الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

مشاكل بايدن تتراكم... وشعبيته تتضاءل

المصدر: "النهار"
الرئيس الأميركي جو بايدن - "أ ب"
الرئيس الأميركي جو بايدن - "أ ب"
A+ A-

يبدو أنّ الانسحاب الأميركي الفوضوي من أفغانستان فاقم المشاكل الداخلية للرئيس الأميركي جو بايدن إلى درجة أنّ الانتقادات التي تطاول سياسته تصدر عن وسائل إعلامية مؤيدة له بشكل عام وغير محسوبة على المحافظين كما هي العادة عموماً.

على سبيل المثال لا الحصر، كتب المحرر البارز في شبكة "سي أن أن" كريس سيليزا أنّ بايدن يواجه أزمة كفاءة. تذكر سيليزا كيف تركزت حملة بايدن الانتخابية على هذه الكلمة، حين أقنع الأخير الناخبين بضرورة إيصال سياسي إلى البيت الأبيض كان موجوداً أصلاً في السلطة ولم يكن بحاجة إلى التدريب، أي إيصال شخص على النقيض تماماً من ترامب.

رأى سيليزا أنّ الحملة كانت فعالة حيث اعتقد العديد من الناخبين أنّ عقود الخبرة التي يتمتع بها بايدن كانت هي ما تحتاج إليه البلاد في حقبة ما بعد ترمب. لكن بعد سبعة أشهر على توليه منصبه، يواجه بايدن أزمة كفاءة في مجالات عدة حيث يَظهر أنّ كل خبرته لم تستطع تفاديها. والمثل الصارخ على ذلك هو استيلاء "طالبان" السريع على أفغانستان بعد سحب بايدن القوات الأميركية منها.

منذ شهر تقريباً، وحين أعلن بايدن انتهاء الالتزام العسكري في البلاد، قال إنه "لن يكون هنالك ظرف حيث ترون الأشخاص مرفوعين من سطح سفارة للولايات المتحدة في افغانستان". لكن الصور التي انتشرت خلال نهاية الأسبوع الماضي تظهر أن هذا ما حصل.

وأتى يوم الاثنين بمزيد من الصور المدمرة التي أظهرت الأفغان يتمسكون بطائرة أميركية وهي تغادر البلاد. برهن كل ذلك أن الوضع كان تماماً خارجاً عن السيطرة بحسب الكاتب، وأن بايدن وفريقه السياسي كان عاجزين عن إيقافه. لكن أفغانستان ليست مشكلة بايدن الوحيدة.

في ايار الماضي، أعلن بايدن أن "مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها" أشارت إلى أنّ الملقحين ما عادوا بحاجة لارتداء الكمامات داخل البيوت، فوصف الأمر بأنه "معلم عظيم". بعد شهرين، اضطر بايدن إلى التراجع عن مواقفه وسط تصاعد الإصابات بمتحور "دلتا". لقد هنّأ بايدن نفسه والدولة خلال الربيع على عدد الأميركيين الذين تلقحوا ضد "كوفيد-19". مع ذلك، لم تحقق إدارته هدفها بتلقيح 70% من الراشدين بجرعة واحدة على الأقل بحلول 4 تموز.

لا يحمّل سيليزا بايدن المسؤولية الكلية أو حتى الكبرى على ارتفاع الإصابات بمتحور دلتا. فالأمر يُعزى أيضاً إلى الذين لم يرغبوا بتلقي اللقاح وإلى حكام جمهوريين يرفضون اتباع التوجيهات للتخفيف من التفشي المستمر للفيروس. لكن ما من شك في أن سردية بايدن السائدة خلال الربيع حول كفاءته في إدارة برنامج التلقيح الوطني الشامل وتراجع الفيروس تلقت ضربة قوية.

كذلك، هنالك مشكلة الحدود. إنّ عمليات اعتقال أولئك الذين حاولوا اجتياز الحدود الأميركية الجنوبية وصلت إلى أعلى رقم منذ عقدين. قال وزير الأمن الداخلي أليخاندور مايوركاس الأسبوع الماضي إن بلاده تواجه "تحدياً جدياً" على الحدود. لام مايوركاس ترامب جزئياً لأنه "فكك نظام اللجوء لدينا".

لكن لا شك أيضاً في أنّ الإدارة ليست قريبة على الإطلاق مما تريده حين يتعلق الأمر بالأزمة الحدودية. وسبق أن كتبت "سي أن أن" عن معضلة إدارة بايدن التي وجدت نفسها تعرب عن التعاطف تجاه المهاجرين من جهة وتمنعهم بالقوة من دخول الولايات المتحدة من جهة أخرى. ولهذا السبب، واجهت الإدارة انتقادات من اليمين واليسار معاً.

من هنا، لا يتعجب سيليزا من تراجع شعبية بايدن في استطلاعات الرأي حيث بلغ التأييد الشعبي لأدائه بحسب "غالوب" 50% أواخر تموز وهو الأدنى طوال مسيرته الرئاسية. وهذا الرقم محتسب حتى قبل كارثة أفغانستان التي تسيطر على التغطية الإعلامية الوطنية وقبل بروز النطاق الكامل لحجم ارتفاع أعداد الإصابات بكوفيد-19. وختم سيليزا كاتباً: "في الوقت الحالي، تتغلب الفوضى على الكفاءة. وهذه مشكلة كبيرة لبايدن وإدارته".

 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم