الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

إيران تبرّر إعادة سجن الباحثة الفرنسيّة فريبا عادلخاه بـ"مخالفة قانون الإقامة الجبريّة"

المصدر: "أ ف ب"
الباحثة الفرنسية فريبا عادلخاه.
الباحثة الفرنسية فريبا عادلخاه.
A+ A-
أعلنت السلطات القضائية في طهران، الأحد، أن الباحثة الإيرانية-الفرنسية فريبا عادلخاه أعيدت الى السجن بعدما خالفت شروط الإقامة الجبرية، ودانت الانتقادات التي وجهتها باريس لهذه الخطوة.

وأوقفت السلطات الإيرانية الباحثة في طهران عام 2019، وقضت في العام التالي بسجنها خمس سنوات لإدانتها بتهم تمسّ الأمن القومي، قبل الإفراج عنها ووضعها قيد الإقامة الجبرية اعتبارا من تشرين الأول 2020.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، كشفت لجنة دعم عادلخاه عن عودة الباحثة الى السجن، في خطوة أتت بينما تخوض طهران والقوى الكبرى، ومنها فرنسا، مباحثات في فيينا لاحياء الاتفاق بشأن برنامج طهران النووي الذي انسحبت الولايات المتحدة منه أحاديا في العام 2018.

وقال كاظم غريب آبادي، نائب رئيس السلطة القضائية الإيرانية، إن "السيدة عادلخاه خالفت للأسف، وبشكل متعمد، القيود المحددة خلال إقامتها الجبرية عشرات المرات، وأصرت على القيام بذلك على رغم التحذيرات المتكررة من السلطات القضائية"، وذلك وفق ما أورد الأحد موقع "ميزان أونلاين" التابع للقضاء.

وأضاف: "نتيجة ذلك، الآن، وكما أي سجين آخر يخالف القواعد ذاتها (...) تمت إعادتها الى السجن".
 
وتعليقا على تصريحات غريب آبادي، قالت لجنة دعم الباحثة، ومقرها باريس، إن عادلخاه "احترمت بالكامل القيود المفروضة على حرية حركتها".

وأضافت في بيان أن الباحثة "لم يتم إبلاغها مطلقا بتحذير بالشكل الصحيح (...) في ما يتعلق بمخالفاتها المزعومة لمقتضيات إقامتها الجبرية".

وكانت اللجنة أفادت الأربعاء "بصدمة وغضب كبيرين"، أن الباحثة الموقوفة منذ العام 2019، وكانت قيد الإقامة الجبرية منذ 2020، أعيدت الى سجن إوين في طهران.

ونددت الخارجية الفرنسية بهذا القرار، محذّرة من أنه "لن تكون له إلا عواقب سلبية على العلاقات بين فرنسا وإيران، وسيضر بالثقة بين بلدينا"، مطالبة بالافراج "الفوري" عنها.

كذلك، اعتبر الرئيس إيمانويل ماكرون الخميس أن القرار "تعسفي بالكامل".

وأضاف أن قرار "إعادتها إلى السجن لا يستند إلى أي عناصر على الإطلاق. إنها سجينة علمية (...) فرنسا بأسرها في تعبئة لتحريرها".

وانتقد غريب آبادي التصريحات الفرنسية، معتبرا أن "السيدة عادلخاه هي إحدى مواطنات الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وندين بشدة تدخل دول أخرى في هذا المسار القضائي"، علما بأن طهران لا تعترف بازدواجية الجنسية.

وأضاف: "من المؤسف أن السلطات الفرنسية، على رغم النية الإيجابية للقضاء الإيراني حيال مواطنيه، وعلى رغم إدراكها للمخالفات التي ارتكبتها السيدة عادلخاه، تدلي بمعلومات لا أساس لها في تصريحات متسرّعة، وهو بالتأكيد أمر غير مقبول".

- "خطر" على حياتها -
وتحتجز إيران عددا من الأجانب غالبيتهم من مزدوجي الجنسية. ويلاقي ذلك انتقادات منظمات حقوقية دولية، تتهم إيران باستخدام هؤلاء الموقوفين كأوراق ضغط في أي مباحثات مع الغرب.

من جهتها، تؤكد إيران أن توقيفهم يستند الى شبهات بقضايا مختلفة أبرزها التجسس أو المسّ بالأمن القومي.

كما أوقفت طهران في أيار 2020، مواطنا فرنسيا آخر هو بنجامان بريير، واتهمته بـ"التجسس" و"الدعاية ضد النظام" السياسي للجمهورية الإسلامية.

وخلال الأعوام الماضية، أفرجت إيران عن موقوفين، في خطوات تزامنت مع إطلاق سراح إيرانيين موقوفين في دول أجنبية، كان من بينهم من يمضون أحكاما بالسجن أو ينتظرون إجراءات محاكمة، أو تطلب واشنطن تسلّمهم.

وأوقفت عادلخاه (62 عاما)، الباحثة في معهد العلوم السياسية في باريس وعالمة الأنثروبولوجيا المتخصصة في المذهب الشيعي، في مطار طهران مطلع حزيران 2019، مثلها مثل شريكها الباحث رولان مارشال الذي كان وصل العاصمة الإيرانية لزيارتها.

وأفرجت طهران عن مارشال في أواخر آذار 2020، في خطوة أتت إثر إطلاق فرنسا سراح الإيراني جلال روح الله نجاد الذي كان يواجه احتمال تسليمه إلى الولايات المتحدة على خلفية اتهامات بتهريب مواد تكنولوجية إلى إيران تشكل خرقا للعقوبات الأميركية.

أما الباحثة، فأصدر القضاء الإيراني في أيار 2020، حكما بسجنها خمسة أعوام لإدانتها بـ"التواطؤ للمساس بالأمن القومي".

وفي تشرين الأول 2020، أكد محاميها أنه تم الافراج عنها وأعيدت الى منزلها لتصبح "قيد الاقامة الجبرية تحت رقابة سوار الكتروني".

واتهمت لجنة دعم الباحثة السلطات الإيرانية بـ"تعريض صحة فاريبا عادلخاه وحتى حياتها للخطر عمدا".

وأضافت أن إعادتها الى السجن جاءت بعد أيام من وفاة الكاتب والمخرج الموقوف بكتاش أبتين بعد إصابته بكوفيد-19، وهو ما حمّلت منظمات حقوقية دولية إيران المسؤولية عنه.

واتهمت اللجنة طهران بـ"استغلال" عادلخاه "لأغراض خارجية أو داخلية (...) وليس لذلك أي علاقة بنشاطاتها".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم