الأربعاء - 17 نيسان 2024

إعلان

آسيا تنشئ أكبر تكتل تجاري في العالم خطوة تدعمها الصين وتستبعد الولايات المتحدة

المصدر: النهار
ممثلون خلال مراسم التوقيع الافتراضي على اتفاق الشراكة الاقتصادية الشاملة في هانوي أمس.   (أ ف ب)
ممثلون خلال مراسم التوقيع الافتراضي على اتفاق الشراكة الاقتصادية الشاملة في هانوي أمس. (أ ف ب)
A+ A-
 
شكل 15 اقتصادا آسيويا أكبر منطقة تجارة حرة في العالم أمس، في صفقة تدعمها الصين وتستبعد الولايات المتحدة التي انسحبت من مجموعة منافسة لآسيا والمحيط الهادئ في ظل رئاسة دونالد ترامب.
توقيع اتفاق الشراكة الاقتصادية الشاملة خلال قمة إقليمية في هانوي، شكل ضربة جديدة للمجموعة التي كان يساندها الرئيس السابق باراك أوباما، وانسحب منها خلفه ترامب في 2017.
 
ووسط تساؤلات عن مدى اهتمام الولايات المتحدة بآسيا، قد تعزز الشراكة وضع الصين كشريك اقتصادي لجنوب شرق آسيا واليابان وكوريا الجنوبية، إذ تضع ثاني أكبر اقتصاد في العالم في مكانة أفضل لصياغة قواعد التجارة في المنطقة.
وغياب الولايات المتحدة عن اتفاق الشراكة الاقتصادية الشاملة وعن المجموعة التي حلت محل الشراكة عبر الأطلسي التي قادها أوباما، يستثني أكبر اقتصاد في العالم من مجموعتين تجاريتين تغطيان أسرع المناطق نموا على وجه الأرض.
 
وبحسب إريس بانغ كبيرة اقتصاديي "آي إن جي  لشؤون الصين، يساعد اتفاق الشراكة الاقتصادية بيجينغ على تقليص الاعتماد على أسواق وتكنولوجيا الخارج. وتضيف أن الخلافات المتزايدة مع واشنطن عجلت بهذا التحول.
ويضم الاتفاق الجديد الذي عُرض عام 2012  للمرة الأولى، 10 من الدول الأعضاء في رابطة دول جنوب شرق آسيا "آسيان"، والصين واليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا ونيوزيلندا.
 
منافسة
ووقع الاتفاق على هامش قمة افتراضية ل"آسيان" ترأستها فيتنام، في حين يناقش قادة آسيويون التوترات في بحر الصين الجنوبي، ويعكفون على وضع خطط للتعافي الاقتصادي في المنطقة بعد الجائحة، حيث تحتدم المنافسة بين الولايات المتحدة والصين.
 
وقالت فيتنام إن الشراكة تغطي 30 في المئة من الاقتصاد العالمي، والنسبة ذاتها من سكان العالم، وتصل إلى 2.2 مليار مستهلك.
وأفاد رئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانغ بعد مراسم التوقيع الافتراضية :"في ظل الظروف العالمية الحالية، يوفر التوقيع على اتفاق الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة بصيص نور وأمل".
 
وأضاف:"يظهر بوضوح أن التعددية هي الطريق الأمثل والاتجاه الصحيح لتقدم الاقتصاد العالمي والبشرية".
وأفادت وزارة المال الصينية، بأن تعهدات الكتلة الجديدة تشمل إلغاء عدد من الرسوم الجمركية داخل المجموعة، ينفذ البعض منها على الفور والبعض الآخر على مدى 10 أعوام. ولم تذكر تفاصيل عن المنتجات أو الدول التي ستحظى بخفض فوري للرسوم.
 
وأضافت الوزارة في بيان: "للمرة الأولى، تتوصل الصين واليابان إلى ترتيب لخفض الرسوم الجمركية، لتحققا انفراجاً تاريخياً"، لكنها لم تذكر تفاصيل أخرى.
والاتفاق هو الأول الذي تنضم بموجبه قوى شرق آسيا -الصين واليابان وكوريا الجنوبية- إلى اتفاق تجارة حرة واحد.
وكانت الهند انسحبت من المحادثات في تشرين الثاني من العام الماضي، لكن زعماء "آســيان" قالــوا إن الباب مفتوح لانضمامها.
وقال خبير التجارة لدى كلية الأعمال التابعة لجامعة سنغافورة الوطنية ألكساندر كابري إن الاتفاق "يرسّخ طموحات الصين الجيوسياسية الإقليمية الأوسع حيال مبادرة حزام وطريق"، في إشارة إلى مشروع بيجينغ الاستثماري الهادف إلى توسيع نفوذ الصين عالميا. وأضاف: "إنه عنصر تكميلي نوعا ما".
وتعرّضت إندونيسيا مؤخرا لأول ركود تشهده منذ عقدين بينما انكمش الاقتصاد الفيليبيني بنسبة 11,5 في المئة في الفصل الماضي مقارنة بالفترة ذاتها من العام السابق.
 
وقالت ديبورا إيلمز المديرة التنفيذية للمركز التجاري الآسيوي، وهو معهد استشارات مقره سنغافورة: "ذكّر كوفيد المنطقة بالسبب الذي يجعل من التجارة أمرا مهما فيما الحكومات متحمّسة أكثر من أي وقت مضى لتحقيق نمو اقتصادي إيجابي".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم