الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

صخب وطرد نواب خلال جسلة البرلمان الإسرائيلي للتصويت على ائتلاف حكومي جديد... ونتنياهو يعد بـ"العودة"

المصدر: أ ف ب
عضو الكنيست إيتامار بن غفير الذي يرأس حزب "القوة اليهودية" يعترض خلال الجلسة (13 حزيران 2021، أ ف ب).
عضو الكنيست إيتامار بن غفير الذي يرأس حزب "القوة اليهودية" يعترض خلال الجلسة (13 حزيران 2021، أ ف ب).
A+ A-
عقد البرلمان الإسرائيلي، عصر الأحد، جلسة خاصة للتصويت على ائتلاف  "التغيير" الحكومي الجديد، الذي يطمح إلى إطاحة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بعد 12 عاما في المنصب جنح خلالها بقوة نحو اليمين. وقد شهدت الجلسة صخبا وانتقادات، إلى جانب طرد بعض النواب.
 
ويضم "ائتلاف التغيير" ثمانية أحزاب لكل منه أيديولوجيته الخاصة، وسيصوت البرلمان على منحه الثقة، وإنهاء  نحو عامين من الجمود السياسي في إسرائيل تخللتهما أربع انتخابات غير حاسمة. 
 
- بينيت -
وفي خطابه أمام البرلمان، وعد الزعيم اليميني الإسرائيلي نفتالي بينيت، الذي سيترأس الائتلاف الحكومي الجديد خلفا لبنيامين نتنياهو في السنتين الأوليين من حكمه بموجب اتفاق بينه وبين مهندس الائتلاف الوسطي يائير لبيد، بأن يمثل "ائتلاف التغيير إسرائيل برمتها".
 
وشدد في مستهل جلسة البرلمان الإسرائيلي لمنح الحكومة الجديدة الثقة، على أن "إسرائيل لن تسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي"، رافضا إحياء الاتفاق النووي مع طهران.

واشار الزعيم اليميني إلى أن "هذه الحكومة تبدأ عملها في ظل أخطر تهديد أمني"، مشددا على أن بلاده "ستحتفظ بحرية تصرف كاملة" ضد طهران. 
 
ولطالما نفت طهران امتلاكها سلاحا نوويا مؤكدة أن أهداف برنامجها النووي بحت مدنية. 

وفي ما يتعلق بالنزاع الإسرائيلي-الفلسطيني، قال بينيت الذي يعرف عنه دعمه للاستيطان وضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة، إن هذا النزاع "ليس إقليميا"، مشيرا إلى ضرورة "تذكير العالم بأن أعداء (إسرائيل) ما زالوا لا يعترفون بالدولة العبرية ووجودها". 
 
-نتنياهو -
في المقابل، تعهد نتنياهو  أن يكون صوت المعارضة في بلاده قويا وواضحا في حال أطيح في تصويت منح الثقة للائتلاف الحكومي الجديد. 
 
وقال مخاطبا البرلمان: "إذا قُدّر لنا أن نكون في المعارضة، فسنفعل ذلك ورؤوسنا مرفوعة حتى نسقط هذه الحكومة السيئة ونعود لقيادة البلاد على طريقتنا (...) سنعود قريبا".
 
 واعتبر أن بينيت وأصدقاءه يمثلون "يمينا مزيفا"، وأن الناس يعون ذلك جيدا.  واشاد نتنياهو بـ"إنجازات" حكومته، مستشهدا باتفاقيات تطبيع العلاقات مع أربع دول عربية و"العمليات الخارجية" مثل الحصول على الأرشيف النووي الإيراني في العام 2018.

ورأى أن "إيران تحتفل اليوم" بالحكومة الإسرائيلية الجديدة، "لأنهم يعلمون أن هناك حكومة ضعيفة" في إسرائيل. 
 
- الاتفاق -
وبموجب الاتفاق المبرم بين ركني الائتلاف بيبنيت ولبيد، سيتسلم هذا الاخير رئاسة الحكومة، إن حصلت على الثقة، اعتبارا من 2023 ولسنتين أخريين.
 
ومن المتوقع أن يبدأ التصويت ما بين الساعة 18,30 و20,00 مساء (15,30 و17,00 ت غ). 

وشكّل رئيس حزب "يش عتيد" (هناك مستقبل) يائير لبيد الائتلاف الحكومي بالتحالف مع سبعة أحزاب، اثنين من اليسار واثنين من الوسط وثلاثة من اليمين، بينها حزب "يمينا" القومي المتطرف وحزب عربي هو "الحركة الإسلامية الجنوبية".

وكتب لبيد الذي ستعهد له حقيبة الخارجية في الحكومة المقبلة قبل تسلمه رئاسة الوزراء في العام 2023، على حسابه على "تويتر"، عبارة "صباح التغيير". 

وأعلن حزبا "يمينا" و"يش عتيد" الجمعة توقيع اتفاق ائتلاف لتشكيل حكومة وحدة وطنية. وقال بينيت إن "توقيع هذا الاتفاق ينهي عامين ونصف عام من الأزمة السياسية"، مشيرا إلى "تحديات كبيرة". 

وقال إن الحكومة المقبلة "ستعمل لمصلحة الجمهور الإسرائيلي كله - المتدينون والعلمانيون والمتشددون والعرب - بدون استثناء كجماعة واحدة"، مضيفا "أعتقد أننا سننجح". 

وقال مقدم البرامج التلفزيونية السابق يائير لبيد من جهته "الجمهور الإسرائيلي يستحق حكومة فاعلة ومسؤولة تضع مصلحة الدولة على رأس أجندتها"، مؤكدا أن "جميع الشركاء في هذه الحكومة ملتزمون (...) بشعب إسرائيل".

وما لم تحدث مفاجأة في اللحظة الأخيرة، يتوقع أن تحصل الحكومة على الثقة، على أن يتم التسليم الرسمي للسلطة الإثنين في مكتب رئيس الوزراء.

وكان نتنياهو (71 عاما) هدفا مرة أخرى لاحتجاجات جديدة مساء السبت. فأمام مقر إقامته الرسمي في القدس، لم ينتظر المتظاهرون التصويت للاحتفال بـ "سقوط" "الملك بيبي"، لقب نتنياهو الذي تولى رئاسة الحكومة للمرة الثانية في 2009، بعد ثلاث سنوات في المنصب من 1996 إلى 1999. 

صباح الأحد، وعد نتنياهو من خلال صورة أرشيفية تجمعه مع الحاخام الراحل مناحم مندل شنيرسون - الذي يعتبر الزعيم الروحي لحركة (لوبافيتشر) المتدينة - بـ "النجاح".

- "انتقال سلمي" -
في المقابل، حصلت تظاهرات غاضبة مؤيدة لنتنياهو، بعضها خارج منازل بعض نواب حزب "يمينا" الذين اتهموا بـ"الخيانة"، ما أثار قلق أجهزة الأمن، ودفع جهاز الأمن الداخلي (شاباك) إلى تعزيز الحماية الأمنية لبعض النواب. 

ووصف نتنياهو الذي يواجه تهما بالفساد قد تنتهي به الى السجن، الحكومة المقبلة بأنها "يسارية خطيرة".

ودعا بينيت معلمه السابق نتنياهو إلى التنحي من دون مشاكل ليتذكر الإسرائيليون إنجازاته للدولة العبرية. لكن تصريحات نتنياهو الأخيرة جعلته يبدو كأنه يحاول تكرار سيناريو حليفه الأميركي السابق دونالد ترامب الذي جيّش أنصاره خارج مبنى الكونغرس (الكابيتول) الأميركي في الأيام الأخيرة من عهده.

واتهم نتنياهو بينيت ببـ "بيع النار في البلاد". كما رأى أن الائتلاف الناشئ "لا يعكس إرادة الناخبين" الإسرائيليين.   

ووعد حزبه الليكود "بانتقال سلمي للسلطة" بعد أزمة سياسية استمرت أكثر من عامين وتخللها إما فشل في تشكيل حكومة واما ائتلاف حكومي استمر بضعة أشهر فقط.  

وكتب الصحافي المتخصص في الشؤون السياسية بن كاسبيت الجمعة عن الائتلاف الحكومي أن "احتمالات بقاء مثل هذا المزيج في حقل الألغام السياسي في إسرائيل معدومة تقريبا"، مضيفا في الوقت نفسه "في الواقع، كل شيء وأي شيء يمكن أن يحدث".

وأضاف أن مستقبل "حكومتهما (بينيت ولابيد) الهشة يعتمد بشكل أساسي على علاقتهما الشخصية". 

ورأى أن "تهديد نتنياهو سيظل يلقي بظلاله على الساحة السياسية ويلزم كل من يعتقد أن البيبوية (نسبة إلى "بيبي"، أي بنيامين نتنياهو) تشكل تهديدا لإسرائيل". 

- "الأرض المحروقة" -
ستواجه الحكومة الجديدة فور توليها السلطة تحديات عدة من بينها التوتر في الأجواء العامة، مثل مسيرة مثيرة للجدل لليمين المتطرف الثلثاء قد تتوجه نحو الأحياء العربية في القدس الشرقية المحتلة التي تشهد منذ نحو شهرين احتجاجات. 

وبعد إلغاء المسيرة أول مرة في العاشر من أيار ومجددا الخميس الماضي، سعى نتنياهو الى السماح بتنظيمها قبل التصويت الأحد وفق اتفاق محدد بين الشرطة والمنظمين. وتسبّب إصرار نتنياهو على تنظيم المسيرة باتهامه من جانب خصومه بتأجيج الوضع واتباع سياسة "الأرض المحروقة". 

واندلعت الاحتجاجات في القدس الشرقية والضفة الغربية المحتلتين على خلفية التهديد بطرد عائلات فلسطينية من منازلها في حي الشيخ جراح في القدس لصالح جمعيات استيطانية.

وأدى ذلك إلى تصعيد دام مع حركة حماس في قطاع غزة استمر 11 يوما وتسبب بمقتل 260 فلسطينيا بينهم مقاتلون وبدمار هائل في القطاع المحاصر. وفي الجانب الإسرائيلي قتل 13 شخصا بينهم جندي.

وأنهى وقف إطلاق النار بوساطة مصرية المواجهات، لكن المحادثات من أجل هدنة دائمة لم تنجح وهذا ما سيشكل تحديًا آخر للحكومة.

والاحد، قال المتحدث باسم حركة حماس فوزي برهوم أن "سلوك هذه الحكومة على الأرض سيحدد طبيعة ومسار التعامل الميداني مع الاحتلال" مؤكدا في الوقت نفسه "مقاومة الكيان الاحتلالي وانتزاع حقوقنا منه بكل السبل وأشكال المقاومة وفي مقدمها المقاومة المسلحة". 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم