الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

ترامب إلى العزل الثاني وواشنطن قلعة مسلحة

المصدر: النهار
عناصر من الحرس الوطني في مبنى الكونغرس بواشنطن أمس.(أ ب)
عناصر من الحرس الوطني في مبنى الكونغرس بواشنطن أمس.(أ ب)
A+ A-
صوت مجلس النواب الأميركي بالغالبية على عزل الرئيس دونالد ترامب بتهمة التحريض على اقتحام مبنى الكونغرس في 6 كانون الثاني الجاري، ليصير بذلك الرئيس الاميركي الاول الذي يواجه إجراءات عزل مرتين خلال وجوده في منصبه.   
 
وصوت 232 نائباً لمصلحة إجراءات العزل بينما عارضه 197 نائباً. وصوت 10 نواب جمهوريين لمصلحة العزل، بينما امتنع 5 نواب جمهوريين عن التصويت.  وهذه المرة الثانية التي يواجه فيها ترامب إجراءات عزل بعدما كان تعرض لإجراءات مماثلة في قضية أوكرانيا قبل نحو عام. 
 
وقبل التصويت، أكدت زعيمة الديموقراطيين في مجلس النواب نانسي بيلوسي أن ترامب الذي تبقى له أسبوع في الرئاسة، هو "خطر مؤكد وفوري" على الولايات المتحدة و"يجب أن يرحل"، فيما انضم بعض النواب الجمهوريين إلى الديموقراطيين الذين سيصوتون الأربعاء على إجراء عزل ثانٍ قبل أسبوع من نهاية ولايته.
 
وفي واشنطن التي تشهد توترا بعد أسبوع من هجوم أنصاره على مبنى الكابيتول الذي أوقع خمسة قتلى وأثار صدمة كبرى، وقبل سبعة أيام من تنصيب الرئيس الديموقراطي المنتخب جو بايدن، وجه ترامب نداء متأخرا إلى الهدوء.
 
وقال ترامب في بيان مقتضب في ضوء تقارير عن مزيد من التظاهرات :"اطالبكم بعدم اللجوء الى العنف وعدم انتهاك القانون وعدم (ممارسة) التخريب من اي نوع. ليس هذا ما نمثله وليس هذا ما تمثله اميركا. ادعو جميع الاميركيين الى المساعدة في تهدئة التوترات".
 
وحُرم ترامب منذ أيام من استخدام حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي مجلس النواب، اتهمت زعيمة الديموقراطيين ترامب بالتحريض على "التمرد" و"الثورة المسلحة".
 
وقالت بيلوسي إن "رئيس الولايات المتحدة حرض على هذا التمرد، هذه الثورة المسلحة ... يجب أن يرحل. إنه يشكل خطرا مؤكدا وفوريا على الأمة التي نحب جميعا"، فيما يستعد المجلس للتصويت على الاتهام بالتحريض على اقتحام الكونغرس في 6 كانون الثاني، في العاصمة الفيديرالية واشنطن التي وضعت تحت حماية أمنية مكثفة.
 
 
عسكريون في الكابيتول 
فقد نُشرت صور معبرة تظهر عشرات من جنود الاحتياط وقد أمضوا الليل داخل مبنى الكونغرس، وكانوا لا يزالون نائمين على الأرض في الغرف والممرات لدى وصول النواب.
 
ونصبت حواجز اسمنتية لسد أبرز محاور وسط المدينة كما أحاطت أسلاك شائكة بعدد من المباني الفيديرالية بينها البيت الأبيض، فيما كان الحرس الوطني حاضرا بقوة.
 
 وسيؤدي ذلك الى بدء إجراء عزل رسميا في حق الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة الذي سيصير أول رئيس يواجه اتهاما مرتين في الكونغرس.
واتخذت المناقشات التي بدأت في التاسعة صباحا نبرة حادة.  
 
ووصفت النائبة الديموقراطية إلهان عمر دونالد ترامب، بأنه "طاغية"، وقالت: "لا يمكننا أن نقوم بمجرد قلب الصفحة من دون أن نفعل شيئًا". 
 
وفي المعسكر الجمهوري، كانت المواقف أكثر تباينا. إذ دافع المؤيدون المتحمسون للملياردير الجمهوري عنه بكل قوتهم، كما فعل جيم جوردان الذي ندد بـ"هوس" الديموقراطيين، أو مات غايتز الذي أشار إلى أن "ملايين الناس يحبون" الرئيس الحالي كثيرا.  لكن كان واضحا أن آخرين نأوا بأنفسهم عنه.
 
إذ أكد زعيم الجمهوريين في المجلس كيفن ماكارثي، ان ترامب يتحمل "مسؤولية" في اعمال العنف في الكابيتول، لأنه "كان يستطيع ان يندد فورا بالحشد (المتظاهر) حين شاهد ما جرى". ودعا إلى تشكيل "لجنة تحقيق" والتصويت "على الثقة" به.  لكنه قال إن اتهامه قبل اسبوع من انتهاء ولايته يشكل "خطأ".
وعلى عكس إجراء العزل في قضية أوكرانيا قبل أكثر من عام والذي أقره الديموقراطيون وحدهم، أعلن ستة نواب جمهوريين أنهم سيصوتون لمصلحة الإحالة على مجلس الشيوخ من بينهم دان نيوهاوس الذي أكد أنه "لا يوجد عذر لأفعال الرئيس ترامب".
 
لكن قبل أيام من مغادرته الى مارالاغو في فلوريدا، حيث سيبدأ حياته الجديدة كرئيس سابق، يبدو ترامب منقطعا أكثر من أي وقت عما يحصل في العاصمة الفيديرالية الأميركية.
 
وحاول ترامب الذي تزداد عزلته يوما بعد يوم الثلثاء التقليل من شأن الاجراء الذي يستهدفه، معتبرا انه مجرد مناورة من الديموقراطيين، وهو "استمرار لأكبر حملة مطاردة في التاريخ". وكرر رفضه الاعتراف بأي مسؤولية في الهجوم على الكابيتول، معتبرا أن خطابه "كان مناسبا تماما".
وعلى رغم ثقته الواضحة ودعم بعض المسؤولين المنتخبين المخلصين، بات دونالد ترامب أكثر عزلة من أي وقت حتى داخل معسكره بعد استقالات من حكومته وانتقادات لاذعة.
 
 ميتش ماكونيل 
وفي ما يثير مزيدا من القلق لترامب ولمستقبله السياسي، أعلن زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ السناتور ميتش ماكونيل الذي يتمتّع بنفوذ كبير في الحزب، لمقربين منه انه ينظر بقدر من الرضى لهذا الاتهام، معتبرا انه يستند الى أسس وانه قد يساعد الحزب الجمهوري على طي صفحة ترامب نهائيا.
قد يكون ماكونيل، السياسي المحنك، المفتاح لنتيجة هذا الإجراء التاريخي. لأن تصريحا علنيا واحدا يمكن أن يشجع أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين على إدانة الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة.
 
سيسيطر الديموقراطيون على مجلس الشيوخ اعتبارا من 20 كانون الثاني، لكنهم سيحتاجون إلى حشد الكثير من الجمهوريين لتحقيق غالبية الثلثين المطلوبة للإدانة.
 
كذلك، تهدد هذه المحاكمة بإعاقة الإجراءات التشريعية التي سيتخذها الديموقراطيون في بداية رئاسة بايدن، عندما تطغى على جلسات مجلس الشيوخ.
ومن المقرر أن يؤدي جو بايدن اليمين تحت حراسة مشددة في 20 كانون الثاني، مباشرة على درجات مبنى الكابيتول، مقر الكونغرس الأميركي.
وبعدما انتقد لتأخره الأربعاء الماضي في إرسال الحرس الوطني، اجاز البنتاغون نشر 15 ألف جندي للحفاظ على الأمن خلال مراسم التنصيب.
وفي دلالة على التوتر الذي يسود العاصمة الفيديرالية الأميركية، أعلن موقع "إيربي أن بي" لحجوزات الشقق إلغاء الحجوزات وتجميدها على منصته في واشنطن خلال أسبوع تنصيب بايدن.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم