الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

لماذا تواصل روسيا تصعيدها تجاه أوكرانيا؟

المصدر: "النهار"
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين - "أ ب"
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين - "أ ب"
A+ A-

لا يزال التصعيد الروسي في مواجهة أوكرانيا مستمراً وآخر فصوله إيقاف موسكو ديبلوماسياً أوكرانيّاً بعدما اتهمته بأنه تلقى معلومات حساسة عن مواطن روسي. وقالت روسيا إنّ "ديبلوماسياً أوكرانياً، قنصلاً في القنصلية العامة الأوكرانية في سان بطرسبورغ يدعى ألكسندر سوسونيك أوقف الجمعة من قبل جهاز الأمن الفيديرالي".

 

وصفت وزارة الخارجية الأوكرانية هذا التطور بـ"المستفز" متعهّدة أن تتّخذ كييف "قراراً سريعاً حول طريقة الردّ" عليه. أتت هذه التوترات وسط حشود عسكرية روسية كبيرة على الحدود مع أوكرانيا، وقد أشير إليها بأنّها الحشود الأكبر منذ سبع سنوات. مع ذلك، يرى البعض أنّ هذه التحركات لا تنبئ باجتياح عسكري شامل.

 

استبعد الأكاديمي البارز في "المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية" غوستاف غريسيل حصول الاجتياح لأنّ "الحرس الوطني" الروسي غائب عن الحشود العسكرية، بعكس ما كانت عليه الأمور سنة 2014. يساعد هذا التشكيل على فرض نظام احتلال في أوكرانيا وعلى قمع المقاومة المحلية غير النظامية للروس وفقاً لتوضيحه.

 

مع ذلك، رجّح غريسيل انخراط روسيا في أشكال أخرى من التصعيد مع أوكرانيا لأسباب عدة. فهذا التحرك قد يؤمّن لموسكو ذريعة لنشر قوات حفظ سلام بشكل رسمي أو لتطوير العلاقات الديبلوماسية مع الجمهوريتين الانفصاليتين اللتين أسستهما في شرق أوكرانيا.

 

بالتالي، تتمكن موسكو من تعديل شروط النزاع القانوني في حرب الدونباس. وحتى في حال إطلاق روسيا "استفزازاً محدوداً" في تلك المنطقة، سيمزق الانتشار العسكري الروسي احتياط الجيش الأوكراني الذي يخدم في مناطق نائية وهو أمر يمنع كييف من الرد بقوة.

 

ثانياً، إن التصعيد المحدود في القرم من أجل السيطرة على رأس جسر صغير في البر الرئيسي الأوكراني، ولو كان مبرراً بتأمين إمدادات المياه إلى شبه الجزيرة، يهدف إلى زيادة نقاط العطب لدى الجيش الأوكراني. هذا التحرك قد يكون ممكناً فعلاً وفقاً لغريسيل. وتسعى روسيا عبر هذه الجهود إلى إظهار مكامن الضعف في جيش كييف الأمر الذي قد يجبرها على تقديم تنازلات.

 

يطلب الكرملين من أوكرانيا تطبيق اتفاق مينسك وفقاً لشروطه أي من خلال دمج الجمهوريتين الانفصاليتين بوضعيهما الجديدين مما يؤمن لموسكو حق نقض دائماً في السياسات الأوكرانية الداخلية. لا روسيا ولا أوكرانيا قبلتا بتنازلات في هذا الشأن.

 

أما السبب الثالث الأكثر إثارة للقلق بحسب الباحث نفسه فهو الاعتقاد الفعلي لجزء كبير من المؤسسة الروسية، بما فيها الوكالات الأمنية، بأن كييف تسعى لحل عسكري للدونباس وأنّ حلف شمال الأطلسي (ناتو) والولايات المتحدة يتواطآن مع أوكرانيا لاستعادة القرم. ولهذا السبب، تستخدم روسيا الجيش لاستباق التصعيد الذي في الواقع، "لا يخطط له أحد في كييف" بحسب غريسيل.

 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم