الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

البابا فرنسيس محور "لقاء الأضداد" في بودابست: "لسنا هنا من أجل السياسة"

المصدر: "أ ف ب"
البابا فرنسيس مصافحاً رئيس الوزراء المجري فكتور أوربان (أ ف ب).
البابا فرنسيس مصافحاً رئيس الوزراء المجري فكتور أوربان (أ ف ب).
A+ A-
يزور البابا فرنسيس بودابست في أول محطّة ضمن رحلته إلى أوروبا الوسطى حيث عقد اجتماعاً مغلقاً مع رئيس الوزراء المجري فكتور أوربان، الذي يختلف معه حول سياسة الهجرة، قبل أن يترأس القداس الختامي للمؤتمر الإفخارستي الدولي.

وصف بيان الفاتيكان الاجتماع الذي استمرّ نحو 40 دقيقة بأنه "ودّي". ظهر الحبر العظم مبتسماً في الصور التي بثتها قناة الفاتيكان الرسمية، فيما بدا أوربان أكثر تحفظاً.
 
جلس الرئيس المجري يانوس أدير أمام البابا في غرفة ضخمة بمتحف الفنون الجميلة، كما حضر الاجتماع اثنان من كبار المسؤولين في الكوريا الرومانية. وتناول اللقاء "حماية البيئة والأسرة". ولم يأتِ البيان على ذكر المواضيع الحساسة، ومن غير المعروف ما إذا كان الحبر الأعظم، المعروف بصراحته، قد تناول خلال الجلسة المغلقة، الموضوعات المفضلة لديه مثل قضية المهاجرين والتسامح تجاه المثليين التي تشكل حجرة عثرة مع أوربان.
 
من جانبه، كتب أوربان على حسابه على موقع "فايسبوك": "طلبت من البابا ألّا يدع مسيحيّي المجر يهلكون" ونشر صورة تظهر مصافحته لزعيم 1,3 مليار كاثوليكي.

شكّل استقبال اللاجئين من جميع الأديان الوافدين إلى الدول الغنية أو الفارّين من الحروب والبؤس الاقتصادي محور مناشدات البابا المتواصلة، ممّا أثار في الأحيان استغراباً حتى بين صفوف الكاثوليك.


"لسنا هنا من أجل السياسة"
لا يكلّ المولود باسم خورخي بيرجوليو، المتحدّر من عائلة مهاجرة إيطالية قدمت إلى الأرجنتين، عن تذكير أوروبا بماضيها الذي بنته موجات من الوافدين الجدد. 
 
من دون الإشارة بالاسم إلى القادة السياسيين، انتقد نزعة "السيادة"، حيث يتم رفض الأجانب، عبر "خطابات تشبه تلك التي ألقاها هتلر في عام 1934"، على حد قوله.  وأكد البابا لمعارضيه أن مساعدة المهمّشين هو فعل مسيحي بشكل أساسي.
 
دفع التزام البابا فرنسيس هذا وسائل الإعلام الموالية لأوربان إلى حدّ وصفه بأنه "أخرق". بينما يقدّم رئيس الوزراء المجري نفسه على أنه الحصن المنيع في أوروبا ضدّ "الغزو الإسلامي"، باسم الهوية المسيحية للقارة العجوز.

ولم تتوانَ وسائل الإعلام هذه عن الإشارة إلى زيارة البابا القصيرة التي ستستمر سبع ساعات، بينما سيخصص ثلاثة أيام لسلوفاكيا المجاورة في زيارة دولة حقيقية. وقال أحد مذيعي التلفزيون بسخط" "إنه يريد إهانة المجر!".
 
يزور البابا في الواقع بودابست تلبية لدعوة خاصة من المؤتمر الإفخارستي الدولي، على غرار البابا يوحنا بولس الثاني الذي حضر الحدث في عام 1985 في نيروبي (كينيا).

بعيداً عن الجدال، بدأت مجموعات من الحجاج من جميع أنحاء البلاد في التوافد منذ الصباح الباكر إلى ميدان الأبطال الضخم حيث سيرأس البابا القداس في الساعة 09,30 بتوقيت غرينتش، تحت سماء زرقاء صافية.

وقالت إيفا ماندوكي (82 عاماً) التي تقطن على بعد 100 كم من بودابست "نحن لسنا هنا من أجل السياسة، ولكن لنرى البابا، رئيس الكنيسة، ونستمع إليه، إننا نتوق لرؤيته، إن وجوده في بودابست أمر رائع".
 
لم تكن لتفوّت بأي ثمن هذه الزيارة، حيث سبق وحضرت قدوم البابا يوحنا بولس الثاني في عام 1996، في آخر زيارة بابوية إلى المجر.


"فتيل معاداة السامية"
ومن المتوقع أن يبلغ عدد المشاركين 75 ألف شخص، بينما سيتمكّن آخرون من متابعة الحدث على شاشات عملاقة. ونُصبت في المدينة التي تسيطر عليها المعارضة لافتات "ترحب" بالبابا فرنسيس وتشيد بدعواته للتضامن والتسامح تجاه الأقليات.

من المقرّر أن يحضر القداس رئيس الوزراء فكتور أوربان، وهو كالفيني ولكن زوجته كاثوليكية. 

كما التقى البابا، في العاصمة المجرية، أيضاً بالأساقفة ومن ثم بممثلين عن مختلف الطوائف المسيحية والجالية اليهودية، وهي الأكبر في أوروبا الوسطى مع 100 ألف شخص.
 
حذّر البابا فرنسيس، في هذه المناسبة، من "تهديد معاداة السامية" في أوروبا وخارجها معتبرا أنها "فتيل يجب إخماده".

وقال البابا، المدافع الشديد عن الحوار بين الأديان، إنّ "أفضل طريقة لنزعه هي في العمل سوياً بشكل إيجابي وتعزيز الأخوة".
 
تأتي الرحلة الدولية الرابعة والثلاثين للبابا فرنسيس، البالغ من العمر 84 عاماً، بعد شهرين تقريباً من خضوعه لعملية جراحية في القولون، والتي تطلبت تخديراً عاماً ونقاهة لمدة عشرة أيام في المستشفى.
 
واعتذر عن بقائه جالساً خلال لقائه مع ممثلي الطوائف الدينية، وقال مازحاً "لم أعد أبلغ من العمر 15 عاماً".
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم