ما الذي يمكن توقعه من قمة بايدن-شي؟

يعقد الرئيسان الأميركي جو بايدن والصيني شي جينبينغ قمتهما الافتراضية الأولى بعد تواصلهما هاتفياً في شباط وأيلول الماضي. مرت العلاقة بين البلدين بتوترات كبيرة بسبب قضايا حقوقية وتجارية إضافة إلى الخلافات الاستراتيجية حول تايوان خصوصاً.

في هذا السياق، أعدّت "فورين بوليسي" تقريراً عمّا يمكن توقّعه من قمّة الغد، حيث نقلت عن مديرة برنامج آسيا في صندوق مارشال الألماني للولايات المتحدة بوني غلاسر قولها إنّ الأشهر العشرة الأولى من السنة الحالية لم تكن منتجة كثيراً. وأكثر المواقف المتخذة كانت تهدف إلى إرضاء الداخل.

مع ذلك، طرأت تطورات إيجابية قليلة خلال الأشهر الأخيرة مثل استئناف المحادثات التجارية في تشرين الأول وإطلاق سراح الرئيسة التنفيذية لشركة "هواوي" مينغ وانزو التي أوقفت في كندا سنة 2018 بناء على طلب تسليم أميركي للاشتباه بتورطها في قضايا احتيالية. كان ذلك عقبة كأداء بالنسبة إلى الصين وقد صوروا التطور داخلياً على أنه انتصار بحسب غلاسر.

ووفقاً للخبيرة البارزة في الشؤون الصينية في "معهد الولايات المتحدة للسلام" كارلا فريمان يريد الصينيون إعادة تأطير العلاقة الثنائية إذا إنهم "لا يحبون حقاً طريقة توصيف العلاقة بأنها ‘تنافس، مواجهة، وتعاون‘".

وأشارت غلاسر إلى أنّ الصين تريد بيئة دولية مؤاتية السنة المقبلة بالنظر إلى استضافة بيجينغ الألعاب الأولمبية الشتوية وعقد الحزب الشيوعي مؤتمره الذي يتوج فيه شي بولاية ثالثة غير مسبوقة. لهذا السبب، هي تعتقد أنّ الصين خفّفت نبرتها مؤخراً.

وذكرت المجلة أنّ هذه التهدئة قد لا تدوم طويلاً بسبب دعوة مشرعين ومجموعات حقوقية إدارة بايدن لمقاطعة الألعاب الأولمبية الشتوية ديبلوماسياً اعتراضاً على طريقة التعامل مع الأويغور. وفي حزيران، قال وزير الخارجية أنتوني بلينكن إنّ بلاده كانت تتشاور مع الحلفاء والشركاء حول هذه المسألة.

واتخذت الإدارة مواقف متشددة من القضايا الحقوقية في الصين فحافظت ووسعت عقوبات ترامب السابقة والمرتبطة بسياسة بيجينغ في إقليم شينجيانغ، كما حذرت الأعمال الأميركية من عدم ضمان سلامة تنفيذ المشاريع في هونغ كونغ. ودعت الإدارة مؤخراً الصين إلى إطلاق سراح الصحافية تشانغ زان التي سجنت بعد تسليطها الضوء على الأيام الأولى لانتشار "كوفيد-19" في ووهان.

لكنّ مديرة برنامج الصين في منظمة "هيومن رايتس ووتش" صوفي ريتشاردسون أعربت عن قلقها من أنّ كبار القادة الأميركيين من بينهم الموفد الخاص لشأن التغير المناخي جون كيري يميلون إلى وضع حقوق الإنسان جانباً لصالح جوانب أخرى من العلاقات الصينية-الأميركية.

وتقول باتريسيا كيم من "معهد بروكينغز" للمجلة نفسها إنها "ستعتبر القمة المقبلة ناجحة إذا استطاع الزعيمان بشكل مشترك تأكيد أن أي طرف لا يسعى إلى نزاع أو حرب باردة جديدة وأنهما يعززان صلاحيات المسؤولين في مجموعات العمل من أجل إرساء أسس التنافس المسؤول، من ضمنه العمل على القضايا الملحة مثل إدارة الأزمات، عدم الانتشار النووي، والتغير المناخي".