اتّهمت أوكرانيا الجيش الرّوسي، بمهاجمة البنية التّحتية المدنيّة، ردّاً على هجومٍ خاطفٍ شنّته القوّات الأوكرانيّة، في نهاية الأسبوع. وأجبر موسكو على التّخلي عن معقلها الرّئيسي في منطقة خاركيف.

وأكّد مسؤولون أوكرانيون أنّ أهداف الهجمات الانتقاميّة شملت منشآت المياه ومحطّة للطّاقة الحراريّة في خاركيف، وتسبّبت في انقطاع التّيار الكهربائيّ على نطاقٍ واسعٍ.

وغرّد الرّئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عبر "تويتر"، في وقتٍ متأخّرٍ أمس الأحد: "ليس هناك منشآتٍ عسكريّةٍ، الهدف هو حرمان الناس من الإنارة والتّدفئة".

أمّا موسكو، فتنفي تعمُّد استهداف المدنيّين.

ووصف زيلينسكي الهجوم الأوكراني في الشّمال الشّرقي بأنّه نجاح مدوٍّ محتملٍ في الحرب المستمرّة منذ ستّة أشهرٍ، وقال:" الشّتاء قد يشهد استرداد المزيد من الأراضي إذا حصلت كييف على أسلحة أكثر قوّة".

وفي أسوأ هزيمةٍ لقوات موسكو منذ طردها من مشارف العاصمة كييف في شهر آذار، ترك آلاف الجنود الرّوس وراءهم ذخيرةٍ ومعداتٍ حين فروا من مدينة إيزيوم، التي كانوا يستخدمونها كمركز لوجستي.

وقال القائد العام للقوات المسلّحة الأوكرانية الجنرال فاليري زالوجني إنّ القوّات المسلّحة استعادت السّيطرة على أكثر من ثلاثة آلاف كيلومترٍ مربعٍ منذ بداية هذا الشّهر.

 

"ردّ فعل جبان"

من جهتها، أشارت وزارة الدّفاع البريطانيّة في إفادةٍ دوريّةٍ اليوم الإثنين، إلى أنّ روسيا قد أمرت على الأرجح بسحب قوّاتها من منطقة خاركيف أوبلاست المحتلّة غرب نهر أوسكيل بالكامل.

وذكرت هيئة الأركان العامّة الأوكرانيّة أنّ قوّات الدّفاع طردت العدوّ منذ أكثر من 20 تجمعاً سكنيّاً في اليوم الماضي.

وأثار صمت موسكو التّام تقريباً حيال الهزيمة، أو عدم تقديمها أي تفسيرٍ لما حدث في شمال شرق أوكرانيا، غضبًا كبيرًا بين بعض المعلّقين المؤيّدين للحرب والقوميين الرّوس على وسائل التّواصل الاجتماعي. ودعا البعض أمس الأحد الرّئيس فلاديمير بوتين إلى إجراء تغييراتٍ فوريّةٍ لضمان النّصر النّهائي في الحرب.

وقال زيلينسكي، في وقتٍ متأخّرٍ أمس الأحد، أنّ الهجمات الرّوسية تسبّبت في انقطاع التّيار الكهربائيّ بالكامل في منطقتي خاركيف ودونيتسك، وانقطاعٍ جزئيٍ للتّيار الكهربائيّ في مناطق زابوريجيا ودنيبروبتروفسك وسومي.

وذكر مستشار الرّئيس الأوكراني ميخائيلو بودولياك، أنّ محطّة كهرباء (سي.اتش.بي.بي-5) في خاركيف، وهي واحدةٍ من أكبر محطّات الكهرباء في أوكرانيا، تعرّضت للقصف.

وغرّد عبر "تويتر": "رد فعلٍ جبانٍ على هروب جيشها من ساحة المعركة".

وأوضح حاكم خاركيف أوليه سينهوبوف، أنّه تمّت إعادة 80 في المئة من إمدادات الكهرباء والمياه إلى المنطقة بحلول صباح اليوم الاثنين.

وقال أوليكسي ريزنيكوف وزير الدّفاع، لصحيفة فاينانشيال تايمز إنّ أوكرانيا بحاجة لتأمين الأراضي الّتي استردتها ضدّ هجومٍ روسيٍّ مضادٍ محتمل على خطوط الإمداد الأوكرانيّة الممتدّة.

لكنّه ذكر أنّ الهجوم تم بشكلٍ أفضلٍ بكثير ممّا كان متوقّعًا، واصفًا إياه بأنّه "كرة ثلج تتدحرج من أعلى تل". وتابع إنّها علامة على إمكانية هزيمة روسيا".

 

إغلاق مفاعل النووي

ومع مرور مئتي يومٍ على الحرب، أغلقت أوكرانيا أمس الأحد، مفاعل التّشغيل الأخير في أكبر محطةٍ للطّاقة النووية في أوروبا لمنع وقوع كارثةٍ مع احتدام القتال في مكانٍ قريبٍ منها.

وتتبادل روسيا وأوكرانيا الاتّهامات بالقصف حول محطة زابوريجيا، التي تسيطر عليها روسيا، ممّا يهدّد بتسرّب إشعاعي.

وقالت الوكالة الدّولية للطّاقة الذّرية، إنّه تمّ إصلاح خطّ طاقة احتياطي للمحطّة، مما يوفّر الكهرباء الخارجيّة التي تحتاجها لإغلاق المفاعل لمنع خطر وقوع أيّ حادثٍ.

وذكرت الرّئاسة الفرنسيّة أن الرّئيس إيمانويل ماكرون أبلغ بوتين في محادثةٍ هاتفيّةٍ أمس الأحد، بأنّ احتلال القوّات الرّوسية للمحطّة هو سبب تعرّض أمنها للخطر. وألقى بوتين باللّوم على القوات الأوكرانيّة، وفقًا لبيانٍ أصدره الكرملين.

وقالت فرنسا أمس الأحد، إنّها ستوقّع اتفاقيّة مع رومانيا للمساعدة في زيادة صادرات الحبوب الأوكرانيّة.

وتراجعت صادرات الحبوب الأوكرانية منذ بداية الحرب، بسبب إغلاق موانئها على البحر الأسود، مما أدّى إلى ارتفاع أسعار الغذاء العالميّة وإثارة مخاوفٍ من حدوث نقصٍ في الأسواق.

وقالت مصادر مطلعةٍ لـ"رويترز" إنّ صندوق النّقد الدّولي يبحث أيضًا عن سبلٍ لتوفير تمويل ٍطارئٍ للدّول التّي تواجه صدماتٍ من ارتفاع أسعار الغذاء بسبب الحرب وإنه سيناقش اتّخاذ إجراءاتٍ في اجتماع مجلسه التّنفيذي اليوم الاثنين.