الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

لماذا قد تتدهور العلاقات أكثر بين فرنسا وبريطانيا؟

المصدر: "النهار"
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون (أ ف ب).
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون (أ ف ب).
A+ A-

بعد اتفاق "أوكوس"، لن تكون طريق المصالحة بين الفرنسيين والأميركيين شائكة وحدها. للفرنسيّين والبريطانيين مشكلتهم الخاصّة أيضاً. صحيح أنّ الفرنسيين صبوا جام غضبهم الديبلوماسي على الأميركيين. لكنّ ذلك لم يعفِ بريطانيا من الانتقادات الفرنسية أيضاً إذ لمّح وزير الخارجية جان إيف-لودريان إلى أنّ لندن كانت مجرّد تابعة في الاتفاق الثلاثي.

في هذه الأثناء، يرى البعض أنّ المصالحة بين فرنسا وبريطانيا مستبعدة. أكثر من ذلك، وجد الكاتب السياسي في مجلة "سبكتايتور" جيمس فورسيث أنّ العلاقات الثنائية ستذهب إلى المزيد من التدهور في المستقبل القريب.

وكتب أنّ وزير المالية الفرنسي برونو لومير أعطى مقابلة صريحة جداً لصحيفة "نيويورك تايمس" بشأن التوترات بين باريس وواشنطن بعد صفقة "أوكوس"، لكنّها أظهرت أيضاً أن العلاقات الفرنسية-الإنكليزية ستزداد سوءاً. قال لومير إنّ المملكة البريطانية تقبل، كما أستراليا، بأنّ إيجاد توازن مع الصين سيتطلب قيادة أميركية، بينما تعتقد فرنسا أنّ مصالحها مختلفة جداً: فالولايات المتحدة تريد مواجهة الصين بينما يريد الاتحاد الأوروبي التواصل معها.

وأضاف لومير أنّ التحدي الأساسي أمام بروكسل اليوم هو "الاستقلال عن الولايات المتحدة، القدرة على الدفاع عن مصالحها الخاصة، أكانت مصالح اقتصادية أو استراتيجية".

يشير فورسيث إلى أنّه مع تعاظم استدارة أميركا باتجاه آسيا، سيحتدّ الخلاف البريطاني-الفرنسي حيال النظرة إلى واشنطن. سوف ترى باريس أنّ التحول الأميركي يعزز قضية الاستقلالية الأوروبية الاستراتيجية بينما ستنظر لندن إلى أن التحدي الأكبر يكمن في إبقاء حلف شمال الأطلسي متصلاً بالولايات المتحدة كي تبقى الدول الاعضاء في الاتحاد الأوروبي تحت الحماية الأميركية الولايات بموجب المادة الخامسة من المعاهدة.

يعني الخلاف حول السياسة الخارجية أنه حتى بدون المشاكل بشأن رخص الصيد والزوارق الصغيرة وبروتوكول إيرلندا الشمالية وبريكست وغيرها، ستمر العلاقات الفرنسية-الإنكليزية في فترة صعبة. لكن مزيج جميع هذه العوامل يعني أنّ العلاقة ستشهد المزيد من الضغوط. وسيجسّد تفاؤلاً كبيراً موضوع تخيّل أنّ الأمور ستتحسّن بشكل آلي بمجرد انتهاء الرئيس إيمانويل ماكرون من حملته الانتخابية.

صحيح أنّ ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون لا يستطيعان مقاومة إثارة غضب بعضهما البعض لغايات انتخابية. لكن هنالك المزيد في الخلافات الأنغلو-فرنسية من مجرد سياسات داخلية. فلكلا اللاعبين البارزين في مجال الدفاع وجهات نظر مختلفة جداً حول استراتيجية المستقبل بحسب الكاتب.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم