السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

منظمة الأمن والتعاون في أوروبا تختتم اجتماعها لنزع فتيل الازمة الأوكرانيّة... روسيا تتحدّث عن طريق مسدود

المصدر: أ ف ب
هيلغا شميد متكلمة خلال مؤتمر صحافي في قصر هوفبورغ في فيينا (13 ك2 2022، أ ف ب).
هيلغا شميد متكلمة خلال مؤتمر صحافي في قصر هوفبورغ في فيينا (13 ك2 2022، أ ف ب).
A+ A-
بعد مباحثات في جنيف وبروكسيل، اختتمت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا الخميس في فيينا جهودا ديبلوماسية مكثفة بين الدول الغربية وموسكو، بغية خفض احتمال حصول نزاع في أوكرانيا، مشددة على ضرورة احياء الحوار حول الأمن في اوروبا.

وتحدثت روسيا في المقابل عن طريق مسدود، موضحة أنها لا ترى فائدة في عقد مباحثات إضافية مع الدول الغربية في "الأيام المقبلة" طالما أن الاختلافات لا تزال عميقة.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن الدول الغربية وعدت بأجوبة خطية على مطالب بلاده.

وقالت الأمينة العامة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا هيلغا شميد في مستهلّ اجتماع المجلس الدائم إن "الوضع في المنطقة خطير. من الضروري ايجاد وسيلة، من خلال القنوات الديبلوماسية، لوقف التصعيد والبدء في إعادة بناء الثقة والشفافية والتعاون"، مشدّدة على "الحاجة الملحّة" للحوار.

بدأ المجلس الدائم لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا محادثات الخميس في فيينا في إطار جولة الحوار الديبلوماسي الثالثة والأخيرة، بعد جنيف وبروكسيل، لنزع فتيل الأزمة في أوكرانيا، مؤكدا الضرورة الملحة لاستئناف الحوار حول أمن أوروبا.

ولفتت إلى أن منظمة الأمن والتعاون في أوروبا "هي هيئة فريدة من نوعها للقيام بذلك"، مضيفة "لكلّ دولة من الدول السبع والخمسين الأعضاء مقعدٌ حول الطاولة".

والمنظّمة هي من منتديات التباحث القليلة التي تضم في عضويتها الولايات المتحدة وروسيا في آن.

وأعربت بولندا التي استلمت من السويد الرئاسة السنوية الدورية لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، عن قلقها أيضا شأنها في ذلك شأن دول أخرى في أوروبا الشرقية خضعت سابقًا لسلطة موسكو.

وقال وزير الخارجية البولندي زبيغنيو راو: "يبدو أن خطر الحرب في منطقة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا لم يكن أبدا عاليا كما هو الآن، خلال الثلاثين سنة الأخيرة"، مضيفًا: "إنه تحدّ كبير للمنظمة التي تهدف على وجه التحديد إلى حظر الحرب من أوروبا".

- "رفض الابتزاز" - 
وتتّهم الدول الغربية موسكو بحشد نحو مئة ألف جندي في الأسابيع الأخيرة، بالإضافة إلى دبابات ومدفعية عند الحدود الأوكرانية للتحضر لهجوم ضدّ اوكرانيا، الأمر الذي تنفيه روسيا.

واعتبر المسؤول عن السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الخميس أن تحركات القوات الروسية عند الحدود مع أوكرانيا تُعتبر "جزءا من الضغط" الذي تمارسه موسكو للحصول على مطالبها، لكن "من غير الوارد التفاوض تحت الضغط".

وجاء كلام بوريل قبل بدء اجتماع غير رسمي مع وزراء دفاع دول الاتحاد الأوروبي في بريست (غرب فرنسا) يهدف إلى "صياغة موقف الاتحاد الأوروبي (...) حيال الأزمة".

من جهته، قال السفير الأميركي لدى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا مايكل كاربنتر "يجب أن نرفض بحزم الابتزاز وأن نتأكد من أن الهجمات والتهديدات لن تثمر أبدًا".

من جهتها، تؤكّد موسكو أن الانتشار العسكري ردّ فعل على الوجود المُتنامي والمهدّد لحلف شمال الأطلسي في ما تعتبره منطقة نفوذها. 

وسيتحدث المندوب الروسي ألكسندر لوكاشيفيتش إلأى الصحافيين في فيينا خلال فترة بعد الظهر.

من جهته، أعلن مساعد وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف الخميس أن روسيا لا ترى سببًا لإجراء جولة جديدة من المحادثات مع الدول الغربية "في الأيام المقبلة" بشأن مطالبات موسكو بالحصول على ضمانات أمنية.

من جانب آخر، اعتبر الكرملين الخميس أن فرض عقوبات أميركية على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في حال شنّت روسيا هجومًا على أوكرانيا، سيكون "تجاوزًا للحدود"، غداة تقديم أعضاء ديموقراطيين في مجلس الشيوخ الأميركي اقتراح قانون ينصّ على ذلك.

- "قلق للغاية" - 
وكشف حلف شمال الاطلسي وروسيا الأربعاء في بروكسيل عن "اختلافات" صارخة بينهما بشأن الأمن في أوروبا، بعد محادثات متوتّرة في جنيف بين مساعدة وزير الخارجية الأميركية ويندي شيرمان ومساعد وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف.

وقال كاربنتر للتلفزيون الروسي المستقلّ "دوجد" "نعم، مواقفنا متضادّة (مع موسكو) لكن هذا لا يعني أننا لا نستطيع ايجاد أرضية مشتركة"، لافتًا إلى أن التحدي يكمن في "تحديد الأشكال التي يمكن تعميق الحوار على أساسها في الأشهر المقبلة".

على الأرض، تدهورت الأوضاع بالنسبة لمراقبي منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في المناطق التي يسيطر عليها الانفصاليون الموالون لروسيا، حسبما رأى كاربنتر الذي قال إنه "قلق للغاية".

واشار كاربنتر الى أن "بعثات المراقبة لم ترصد حتى الآن أي شيء غير طبيعي في المنطقة"، لكن "من المستحيل معرفة ما يحصل" عند الحدود، بحسب قوله.

والمنظمة مسؤولة منذ العام 2014 عن مراقبة الامتثال لاتفاقات مينسك للسلام في شرق أوكرانيا المتمرّدة.
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم