الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

"القاعدة" تتبنى هجوماً انتحارياً جرح فيه 6 جنود فرنسيين في مالي

المصدر: النهار
صورة من الارشيف لدورية فرنسية من قوة "برخان" في بوركينافاسو.   (أ ف ب)
صورة من الارشيف لدورية فرنسية من قوة "برخان" في بوركينافاسو. (أ ف ب)
A+ A-
 
أعلنت جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" التحالف الجهادي في منطقة الساحل المرتبط بتنظيم "القاعدة"، في بيان على منصتها الإلكترونية، مسؤوليتها عن الهجوم الانتحاري الذي أسفر عن جرح ستة جنود فرنسيين في مالي في الثامن من كانون الثاني.
وأشارت الجماعة التي تشكل أكبر تحالف جهادي في منطقة الساحل، في البيان الذي وضع على منصتها "الزلاقة"، خصوصا إلى المعلومات عن مقتل مدنيين في غارة جوية أخيرة واستمرار الوجود العسكري الفرنسي في المنطقة. 
وأوضحت أن مقاتلا من الجماعة "فجر سيارته المحشوة بالمتفجرات ضد قافلة لقوات الاحتلال الفرنسية والمرتدين الماليين في ارباندا بالقرب من الحدود مع بوركينا فاسو".
وقالت الجماعة :"نريد أن نؤكد للحكومة والشعب الفرنسيين أنه مهما بلغت الاحتلال من قوة، لن يكون قادرا على هزيمة إرادة الشعب في العيش بحرية". وأضافت :"إذا لم تنسحبوا فسوف تشهدون هجمات جديدة أعنف".
وكان الجيش الفرنسي أعلن في الثامن من كانون الثاني، أن ستة جنود من قوة "برخان" الفرنسية لمكافحة الجهاديين جرحوا في اليوم نفسه في مالي في تفجير انتحاري لآلية.
وهذا الهجوم الثالث منذ نهاية كانون الأول الماضي ضد العسكريين الفرنسيين، الذين قتل خمسة منهم خلال تلك الفترة، بحسب أركان الجيش الفرنسي. 
وأرسلت فرنسا في 2020 نحو 600 جندي إضافي إلى منطقة الساحل حيث وصل عديد قواتها بذلك إلى نحو 5100 عسكري. وهي تجري حاليا تقويما لهذا الالتزام. 
وكان قائد قوة "برخان" الجنرال مارك كونروي، أكد أمام النواب الفرنسيين في تشرين الثاني، أن جماعة "نصرة الاسلام والمسلمين" هي "أخطر عدو" في منطقة الساحل. 
وقبل عام من ذلك، وصف تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في الصحراء الكبرى، بأنه العدو الأول في المنطقة. 
وأكد المركز الأميركي لمراقبة المواقع الجهادية "سايت" صحة بيان الجماعة.
وصارت جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين"، طرفاً أساسياً في النزاع الإقليمي في ظل صعوبة اجتثاثها لحيازتها دعما محليا ومراكمتها قدرات ميدانية.
وفي كانون الثاني 2020، صنفت القمة بين فرنسا ومجموعة دول الساحل الخمس (موريتانيا ومالي والنيجر والتشاد وبوركينا فاسو) في مدينة بو الفرنسية، "داعش" في الصحراء الكبرى عدواً أول. وبعد عام، تقلص عدد الاعتداءات التي يتبناها هذا التنظيم في ظل الضغط الذي مارسته القوات الفرنسية والجيوش المحلية.
وواجه هذا التنظيم تهديداً أكبر على يد جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" التي تبنت حديثاً اعتداءين وقعا في أقل من أسبوع وأسفرا عن مقتل خمسة جنود من القوة الفرنسية "برخان".
يرى الباحث في مركز كلينغندايل الهولندي رضا الياموري، أنّ "اغ غالي يعدّ من بين أكثر قادة تنظيم القاعدة الذين ينالون التقدير، بناء على ما أنجزه وسط الاستمرار في التوسع و(القدرة على) البقاء على رغم عمليات مكافحة الإرهاب".
وأتاح له ذلك تقدّم جماعته على حساب "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي".
ويقول الباحث في "جامعة الأخوين" في المغرب جليل لوناس ل"وكالة الصحافة الفرنسية"، إنّه حين تبنت فرنسا في حزيران الماضي قتل زعيم القاعدة في المغرب الإسلامي عبد المالك دروكال، وهو من بين أبرز وجوه الجهاديين الجزائريين في السنوات العشرين الأخيرة، فإنّ الحدث رسّخ تقدّم جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" نهائياً على حساب "القاعدة" في المنطقة "في ختام مسار كان قد بدأ قبل سنوات عدة".
وقال ضابط فرنسي رفيع ل"وكالة الصحافة الفرنسية" طالبا عدم ذكر اسمه، إنّ الجماعة "اكتسبت نفوذاً وتوسعاً ميدانياً في الأشهر الأخيرة. صارت تتمتع بقدرات قتالية اكبر وهي أكثر تنظيماً".
وتبدي الجماعة التي يقدّر عدد مقاتليها بأكثر من ألف، قدرة على الصمود، خصوصا عقب اغتيال "مسؤولها العسكري" باه أغ موسى في تشرين الثاني بضربة فرنسية.
وقبل شهرين، نجحت الجماعة في إطلاق نحو 200 سجين في مقابل تحرير رهينتين إيطاليتين وزعيم المعارضة المالية االبارز سومايلا سيسي (توفي لاحقا بكوفيد-19) والفرنسية صوفي بترونين.
وتقول فرنسا إنّها لم تشارك في عملية التبادل هذه.
ويبدي جليل لوناس اعتقاده أنّ ما جرى بمثابة "ضربة معلّم" لاغ غالي
ويرى رضا الياموري أنّ رسالة اغ غالي لمقاتليه أنّ تنظيمه سيقوم "بكل شيء لتحرير" أي عنصر يقبض عليه.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم