الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

اللقاح المنتظر يقترب... لماذا يجب توقع سنة فوضوية؟

المصدر: "نيويورك تايمس"
"أ ب"
"أ ب"
A+ A-
 "النهار"
 
تعليقاً على الأخبار التي تتحدث عن اقتراب إنتاج اللقاحات الأولى ضد فيروس "كورونا" خلال أسابيع أو ربما أشهر قليلة، أوضح كارل زيمر في صحيفة "نيويورك تايمس" كيف قد تصبح سنة 2021 سنة فوضوية بسبب اللقاح. يستغرق البرهان على سلامة اللقاح وفاعليته وقتاً طويلاً، لذلك، إنّ تحقق هذا الأمر خلال أقل من سنة سيكسر الأرقام القياسية من حيث السرعة. ويعود هذا الأمر إلى عمل الخبراء طوال أيام الأسبوع إلى والاستثمارات الكبيرة التي وصلت قيمتها إلى مليارات الدولارات من قبل الحكومة. لهذا السبب، يقول الخبراء إنّ على الناس توقع سنة محبطة.

اللقاحات الأولى قد تؤمّن حماية متوسطة فقط، لدرجة أنّه سيكون من الواجب مواصلة ارتداء الكمامات من باب الاحتياط. وبحلول الربيع أو الصيف المقبلين قد يكون هنالك العديد من أنصاف هذه اللقاحات وسيكون صعباً الاختيار بينها. لهذا سيعاني صنّاع اللقاح المتفوق في إنهاء الاختبارات السريرية.

حين بدأ الخبراء الحكوميون في الربيع مناقشة كيفية الاستثمار في أبحاث اللقاحات، أراد البعض اختبار عدد من اللقاحات دفعة واحدة وضد بعضها البعض في ما يُعرف باسم البروتوكول السيد. لكن هذه الاختبارات الضخمة تحمل مخاطر تجارية لأي صانع لقاح لأنها تكشف كيفية عمل هذه اللقاحات ضد منافساتها. عوضاً عن ذلك، قدمت الحكومة عرضاً بتمويل اختبارات ضخمة إذا وافقت الشركات على بعض القواعد المشتركة وتقاسمت بعض البيانات.

اختبارات المرحلتين الأولى والثانية فقط قد تستغرق سنوات. إذا سار كل شيء على ما يرام، على عكس المتوقع عادة في هذه التجارب، يمكن أن تبدأ المرحلة الثالثة عبر مقارنة آلاف الأشخاص الذين يحصلون على اللقاح مقابل آلاف يحصلون على علاج وهمي. يمكن أن يستغرق الأمر ثلاث سنوات إضافية. فقط بعد عقد أو أكثر من بدء الاختبار يبني مصنّع اللقاحات مصنعاً لإنتاجها. لكن خبراء اللقاح حول العالم عرفوا باكراً أنهم لا يستطيعون الانتظار لهذه الفترة.

تُعطى لقاحات عدة إلى مجموعة كبيرة من المتطوعين مع مجموعة أصغر من متلقي العلاج الوهمي. وستُختبر هذه اللقاحات ضد مجموعة العلاج الوهمي كما سيعيش جميع المتطوعين في الظروف نفسها. قد تكون شركة "فايزر" قربية من إنتاج اللقاح. إذا صح ذلك، يتوقع خبراء أن تطلب الشركة من إدارة الغذاء والدواء تفويض طوارئ لتطوير لقاح للأشخاص الأكثر تعرضاً لأخطار الفيروس. (وهذا ما فعلته منذ ساعات). ثم تتقدم الشركة سريعاً بطلب للحصول على الترخيص لتوسيع الإنتاج أكثر.

يعتمد التفويض على مقدار الحماية التي يوفرها اللقاح في المرحلة الثالثة، أي مرحلة الفاعلية. في حزيران، وضعت إدارة الغذاء والدواء هدف 50% من الفاعلية لإعطاء الترخيص. لكن الفاعلية في الاختبار قد لا تطابق بالضرورة فاعليتها في العالم الواقعي. كأي دراسة إحصائية، تواجه المرحلة الثالثة من الاختبارات هوامش أخطاء. قد يكون لقاح متطابق مع معايير إدارة الغذاء والدواء، مؤمّناً لحماية أعلى من 50% أو ربما أقل. وقد تتدنى إلى 35%.

وقد يتسبب التفويض الأول بعرقلة اختبارات الشركات المنافسة. بعض المتطوعين غير الواثقين مما إذا تلقوا الاختبار الصحيح أو العلاج الوهمي، قد ينسحبون لأخذ اللقاح المفوّض تصنيعه. ويمكن أن يكون الأمر أسوأ للشركات ذات اللقاحات التي لا تزال في المراحل المبكرة التي ستحتاج إلى البرهان عن أن منتجها أفضل. إنّ الفرق بين لقاحين سيكون أصغر من الفرق بين اللقاح والعلاج الوهمي، وهذا سيطيل الاختبارات ويوسعها. وتقف الكلفة عائقاً أمام شركات ناشئة صغيرة تعمل على لقاحات مبتكرة.

سيكون الاختيار بين اللقاحات صعباً. فما برهن عن فاعلية 50% في اختبار معيّن، قد يؤمّن حماية أكبر من ذاك الذي أمّن فاعلية 60% في اختبار آخر. حتى اللقاحات الفعالة بشكل متوسط يمكن أن تؤمن مساعدة ضخمة في تقليص حالات "كورونا" إذا تناولها ما يكفي من الأشخاص وإذا أخبِروا بأنهم مع ذلك قد يمرضون. سيكون هنالك المزيد من الضبابية مع مواصلة الخبراء تتبع آثار جانبية وخطيرة لهذه اللقاحات. ويقول الخبراء إن الطريقة الوحيدة لإدارة السنة الفوضوية هو صراحة العلماء حول كيفية إجراء التجارب على اللقاحات كما الصراحة في إخبار الناس ما ينتظرهم.




الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم