الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

محادثات في الدوحة بين الحكومة الأفغانية وطالبان بالرّغم احتدام المعارك

المصدر: ا ف ب
تعبيرية (ا ف ب)
تعبيرية (ا ف ب)
A+ A-
يجتمع ممثلونٌ عن الحكومة الأفغانية وطالبان في قطر السبت لإجراء محادثات على وقع المعارك الطاحنة على الأرض، وبالتزامن مع انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان بعد سيطرة دامت عشرين عاماً.
 
ويعقد الجانبان محادثات متقطّعة منذ أشهر في العاصمة القطرية، في وقت تقول مصادر مطلعة إن المفاوضات تتراجع مع تقدّم طالبان في ساحة المعركة.
 
وخاضت القوات الأفغانية الجمعة معارك عنيفة لاستعادة موقع سبين بولداك الاستراتيجي (جنوب)، الذي يؤدي إلى الحدود الباكستانية، والذي سقط بأيدي المتمرّدين الأربعاء.
 
وشنّت حركة طالبان هجوماً شاملاً على القوات الأفغانية في أوائل أيار، مستغلة بدء انسحاب القوات الأجنبية، الذي من المقرّر أن يكتمل بحلول نهاية آب. وقد سيطرت الحركة على مناطق ريفية شاسعة، خصوصاً في شمال أفغانستان وغربها، بعيداً عن معاقلها التقليديّة في الجنوب.
 
ويرى محلّلون أن الحملة العسكرية، التي تشنّها طالبان بحجمها وسرعتها إلى جانب انعدام قدرة القوات الحكومية على كبح تقدّم المتمردين، نسفت كلّ الآمال التي كانت معلّقة على إنتاج محادثات السلام إطاراً لتقاسم السلطة قبل موعد إنجاز الانسحاب العسكري الأميركي بنهاية آب/أغسطس.
 
لكن المحلّل في "مجموعة الأزمات الدولية" إبراهيم باحث قال لوكالة فرانس برس إنه يعتقد أن "طالبان لا تزال تفضّل المسار السياسي" بالرغم من أنه لا يحقق كلّ أهدافها. وأضاف "لكن إذا تعذّر ذلك، فهم يريدون إبقاء الخيار العسكري قائماً".
 
وغادر عدد من كبار المسؤولين، بمن فيهم الرئيس السابق حامد كرزاي وعبد الله عبد الله، رئيس المجلس الحكومي المشرف على عملية السلام ورئيس الحكومة السابق، كابول متوجّهين إلى الدوحة بعد ظهر الجمعة.
 
وقالت ناجية أنواري المتحدثة باسم الوفد الحكومي المفاوض لوكالة فرانس برس إن "الوفد الرفيع المستوى موجود هنا للتحدّث إلى الجانبين وتوجيههما ودعم فريق التفاوض (التابع للحكومة) لتسريع المحادثات وتحقيق تقدم"، معبّرة عن أملها في أن يتوصّل الجانبان إلى اتفاق قريباً.
 
- توتر مع باكستان -
 
في الوقت الذي يحتدم القتال بين القوات الحكومية وطالبان، تتصاعد أيضاً حرب كلاميّة بين إسلام آباد وكابول التي تتّهم الجيش الباكستاني بتقديم دعم جويّ لطالبان في بعض المناطق، بالرغم من النفي الباكستاني ذلك.
 
وكانت إسلام أباد قد أعلنت عقد مؤتمر لمختلف الجهات المشاركة في الصراع، من أجل مواجهة تصاعد العنف. لكنّ القمة أُرجئت بسبب عطلة عيد الأضحى.
 
وتتشارك باكستان وأفغانستان حدوداً ممتدّة، تحقّق تواصلاً جغرافياً وبشرياً وثقافياً، في الوقت الذي تسبّب بالكثير من الاضطرابات والصراعات.
 
فمقاطعة بلوشستان الباكستانية ظلت، على مدى عقود، تشكّل ملاذاً آمناً لقادة المجاهدين الأفغان ولقادة طالبان الرئيسيين، بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من المقاتلين الذين يتوجّهون إلى أفغانستان بانتظام.
 
وتنتشر القوات الأجنبيّة في أفغانستان منذ ما يقرب من عشرين عاماً، بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في أعقاب هجمات 11 أيلول 2001. لكن هذه القوات بدأت الانسحاب في الأشهر الأخيرة.
 
واعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الجمعة أن مهمّة الولايات المتحدة في أفغانستان "فشلت". وقال في تصريحات نقلتها وكالات أنباء روسية إنه بالرّغم من محاولة الرئيس الأميركي جو بايدن "تصوير الوضع بشكل أكثر إيجابية (...) الجميع يعلم أن المهمّة فشلت".
 
وقبيل هذه التصريحات قال لافروف إن "التدهور السريع للوضع في أفغانستان" يعود إلى "الانسحاب السريع للقوات الأميركية وحلف شمال الأطلسي" مما زاد "عدم اليقين (...) العسكري والسياسي"، محذراً "في ظلّ الظروف الحالية من خطر حقيقي لامتداد عدم الاستقرار إلى الدول المجاورة".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم