السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

كيف عزّز "صاروخ النينجا" مكافحة الإرهاب؟

المصدر: "النهار"
أسامة بن لادن وأيمن الظواهري - "أ ب"
أسامة بن لادن وأيمن الظواهري - "أ ب"
A+ A-

لفت الباحث المشارك في شؤون مكافحة الإرهاب في "مجلس العلاقات الخارجية" جيكوب وير إلى أنّ صاروخ "هيلفاير أي جي أم-114 آر.9.أكس" والمعروف باسم "صاروخ النينجا" يشكّل تطوراً ثورياً محتملاً في التكنولوجيا العسكرية الأميركية على مستوى مكافحة الإرهاب. عوضاً عن تسليمه شحنة متفجرة قد تسقط أبرياء على مسافة قريبة من الإرهابي، يفتح الصاروخ ست شفرات قبل لحظات على إصابته الهدف من أجل تقطيعه وسحقه.

نتيجة لرغبة الحكومة الأميركية بالحد من الضحايا المدنيين في الغارات ضد الإرهابيين استُخدم هذا الصاروخ في سوريا واليمن وفقاً لما كتبه وير في موقع "ميليتاري تايمس". أعرب مسؤول حكومي سابق عن ثقته بأن الصاروخ سيحل مشكلة "المقعد اليمين، المقعد اليسار" مما يمكّن الغارات الأميركية من إزالة الأهداف القريبة جداً من المدنيين.

 
 
 

المفارقة الكبيرة أنّ هذا الصاروخ الذي استخدم في قتل الزعيم السابق لتنظيم "القاعدة" أيمن الظواهري يشبه طبيباً ماهراً (الظواهري كان طبيباً) يستأصل ورماً خبيثاً عبر المبضع.

طوال عقدين من الزمن تقريباً، كانت المسيّرات السلاح الأساسي المستخدم في عمليات مكافحة الإرهاب. واستعملت الولايات المتحدة هذا السلاح بشكل متصاعد في الشرق الأوسط وآسيا. وجدت الدراسات أنّ المسيّرات ارتبطت إحصائياً بشكل مباشر في تخفيض وتيرة وفتك الهجمات الإرهابية التي تشنها المجموعات المستهدفة.

وعلى نقيض الرأي الشعبي، كانت غارات المسيّرات فعالة بشكل نسبي في الحد من الأضرار الجانبية بالمقارنة مع خيارات أخرى مما قلص الوفيات بين المدنيين على الأرض وبين الجنود الأميركيين الذين أمكن أن يشاركوا في اقتحام بري. لكن صاروخاً أكثر دقة سيخدم في خفض عدد الضحايا المدنيين بشكل أكبر بحسب وير.

في عصر المسيّرات، تكيّف الإرهابيون من خلال استخدام الانتقادات الموجّهة إلى الدرونز ضدها، أي عبر إحاطة أنفسهم بالعائلات والمدنيين كـ"دروع بشرية" لردع الغارة. وهذا ما فعله الظواهري حين سكن منزلاً أمنته عائلة حقاني في حي شيربور الفاخر في كابول، كما كتب وير.

وبإمكان صاروخ "آر 9 أكس" أن يقوض إحدى أعظم أدوات المتطرفين الدعائية: تصوير غارات المسيّرات على أنها دليل إلى غطرسة أميركا وإفلاتها من العقاب. تعرض برنامج الدرونز للانتقاد بسبب نقص شفافيته والضحايا المدنيين الذين قد يسقطهم.

بالرغم من ذلك، تابع الكاتب، وكما هي الحال مع أي تطور جديد، ليس هذا الصاروخ بلا جوانب سلبية أهمها أنه لا يحل القضايا العالقة بشأن المسيّرات حول المخاوف الأخلاقية والقانونية التي ارتبطت بغاراتها وهو لن يعالجها بشكل مثاليّ. وذكّر وير قرّاءه بما كتبه سنة 2021 عن أنّ "صاروخ النينجا" مثّل "خطوة قوية قدماً بالنسبة إلى ترسانة الولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب خارقاً حدوداً جديدة في الاستهداف والدقة. لكن قبل أن يتم السعي إلى تحول استراتيجي أجرأ وأشجع وأكثر تحويلية، إنّ النصر في ما يسمى بالحرب على الإرهاب سيبقى بعيد المنال".

 

 

 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم