الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

لا تخاطروا بانتظار "الأفضل"... كل اللقاحات فعالة!

المصدر: "النهار"
تعبيرية - "أ ب".
تعبيرية - "أ ب".
A+ A-

في لبنان، كما في سائر دول العالم، يتساءل كثرٌ عن اللقاح "الأفضل" الذي يؤمّن أكبر حماية من فيروس "كوفيد-19". يريد هؤلاء انتظار بعض الوقت حتى توفّر ما يعتقدون أنّه اللقاح الأكثر فاعليّة قبل تلقيه. لكنّ ذلك قد يكون واحداً من أكبر الأخطاء التي يرتكبونها.

 

في صحيفة "يو أس أي توداي"، حذّر ستة أطباء في المجلس الاستشاريّ حول "كورونا" التابع للفريق الانتقالي للرئيس جو بايدن من تضييع الوقت في انتظار "الأفضل". شدّد الدكتور إيزيكيال إيمانويل والدكتورة سيلين غوندر وخبير الأوبئة مايكل أوسترهولم والدكتورة لوشيانا بوريو والدكتور أتول غاواندي والمتخصص في الأوبئة ريك برايت على وجوب تلقي أي لقاح متوفر. فكل اللقاحات توقف الموت ودخول المستشفيات.

 

يذكر الاختصاصيون انّ الناس يقلقون من تلقي اللقاح "الخاطئ" حين يسمعون أنّ بعضها فعال بنسبة 66% وبعضها الآخر بنسبة 95%. "نصيحتنا بسيطة: تلقوا أي لقاح يُعرض عليكم. حالياً، جميع اللقاحات هي ‘الفضلى‘. هذا ما نفعله مع أنفسنا".

 

أوضح الأطباء أن الحديث عن نسب "الفاعلية" يتجاهل أهم نقطة: "كانت اللقاحات جميعها فعّالة بنسبة 100% خلال التجارب في وقف الدخول إلى المستشفيات والموت (بسبب الفيروس). انتظار لقاح أكثر فاعلية هو أسوأ أمر يمكنكم فعله لتخفيض خطر أن تصابوا بمرض شديد والموت بسبب كوفيد-19".

 

لا يتم توزيع اللقاح من أجل تفادي حالة طفيفة من الزكام. غاية التلقيح هي تفادي الأمراض الخطيرة التي قد تتسبب بها العدوى. يمنع لقاح شلل الأطفال الشلل، بينما يمنع لقاح الحصبة من الإصابة بالالتهابات الرئوية والدماغية والعمى. وتحمي لقاحات الإنفلونزا من الالتهاب الرئوي والإنتان (تعفن الدم) ونوبات القلب. "لو تسبب كوفيد-19 بنزلات برد فقط لما أزعجنا أنفسنا لتطوير لقاحات ضده".

 

هنالك حالات عديدة من الإصابات ذات الأعراض الخفيفة، لكنّ خُمس الإصابات تنتج أمراضاً خطيرة ويموت حوالي 1% من الفيروس. بالنسبة إلى الأشخاص المتقدمين في السن وأصحاب الأمراض المزمنة، يرتفع خطر الموت بما بين 10 إلى مئات المرات.

 

كل اللقاحات السبعة التي أكملت تجارب ذات فاعلية عالية – فايزر، مودرنا، جونسون أند جونسون، نوفافاكس، أسترازينيكا، سبوتنيك في، سينوفاك – تبدو فعالة بنسبة 100% في الحماية من التعقيدات الخطيرة.

 

لم يحتج شخص واحد تلقى اللقاح لدخول المستشفى. ولم يتوفَ أي متلقح أيضاً بسبب كوفيد-19. نسب الفاعلية التي تنتجها اللقاحات تختلف فقط تجاه الأشكال الخفيفة من أعراض كورونا. حين يأتي الأمر إلى الإجراءات المهمة – الاستشفاء والموت – جميع اللقاحات متشابهة وظيفياً.

 

يؤكّد الأطباء أن المتلقحين ليسوا وحدهم من يستفيدون. فغالبية اللقاحات تقلّص انتشار العدوى أيضاً. من الصعب معرفة نطاق الحماية التي توفرها اللقاحات من العدوى، أو سرعة تمتع المجتمع بمناعة القطيع عبر النظر فقط إلى الأفراد. لكن لا يحتاج اللقاح لمنع جميع الإصابات لعرقلة انتشار الفيروس. قد يكون خفض كمية الفيروس التي يحملها الشخص كافياً.

 

في هذه الأثناء، يتحور "كوفيد-19". تطرأ الطفرات على الفيروسات حين يسمح لها البشر بالانتشار والتكاثر، وهذا ما فعلوه. أفضل السبل لمنع المتحورات تكمن في تقليص العدوى من خلال ارتداء كمامة ذات جودة عالية والبقاء ضمن المحيط الأضيق من المعارف وضمان تهوئة جيدة.

 

المهم أن اللقاحات تبقى فعالة في منع الحاجة إلى مستشفى أو في منع الوفيات. في إسرائيل، حيث أن معظم الأشخاص من عمر الستين وما فوق تلقوا اللقاح، انخفضت الإصابة بكورونا بـ 41% وانخفض الدخول إلى المستشفيات بنسبة 30% على الرغم من وصول متحورات جديدة أكثر خطورة.

 

كذلك، يجب عدم حصر الاهتمام بالفاعلية، بل ينبغي النظر أيضاً إلى عناصر أخرى مثل المدى الزمني للمناعة والآثار الجانبية وسرعة التلقيح. لن يحصل المراقبون على بيانات طويلة المدى عن أي لقاح حتى يمر وقت كافٍ، إذ لا تستطيع أي دراسة تسريع الوقت مهما كانت كلفتها باهظة.

 

حين يرتبط الموضوع بـ"كورونا"، يبقى الزمن أهم عامل. كل يوم يمر من دون تلقيهم اللقاح، يعرّض الناس أنفسهم لخطر أعلى بالإصابة والتدهور الصحي والوفاة. إنّ المنفعة التي قد يظن الفرد أنه سيحصل عليها لقاء انتظار اللقاح "الأفضل" لا تستأهل المخاطرة التي يعرّض نفسه أمامها خلال فترة الانتظار. ويختم الأطباء مقالهم كاتبين: "أفضل ما يمكنكم فعله هو التلقّح في أسرع وقت ممكن، بأي لقاح يتوفر أولاً أمامكم".

 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم