دوليات 17-11-2022 | 18:22

الألغام الروسيّة في أوكرانيا "أكبر تحدّ" لمعاهدة حظر الألغام التاريخيّة

المصدر: أ ف ب

الألغام الروسيّة في أوكرانيا "أكبر تحدّ" لمعاهدة حظر الألغام التاريخيّة

شخص يمر قرب حواجز مضادة للدبابات مغطاة بالثلوج في كييف (17 ت2 2022، ا ف ب).

يطرح استخدام روسيا لألغام أرضية حديثة في أوكرانيا أكبر تحد لمعاهدة حظر دولية تاريخية أبرمت قبل 25 عاما، حسبما أعلن مرصد الخميس.

طوّرت روسيا ألغاما جديدة مضادة للافراد واستخدمت في أوكرانيا ألغاما صُنّعت في 2021، وفق "مرصد الألغام الأرضية" (لاندماين مونيتور).

وأشار التقرير السنوي للمرصد إلى 277 إصابة لمدنيين بسبب الألغام والمتفجرات في أوكرانيا في الأشهر التسعة الأولى من 2022، أي بارتفاع خمس مرات تقريبا عن العدد المسجل في 2021 والبالغ 58.

وأضاف "سبعة أنواع على الأقل من الألغام المضادة للأفراد استخدمتها القوات الروسية في أوكرانيا منذ غزو روسيا لهذا البلد في 24 شباط".

وقال المرصد إن لديه أدلة دامغة على أن القوات الروسية زرعت "جثث ضحايا مفخخة وعبوات متفجرة بدائية الصنع في أوكرانيا... قبل تراجعها وانسحابها من مواقعها".

واستُخدمت على ما يبدو "ألغام منشورة عن بعد" في مناطق عدة، العديد منها كانت تحت سيطرة روسيا، بحسب المرصد.

وقال إن استخدام الألغام الأرضية من جانب روسيا، وبورما أيضا، يسيء إلى الذكرى الخامسة والعشرين لمعاهدة حظر الألغام، الاتفاق التاريخي المبرم في أوتاوا في 1997.

- انتكاسة كبيرة -

وقعت 164 دولة في المجموع على معاهدة الحظر ودمرت أكثر من 55 مليون من مخزونات الألغام المضادة للأفراد.

وروسيا ليست من الدول الموقعة على المعاهدة بعكس أوكرانيا.

وقالت المشاركة في إعداد التقرير ماري ويرهام من هيومن رايتس ووتش "هذه المرة الأولى التي تواجه فيه دولة موقعة على معاهدة حظر الألغام، استخدام الألغام على أراضيها من قبل دولة كبرى. إنها انتكاسة كبيرة لمعاهدة حظر الألغام الأرضية".

واضافت خلال مؤتمر صحافي أن "الألغام المضادة للأفراد أسلحة غير مقبولة لا ينبغي استخدامها تحت أي ظرف".

وطُلب من أوكرانيا الرد على اتهامات بأنها استخدمت جزءا من مخزونها البالغ 3,3 ملايين لغم أرضي، كان ينبغي تدميرها، منذ الغزو الروسي.

وجاء في التقرير أن "التحدي الأكبر" للواقع الناشئ في مواجهة الألغام الارضية "يمكن رؤيته في استخدامات جديدة".

وأضاف "تستمر الألغام الارضية في قتل وجرح مدنيين، وتدمير سبل أرزاق وتمنع استخدام أراض، وتعطل الوصول إلى خدمات أساسية في أكثر من 60 بلدا ومنطقة".

في 2021 سُجلت 5544 إصابة على مستوى العالم في 50 منطقة، 2182 منها قاتلة، بحسب التقرير.

وأدنى عدد إصابات على الإطلاق بلغ 3456 وسُجل في 2013.

- سوريا وأفغانستان الأكثر تضررا -

سجلت سوريا أكبر عدد من الإصابات في 2021 بلغ 1227 إصابة للسنة التالية على التوالي.

تلتها أفغانستان مع 1074 إصابة، عقب تسجيلها أكثر من ألف إصابة سنويا لأكثر من عقد.

وسجلت كولومبيا والعراق ومالي ونيجيريا واليمن أكثر من مئة إصابة العام الماضي.

وفي الحالات التي عرف فيها عمر وجنس الضحايا، شكّل المدنيون 76 بالمئة من الإصابات، نصفهم من الأطفال. ومثّل الذكور 81 بالمئة من الضحايا.

وإلى جانب استخدامها من جانب القوات المسلحة في روسيا وبورما، زُرعت ألغام أرضية من جانب مجموعات مسلحة لا تنتمي لدول في جمهورية إفريقيا الوسطى وكولومبيا وجمهورية الكونغو الديموقراطية والهند وبورما.

ويقدر مخزون الألغام المضادة للأفراد ب45 مليون لغم في أنحاء العالم.

ولدى روسيا أكبر مخزون ويبلغ 26,5 مليون لغم، تليها باكستان غير الموقعة على المعاهدة مع ما يقدّر بستة ملايين لغم ثم الهند والصين والولايات المتحدة مع ثلاثة ملايين.

- 60 منطقة لا تزال مزروعة بالالغام -

تم تنظيف قرابة 133 كيلومتر مربع من الأراضي من الألغام العام الماضي، أكثر من نصفها في كمبوديا وكرواتيا.

ودُمر أكثر 117 ألف لغم أرضي، وفق التقرير.

لكن 60 منطقة على الأقل لا تزال تنتشر فيها ألغام مضادة للأفراد، ويبدو أن سري لانكا وزيمبابوي فقط على مسار تحقيق هدف نزع الألغام في المهل المحددة.

ورأى التقرير أن مساعدة الضحايا لم تكن ملائمة.

وقال إنه "في 2021، بقيت أنشطة الرعاية الصحية وإعادة التأهيل دون التمويل المطلوب وواجهت تحديات متزايدة وعديدة" مضيفا أن الدعم الدولي لنزع الألغام تضاءل بنسبة سبعة بالمئة وصولا إلى 598,9 مليون دولار في 2021.

صدر التقرير السنوي الرابع والعشرون عن "مرصد الألغام الأرضية والذخائر العنقودية"، الذراع المسؤول عن الأبحاث ومراقبة الأسلحة لدى "الحملة الدولية لحظر الألغام الأرضية" و"ائتلاف الذخار العنقودية"، المنظمتان غير الحكوميتان.