الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

اغتصاب وعبودية وتشويه أعضاء على أيدي قوات إريترية وإثيوبية في تيغراي

المصدر: النهار
لاجئات أثيوبيات في مخيم بمنطقة باسوندا في شرق السودان الثلثاء. (أ ف ب)
لاجئات أثيوبيات في مخيم بمنطقة باسوندا في شرق السودان الثلثاء. (أ ف ب)
A+ A-
 
أفاد تقرير لمنظمة العفو الدولية نشر الأربعاء أن عناصر من القوات الاثيوبية والاريترية اغتصبوا مئات النساء والفتيات خلال حرب تيغراي وفرضوا على بعض الضحايا العبودية الجنسية وتشويه أعضاء.
ويوثق هذا التقرير الذي أعد استنادا إلى مقابلات مع 63 ضحية الفظاعات التي فتحت السلطات الاثيوبية تحقيقا فيها، حيث أدين ثلاثة جنود حتى الآن بتهمة الاغتصاب ويلاحق 25 آخرون بتهمة "العنف الجنسي والاغتصاب".
وقالت بعض الناجيات إنهن تعرضن لاغتصاب جماعي أثناء احتجازهن لعدة أسابيع. وروت أخريات انهن اغتصبن أمام أفراد عائلاتهن.
وكشفت منظمة العفو الدولية أن بعض النسوة ذكرن أنه تم إدخال مواد من بينها مسامير وحصى في مهبلهن "مما سبب لهن إصابات دائمة قد لا يمكن علاجها".
وأوضحت الأمينة العامة لمنظمة العفو أنييس كالامار "من الواضح ان الاغتصاب والعنف الجنسي استخدما كسلاح حرب لإلحاق ضرر جسدي ونفسي دائم بالنساء والفتيات في تيغراي. تعرض المئات منهن لمعاملة وحشية تهدف الى إذلالهن وتجريدهن من إنسانيتهن".
وأضافت أن "فداحة وحجم الجرائم الجنسية المرتكبة تثير صدمة شديدة ويمكن أن ترقى الى مستوى جرائم حرب أو حتى جرائم ضد الإنسانية".
وجادلت وزارة الخارجية الإثيوبية أن التقرير يستند إلى "منهجية معيبة" متهمة منظمة العفو بشن "هجمات مثيرة وحملات تشهير" ضد الحكومة. 
وشددت في بيان على تويتر على عمل السلطات لتقديم الجنود المتهمين بالعنف الجنسي للعدالة، وقالت إن تحقيقات المنظمة بدت "هزيلة وتفتقر بالتأكيد إلى الصرامة". 
وأضافت: "تتوصل منظمة العفو إلى استنتاجات فضفاضة وواسعة النطاق يصعب دعمها من خلال التحقيق المحدود والنائي الذي تدعي أنها أجرته".
 
"اغتصبنا كلنا" 
ويشهد شمال إثيوبيا أعمال عنف منذ تشرين الثاني بعد أن أرسل رئيس الوزراء أبيي أحمد، الحائز جائزة نوبل للسلام لعام 2019، قوات إلى تيغراي للإطاحة بحزبها الحاكم "الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي". 
وقال إن هذه الخطوة جاءت ردا على هجمات الجبهة على معسكرات الجيش الفيديرالي. 
وارتفعت التكلفة البشرية مع تفاقم الصراع فيما تكافح فرق الإغاثة للوصول إلى السكان المعزولين، ويواجه 400 ألف شخص في تيغراي ظروفا أقرب إلى المجاعة، وفقا للأمم المتحدة. 
وأفادت منظمة العفو أن من بين مرتكبي أعمال الاغتصاب جنود حكوميون وعناصر من قوات إريتريا المجاورة التي ساندت أبيي، بالإضافة إلى عناصر من قوات الأمن ومسلحي ميليشيات من منطقة أمهرة الإثيوبية.
وقالت أكثر من عشرين امرأة لمنظمة العفو إنهن تعرضن للاغتصاب من قبل اريتريين فيما ذكرت أخريات أن اريتريين واثيوبيين ارتبكوا تلك الأفعال سوية.
وقالت إحدى الناجيات وتبلغ من العمر 21 عاما أنها احتجزت لمدة 40 يوما. وأوضحت "اغتصبونا وجوعونا. كان هناك الكثير ممن اغتصبن على دفعات". وأضافت "كنا نحو 30 امرأة .. تعرضنا كلّنا للاغتصاب".
 
تحقيقات مستمرة 
وأجرت وكالة الصحافة الفرنسية في الأشهر الماضية مقابلات مع الكثير من النساء اللواتي قلن إنهن تعرضن لاغتصاب جماعي من قبل جنود اثيوبيين واريتريين.
وسجلت مراكز صحية في تيغراي 1288 حالة عنف ضد النساء في الفترة بين شباط ونيسان 2021، بحسب تقرير منظمة العفو الدولية فيما يقدر الأطباء أن الكثير من الضحايا لا يأتين لرؤيتهم.
وفي شباط، قالت وزيرة المرأة الأثيوبية فيلسان عبد الله أحمد إن حالات اغتصاب حدثت "بلا شك" في تيغراي. وأرسلت فرقة عمل أسستها منذ ذلك الحين تقريرا إلى مكتب المدعي العام. 
وقالت فيلسان إن الأمر متروك لمسؤولي إنفاذ القانون لتحديد حجم المشكلة ومن المسؤول. 
وأوضحت "أعتقد أنهم يبذلون قصارى جهدهم.. عليهم أن يذهبوا ويدققوا جيدا قبل أن يحددوا من ارتكب الجرائم". لكنها أضافت "أفضّل أن يتحركوا بوتيرة أسرع حتى أقول إن العدالة تحققت، وآمل أن نرى العدالة تتحقق". 
وفي أيار، أفاد مكتب المدعي العام أن ثلاثة جنود أدينوا وحُكم عليهم بتهمة الاغتصاب وأن 25 اتهموا بـ"ارتكاب أعمال عنف جنسي واغتصاب"، وأشار إلى أن التحقيقات مستمرة.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم