الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

شقّ طريقه بجانب "معلّمه" نتنياهو... نفتالي بينيت اليميني المتطرف رئيس وزراء إسرائيل الجديد

المصدر: "أ ف ب"
نفتالي بينيت (أ ف ب).
نفتالي بينيت (أ ف ب).
A+ A-
أصبح زعيم اليمين المتشدّد في إسرائيل نفتالي بينيت (49 عاماً) رئيس وزراء إسرائيل الجديد، خلفاً لبنيامين نتنياهو وقد عمل لسنوات الى جانبه وكان يوماً من أوفى تلامذته.

وأدّى بينيت اليمين الدستورية في الكنيست، اليوم الأحد، بعد أن حصل الائتلاف الحكومي الجديد الذي يرأسه على ثقة البرلمان.

وصوّت الكنيست، المؤلف من 120 نائباً، لصالح ائتلاف شكله الزعيم الوسطي يائير لبيد بأغلبية ضئيلة للغاية (60- 59) ولكنها كانت كافية لإنهاء 12 عاماً متواصلة من حكم نتنياهو.

وكان بينيت وعد، في خطابه أمام البرلمان في مستهل جلسته الخاصة اليوم، بأن يمثل "ائتلاف التغيير إسرائيل برمتها".
وشدّد على أنّ "إسرائيل لن تسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي"، رافضا إحياء الاتفاق النووي مع طهران.

ويرأس المليونير ورجل الأعمال السابق في مجال التكنولوجيا الفائقة، حزب "يمينا" المتطرف الذي يدعو الى ليبرالية اقتصادية مطلقة وانفتاحاً اجتماعياً، وإنّما أيضاً إلى ضمّ أكثر من ثلثي الضفة الغربية المحتلة.

وقد شقّ طريقه السياسي ببراعة الى يمين "معلّمه" نتنياهو.

وكان جزءاً من حكومة نتانياهو التي انهارت في عام 2018، وقد شغل منذ العام 2013 خمس حقائب وزارية كان آخرها الدفاع في العام 2020. لكنّ نتانياهو لم يطلب منه الانضمام إلى حكومة الوحدة التي تشكلت في أيار.

ويقول إيفان غوتسمان، من منتدى السياسة الإسرائيلية، إنّ بينيت يمثّل "النسخة المصمّمة خصيصا للجمهور (الإسرائيلي) الذي يسعى بشدة إلى استبدال نتنياهو".

وينصّ اتفاق الائتلاف الحكومي على التناوب في رئاسته، إذ سيكون بينيت رئيساً للوزراء لعامين قبل أن يسلم الدفة للوسطي يائير لبيد، مهندس الائتلاف والنجم التلفزيوني السابق.

ويعتمد بينيت خطاباً دينياً قومياً متشدّداً.
وهو أول زعيم حزب يميني ديني متشدّد يتولّى رئاسة الحكومة في تاريخ الدولة العبرية.

وكان قال الجمعة إنّ الحكومة المقبلة ستعمل "لصالح الجمهور الإسرائيلي كله - المتدينون والعلمانيون والمتشددون والعرب - بدون استثناء كجماعة واحدة"، مضيفاً: "أعتقد أننا سننجح".

ويقول بينيت، الذي يتحدّث الإنكليزية بلكنة أميركية والحريص دوماً على وضع قلنسوته على رأسه الأصلع، إنّه لا يزال يشاطر نتيانياهو العقيدة، لكنّه ينتقد إدارته للبلاد.

وعلى الرّغم من نتيجة حزبه الضعيفة نوعاً ما في الانتخابات الأخيرة التي شهدتها إسرائيل في آذار 2021، نجح في أن يكون "صانع الملوك" في مباحثات تشكيل الائتلاف الحكومي.

وقال إنّ خبرته تسمح له بأن يكون الرجل الذي يعالج اقتصاد إسرائيل بعد تداعيات وباء كوفيد-19، واقترح في حملته الانتخابية النموذج السنغافوري، مشيرا الى أنه يريد خفض الضرائب والتقليل من البيروقراطية.

"خروج نتنياهو"

وولد بينيت، وهو جندي سابق في القوات الخاصة، في حيفا في 25 آذار 1972 لأبوين مولودين في الولايات المتحدة ويعيش مع زوجته غاليت وأربعة أطفال في مدينة رعنانا بوسط البلاد.

وعلى غرار نتنياهو، خدم في وحدة "سايريت ماتكال" العسكرية النخبوية، ودخل السياسة بعد بيع شركته التكنولوجية الناشئة مقابل 145 مليون دولار في 2005. في العام التالي، أصبح مدير مكتب نتانياهو الذي كان في ذلك الوقت في المعارضة. وهو مجاز في الحقوق.

بعد تركه مكتب نتنياهو، أصبح في 2010 رئيس مجلس الاستيطان في "يهودا والسامرة (الاسم التوراتي للضفة الغربية المحتلّة) وغزة".

وأحدث بينيت ثورة في السياسة في عام 2012 عندما تولّى مسؤولية حزب "البيت اليهودي" اليميني المتشدد الذي كان يواجه احتمال خسارة كلّ مقاعده في البرلمان، فنجح في تعزيز حضوره البرلماني بأربعة أضعاف، بعدما أدلى بسلسلة تصريحات نارية حول الصراع مع الفلسطينيين.

في 2013، قال: "يجب قتل الإرهابيين الفلسطينيين وليس إطلاق سراحهم". وقال إنّ الضفة الغربية ليست تحت الاحتلال لأنّه "لم تكن هناك دولة فلسطينية هنا"، وإنّ "الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني لا يمكن حلّه". ويُعتبر من أشدّ المعارضين لقيام دولة فلسطينية.

وبالإضافة إلى توليه حقيبة الدفاع، شغل بينيت منصب وزير الاقتصاد والتعليم في حكومة نتانياهو. في 2018، أعاد تسمية حزب البيت اليهودي باسم يمينا (إلى اليمين).

وعلى الرّغم من خلفيته الدينية اليمينية، لا يمتنع بينيت عن مصافحة النساء ولا تعنيه الأسئلة حول مكانة الدين في الدولة، ولديه أفكار ليبرالية حول بعض القيم وخصوصاً في ما يتعلق بقضايا مجتمع المثليين.

مصلحة البلاد

في مقابلة أجراها أخيراً مع القناة 12 الإسرائيلية، برّر بينيت قراره الانضمام إلى ائتلاف "التغيير" رغم أنه تعهد سابقاً بعدم الانضمام الى حكومة يرأسها أو يشكلها لبيد، بأن "مصلحة البلاد غلبت كلمته".

وقال إنّ "الهدف الأساسي للانتخابات يتمثل في انتشال إسرائيل من الفوضى"، مضيفاً: "اخترت ما هو جيد لإسرائيل".

وتوقَّع عدد كبير من المحللين الإسرائيليين من اليمين ومن اليسار ألّا يبقى بينيت مطوّلاً في منصبه كرئيس للوزراء.


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم