدات عبر وسائل التواصل الاجتماعي؟

فخلال الأسبوع الماضي دعا بعض المعارضين لترامب إلى تهميش كل المتظاهرين المؤيدين للرئيس المنتهية ولايته في السادس من كانون الثاني/يناير في حين اعتبر مناصرون لترامب توقيف مثيري الشغب واغلاق المنصات المحافظة مثل "بارلر" على أنها تعكس تحولا إلى حكم استبدادي.

ورغم تقديم الرئيس المقبل جو بايدن نفسه على أنه رجل المصالحة، يعرب الأميركيون عن تشاؤمهم فيتوقع 56 % أن تبقى الانقسامات على ما هي في حين يرى 31 % فقط أنه قادر على "توحيد البلاد" على ما جاء في نتيجة استطلاعات للرأي اجرته "كوينيبياك" في 11 كانون الثاني.

ويقول كاي روجيري، الاستاذ في جامعة كولومبيا وصاحب دراسة عن الاستقطاب في 2019: "الناس الذين يشاركون في هذه المبادرات ليسوا الذين يتسببون بنزاعات. في حال لم تجر هذه البرامج في المكان الذي تتواجد فيه مشاكل لا أظن أنها ستؤثر بشيء".

وأشارت الدراسة التي أجراها إلى إمكان خفض الاستقطاب من خلال تقليل التسييس. ويوضح "الأميركيون ليسوا منقسمين إلى هذا الحد" عندما يستطلع رأيهم بشأن مشاكل ملموسة مثل الهجرة من دون منح المواقف المختلفة صفة سياسية.

- "عشائري" -
ويقول الخبير في الاستقطاب روبرت تاليس من جامعة فاندربيلت: "الديموقراطيون والمحافظون منقسمون على المسائل السياسية. لكن هذا الانقسام ليس أكثر حدة مما كان عليه قبل 30 عاما".

ويضيف: "الأمر الوحيد الذي تغير هو العدائية (...) من معسكر لآخر والتي تكثفت أكثر من الانقسامات السياسية".

وقد تفاقمت هذه العدائية بسبب نمط عمل "عشائري" متزايد فكل معسكر له قيمه وانماط استهلاك خاصة به مع أماكن أقل يتلاقى فيها مع الآخر بعيدا عن السياسة.

ويؤكد "كل أماكن التواصل الاجتماعي من عمل ووجهات سفر ومتاجر ومدارس باتت منفصلة وفقا للانقسامات السياسية (...) فالتفاعل اليومي بات يقتصر تقريبا على أشخاص يشبهوننا".

وتزيد من هذا الميل شبكات التواصل الاجتماعي منذ سنوات فضلا عن الجائحة التي قلصت منذ عشرة أشهر التواصل بين الأفراد.

ويقول تاليس: "لا يمكن أي سياسي أو مسؤول منتخب بمن فيهم الرئيس الجديد أن يصلح ذلك. إذا أردنا فعلا إصلاح النظام الديموقراطي، علينا أن نتعلم القيام بنشاطات مشتركة (...) لا تكون السياسة محورها".
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم