إيران تكثّف حملات القمع في المناطق الكرديّة مع تأجج الاحتجاجات... "عناصر الباسيج يهاجمون المتظاهرين"

دوليات 13-10-2022 | 18:46

إيران تكثّف حملات القمع في المناطق الكرديّة مع تأجج الاحتجاجات... "عناصر الباسيج يهاجمون المتظاهرين"

إيران تكثّف حملات القمع في المناطق الكرديّة مع تأجج الاحتجاجات... "عناصر الباسيج يهاجمون المتظاهرين"
لقطة شاشة من فيديو تظهر متظاهرات تتعامل معهن قوات الأمن الإيرانية بخشونة في مدينة رشت بمقاطعة جيلان شمال إيران (12 ت1 2022، أ ف ب).
Smaller Bigger
كثفت قوات الأمن الإيرانية حملات القمع على المناطق الكردية الليلة الماضية ونشرت قوات الصاعقة مع استمرار السلطات في إخماد الاحتجاجات التي عمت أرجاء البلاد وكانت قد أشعلتها وفاة مهسا أميني في حجز للشرطة.

وبعد مرور ما يقرب من أربعة أسابيع على اعتقال أميني، وهي كردية إيرانية تبلغ من العمر 22 عاما، في طهران بسبب "ملابسها غير اللائقة"، لا يوجد أي مؤشر الى تراجع الاحتجاجات في تحد جريء لحكام إيران من رجال الدين حتى لو كانت الاضطرابات لا تبدو قريبة من الإطاحة بهم.

وسلطت الاحتجاجات الضوء على الإحباط المكبوت بشأن الحريات والحقوق في إيران مع انضمام العديد من النساء لها. وأصبحت الأنباء الواردة عن مقتل العديد من الفتيات المراهقات في أثناء تظاهرهن بمنزلة صرخة للخروج في مزيد من الاحتجاجات.

ونشرت إيران عناصر من ميليشيات الباسيج، وهي قوات تكون عادة في الطليعة لقمع الاضطرابات الشعبية، في المناطق الكردية حيث قُتل سبعة أشخاص في احتجاجات خرجت الليلة الماضية.

وأظهرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي لم يتسن لرويترز التحقق منها ما بدا أنها عناصر من الباسيج تضرب المتظاهرين في المناطق الكردية.

وقال مصدران في سنندج، عاصمة إقليم كردستان في إيران، لرويترز إن عناصر الباسيج وشرطة مكافحة الشغب يهاجمان المتظاهرين.

وأبلغ شاهد رويترز أن المئات من شرطة مكافحة الشغب وقوات الباسيج نُقلوا من أقاليم أخرى إلى كردستان لمواجهة المحتجين.

وأضاف الشاهد "قبل أيام قليلة، رفض بعض عناصر الباسيج من سنندج وبانه تنفيذ الأوامر وإطلاق النار على الناس... الوضع في سقز هو الأسوأ. قوات الباسيج هذه تطلق النار على الناس والمنازل حتى لو لم يكن هناك متظاهرون".

كما قال الشاهد إن من قُتلوا سُحبوا إلى منازلهم لئلا تبقى جثثهم ملقاة في الشوارع.

ويقول محللون إن عدد المتطوعين للعمل في الباسيج التابعة للحرس الثوري ربما يُقدر بالملايين ومن بينهم مليون عضو ناشط.

اعتقالات
على الرغم من أن الاحتجاجات الأخيرة مستمرة منذ أسابيع تتمتع السلطات الإيرانية بخبرة في قمع موجات أطول من الاضطرابات. ففي عام 2009، استمرت مظاهرات اندلعت على مستوى البلاد بسبب انتخابات متنازع على نتائجها لمدة ستة أشهر قبل أن تسيطر عليها السلطات في النهاية.

وبينما كانت نبرة العديد من المسؤولين حادة، نُقل عن مستشار كبير للزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي تساؤله عما إذا كان ينبغي على الشرطة فرض ارتداء الحجاب، وهو انتقاد نادر لجهود الدولة لفرض الحجاب.

وأفادت جماعات حقوقية بمقتل أكثر من مئتي شخص في حملة قمع ضد الاحتجاجات، التي كانت مكثفة بشكل خاص في المناطق الكردية حيث أخمدت قوات الأمن اضطرابات الأقلية الكردية في الماضي.

وأكراد إيران جزء من أقلية عرقية منتشرة بين عدة دول في المنطقة وأدت تطلعاتها إلى الحكم الذاتي إلى صراعات أيضا مع السلطات في العراق وسوريا وتركيا.

وقال ماريفان، وهو متظاهر شاب في المنطقة الكردية، إن الناس يشعلون الحرائق في الشوارع كل ليلة لمحاولة إبعاد شرطة مكافحة الشغب عن دخول أحيائهم.

وأضاف ماريفان "لا رحمة لديهم، يطلقون النار بشكل عشوائي. المتاجر مغلقة. مدينتنا تتحول في الليل ساحة حرب. الناس يرمون الحجارة وترد قوات الأمن بإطلاق النار عليهم".

ومع وجود أكراد يتراوح عددهم بين ثمانية إلى عشر ملايين نسمة في إيران، تخشى طهران من تزايد الضغوط من أجل الاستقلال بين أقلية لها تاريخ طويل في الكفاح لنيل حقوقها السياسية.

وتقول منظمات حقوقية إن الأكراد، الذين يشكلون نحو عشرة بالمئة من التعداد السكاني، يتعرضون للتمييز، إضافة إلى أقليات دينية وعرقية أخرى، في ظل حكم المؤسسة الدينية الشيعية بإيران.

وتنفي طهران ذلك.

وأبلغ مصدر في سنندج رويترز أن شرطة مكافحة الشغب تُفتش المنازل وتعتقل عشرات الشباب، قائلا إن الوضع يسوده التوتر الشديد مع وجود مئات من ضباط الشرطة في شوارع المدينة. وطلب عدم الكشف عن هويته خوفا على سلامته.

الحجاب
وقالت جماعة هنجاو الحقوقية، التي تعد تقارير عن المناطق الكردية في إيران، إن المحتجين في عشر مدن واجهوا "عنفا شديدا من قوات الأمن" مساء أمس الأربعاء.

وتابعت أن النيران المباشرة من قوات الأمن قتلت شخصين في مدينة كرمانشاه. ونشرت صورة لجثة شاب يبلغ من العمر 18 عاما قالت إنها لأحد القتلى.

وأظهر مقطع فيديو نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي من كرمانشاه في ساعة متأخرة من مساء أمس الأربعاء حريقا مشتعلا على الطريق ويمكن سماع صوت يقول "كرمانشاه جحيم، إنها حرب، إنها حرب".

وأضافت هنجاو أن ثلاثة من أفراد قوات الأمن قُتلوا أيضا في كرمانشاه وأصيب نحو 40 آخرين.

ونفى المسؤولون أن تكون قوات الأمن قد أطلقت النار على المتظاهرين. وقالوا من قبل إن حوالي 20 من أفراد قوات الأمن قُتلوا خلال الاضطرابات التي عمت البلاد.

ولم يتسن لرويترز التحقق بشكل مستقل من مقاطع الفيديو والتقارير.

وخلال الاحتجاجات، تقوم الكثير من النساء بخلع حجابهن على الملأ ويلوحن به ويحرقنه، احتجاجا على القواعد المحافظة التي قادت إلى إلقاء القبض على أميني.

وقال علي لاريجاني مستشار خامنئي ورئيس البرلمان السابق "إذا كانت 50 بالمئة من نساء بلادنا لا يرتدين حجابا كاملا، فلا ينبغي أن تتدخل الشرطة".

وأضاف في تصريحات لصحيفة اطلاعات اليومية "السؤال هنا: هل يتعين أن تتدخل الحكومة في أمور مثل هذه؟".
العلامات الدالة

الأكثر قراءة

المشرق-العربي 12/6/2025 12:01:00 AM
لافتات في ذكرى سقوط نظام الأسد تُلصق على أسوار مقام السيدة رقية بدمشق وتثير جدلاً واسعاً.
المشرق-العربي 12/6/2025 1:17:00 PM
يظهر في أحد التسجيلات حديث للأسد مع الشبل يقول فيه إنّه "لا يشعر بشيء" عند رؤية صوره المنتشرة في شوارع المدن السورية.
منبر 12/5/2025 1:36:00 PM
أخاطب في كتابي هذا سعادة حاكم مصرف لبنان الجديد، السيد كريم سعيد، باحترام وموضوعية، متوخياً شرحاً وتفسيراً موضوعياً وقانونياً حول الأمور الآتية التي بقي فيها القديم على قدمه، ولم يبدل فيها سعادة الحاكم الجديد، بل لا زالت سارية المفعول تصنيفاً، وتعاميم.
ايران 12/4/2025 7:49:00 PM
واشنطن ترصد 10 ملايين دولار للإبلاغ عن الخبيرة الإلكترونية الإيرانية فاطمة صديقيان المتهمة بهجمات سيبرانية على بنى تحتية أميركية