الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

إيران تتهم إسرائيل باستهداف نطنز وتتوعدها وتعلن تحديد "هوية شخص" تسبب بـ"الخلل"

المصدر: النهار
إيرانيون يمرون قبالة محال مقفلة في بازار طهران من جراء قيود كورونا.(أ ف ب)
إيرانيون يمرون قبالة محال مقفلة في بازار طهران من جراء قيود كورونا.(أ ف ب)
A+ A-
اتهمت إيران إسرائيل رسميا بتنفيذ الهجوم على منشأة نطنز النووية، وتعهدت بالانتقام، في حين نقلت وسائل إعلام إيرانية عن مصدر استخباراتي أنه تم تحديد هوية الشخص الذي تسبب في "الخلل الكهربائي" بالمنشأة المستهدفة.
 
 نقل التلفزيون الإيراني الرسمي عن وزير الخارجية محمد جواد ظريف خلال اجتماع لمجلس الأمن القومي، إن إسرائيل مسؤولة عما وصفه بالعمل التخريبي الذي وقع الأحد في منشأة نطنز النووية، وإن بلاده ستنتقم.
 
وقال : "الصهاينة يريدون الانتقام من الشعب الإيراني للنجاحات التي حققها في مسار رفع الحظر الظالم. لكننا لن نسمح بذلك، وسننتقم من الصهاينة على ممارساتهم".
 
وأكد أن إيران لن تسمح لإسرائيل بالتأثير على المفاوضات النووية، وأن ما حدث في نطنز لن يضعف قدرات بلاده التفاوضية، مشيرا إلى أنها ستجهز المنشأة النووية المستهدفة بأحدث الأجهزة.
 
في الزمان والمكان المناسبين
من جهتها، قالت وزارة الخارجية الإيرانية إن "ما حدث في نطنز كان إرهابا نوويا على أراضي البلاد، وإن طهران تحتفظ بحق الرد في إطار القوانين الدولية".
وأضافت أن "إيران سترد على إسرائيل في الزمان والمكان المناسبين"، معتبرة أن "حادث نطنز يهدف إلى التشويش على مسار مفاوضات فيينا"، في إشارة إلى المحادثات الجارية سعيا لإحياء الاتفاق النووي المبرم بين إيران والقوى الكبرى عام 2015.
 
وأردفت أنه إذا كان الهدف من استهداف منشأة نطنز، التي تقع تحت الأرض على مسافة 400 كيلومتر جنوب طهران، هو دفع الصناعات النووية الإيرانية إلى الوراء، فإن الهجوم لم يكن ناجحا، مشيرة إلى أن أجهزة الطرد المركزي التي تعرضت لأضرار جراء الهجوم كانت من نوع ""آي آر واحد".
وبينما أكد الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، أن الحادث لم يخلف ضحايا بشرية أو بيئية، أشار إلى أنه كان من الممكن أن يؤدي إلى ما وصفها بكارثة وجريمة ضد البشرية.
 
بدورها، قالت هيئة الطاقة الذرية الإيرانية، إن برنامج طهران النووي أوسع وأقوى وأكثر رسوخا من أن يهزه ما جرى في منشأة نطنز.
في الأثناء، نقل موقع "نور نيوز" الإيراني عن مصادر في الاستخبارات، أنه يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة لإلقاء القبض على الشخص، الذي تسبب في انقطاع  التيار الكهربائي في أحد المباني في منشأة نطنز، والذي تم تحديد هويته، من دون تقديم تفاصيل أخرى.
 
يذكر أن الهجوم وقع بعد يوم فقط من إطلاق أجهزة متطورة جديدة للطرد المركزي بالمنشأة لتخصيب الأورانيوم بنسبة أعلى مما يسمح به الاتفاق النووي.
وكان مساعد وزير الخارجية أعلن الأحد بعد ساعات من الحادث، أن بلاده ستمضي في تخصيب الأورانيوم بنسبة 20%.
 
الصراع مع إيران
وفي تصريحات بعد الهجوم الذي وقع فجر الاثنين على منشأة نطنز، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الصراع مع إيران وتوابعها ومشروعها النووي مهمة ضخمة جدا.
وأضاف أن الوضع القائم اليوم ليس بالضرورة هو الوضع الذي سيكون قائما غدا، على حد تعبيره.
 
وأشار إلى أنه من الصعب للغاية تفسير ما حققته إسرائيل بعد تحولت من حالة العجز إلى قوة إقليمية وعالمية، على حد وصفه.
وأوردت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يقف وراء التصعيد بين إسرائيل وإيران، وإن الهدف منه استفزاز الأخيرة وجرها إلى القيام بعمل عسكري تضطر معه الولايات المتحدة إلى التدخل عسكريا ضد إيران، وتالياً القضاء نهائيا على المفاوضات في شأن الملف النووي الإيراني.
 
وأفاد مراسل القناة 13 الإسرائيلية للشؤون العسكرية والأمنية، أنه ربما تكون هناك قنبلة زرعت داخل منشأة نطنز أدت إلى تدميرها، أو إلحاق أضرار كبيرة بها.
في السياق، أفادت تحليلات إسرائيلية الأحد، بأن منشأة نطنز الواقعة في أصفهان أصيبت بأضرار كبيرة بعد تعرضها الأحد لما يعتقد أنه هجوم إلكتروني، قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن دهاز الاستخبارات الاسرائيلي "الموساد".
 
ونقلت الإذاعة العامة الإسرائيلية عن مصادر استخباراتية، أن جهاز "الموساد" نفذ هجوما إلكترونيا على منشأة نطنز، وخلف أضرارا كبيرة، وذلك بعد أن أعلنت طهران عن وقوع خلل في شبكة توزيع الكهرباء بالمنشأة.
وبثت الإذاعة الإسرائيلية عن مصادرها أن التقديرات تشير إلى أن الأضرار، التي لحقت بمنشأة نطنز، كبيرة، ومست أجهزة الطرد المركزي، مشيرة إلى أن الضرر سيقوض قدرات إيران على تخصيب الأورانيوم.
 
إرهاب نووي
وبعيد الهجوم على نطنز، قال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي، إن ما جرى في المنشأة "عمل إرهابي نووي"، ودعا الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى مواجهة هذه الإجراءات، مهددا بأن بلاده تحتفظ بحق الرد على هذه العملية ومنفذيها ومن يقف خلفها.
وأضاف أن طهران ستواصل عملها لتوسيع صناعتها النووية، ورفع العقوبات الظالمة عنها، مشيرا إلى أن هذه العملية تظهر فشل الجهات التي تعارض المفاوضات النووية مع طهران.
 
وفي موسكو، قال نائب وزير الخارجية الروسي إن المفاوضات بشأن الاتفاق النووي الإيراني تمضي قدما، مضيفا أنه لا داعي للقلق على خلفية هجوم نطنز.
وكان موقع وكالة أنباء "فارس" الإيرانية قد نقل -عن الناطق باسم لجنة الطاقة في مجلس الشورى مالك شريعتي- قوله عبر تويتر "يُشتبه جدا أن يكون هذا الحادث، الذي تزامن مع اليوم الوطني للتكنولوجيا النووية ومع مساعي إيران لإرغام الغربيين على إلغاء العقوبات، عملا تخريبيا واختراقا".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم