الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

واشنطن مُهددة بالعنف وترامب يحذر من "غضب هائل"

المصدر: النهار
الرئيس الاميركي دونالد ترامب يمر قبالة مؤيدين له في البيت الابيض أمس.(أ ف ب)
الرئيس الاميركي دونالد ترامب يمر قبالة مؤيدين له في البيت الابيض أمس.(أ ف ب)
A+ A-
أعلن الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب أمس، أنّ إجراءات العزل التي قد تستهدفه "سخيفة تماماً" وتتسبب بـ"غضب هائل" في أرجاء الولايات المتحدة، وذلك قبيل توجهه إلى تكساس في أول خروج علني له من البيت الأبيض عقب أعمال العنف التي وقعت في مقرّ الكونغرس.
 
وأعلن الرئيس الأميركي من حدائق البيت الأبيض، إنّ الحديث عن إجراءات العزل تشكّل "استمرارا لأكبر حملة مطاردة في التاريخ... وهذا يثير غضبا هائلاً". 
وفي أول تصريح إلى الصحافة منذ أحداث الكونغرس في 6 كانون الثاني، قال: "لا أريد عنفاً".
 
وفي خضم الاضطرابات التي تشوب الايام الأخيرة من ولايته، برّر ترامب خطابه أمام مناصريه يومذاك باعتباره "مناسبا تماما"، مندداً في الوقت نفسه ب"الخطأ الكارثي" لوسائل تواصل اجتماعي قررت وقف حسابه.
 
وكان ترامب التقى ليل الاثنين نائبه مايك بنس، الذي قرر على ما يبدو تشكيل جبهة مشتركة معه، في الوقت الحاضر، ضد الديموقراطيين رفضا للدعوات إلى عزله استنادا إلى التعديل الخامس والعشرين الذي ينص عليه الدستور.
 
وكان من المقرر أن ينطلق الرئيس الأميركي إلى ألامو في جنوب تكساس صباحا بالتوقيت المحلي، لكن البيت الأبيض بقي متحفظا في شأن برنامج الثلثاء في هذه الولاية الكبيرة المتاخمة للمكسيك.
 
والهدف من هذه الرحلة وفق الرئاسة؟ "لمناسبة استكمال أكثر من 640 كيلومترا من الجدار الحدودي مع المكسيك الذي وعد بإنجازه، إضافة إلى إبراز جهود حكومته لإصلاح نظام هجرة يشوبه خلل".
 
لكن الجدار "العظيم الرائع" الذي وعد به ترامب في حملته عام 2016 لا  يزال بعيدا جدا عن أن يستكمل.
 
ومن ذاك المجموع، تم بناء عشرين كيلومترا فقط في مساحة لم يكن فيها حاجز مادي سابقا. أما بقية الجدار، فهي عبارة عن تحسينات و/أو تعزيزات لحواجز قائمة.
 
والمكسيك لم تدفع ثمن الجدار كما وعد قطب العقارات.
 
"إجراءات عزل للمرة الثانية"
في الأثناء، يتواصل في واشنطن الإعداد لإجراء من شأنه أن يسجل في التاريخ، وقد يرهن المستقبل السياسي المحتمل لترامب لأنّه قد يصير أول رئيس أميركي يواجه مرتين نص اتهام في الكونغرس ضمن إجراء عزل.
 
وسينظر الكونغرس في نص الاتهام اليوم على أن يجري تصويتا في اليوم نفسه.
 
ومن المتوقع أن يتم تبني النص بسهولة، إذ يدعمه عدد كبير من الديموقراطيين في مجلس النواب. وهذا يعني فتح إجراء عزل ثان بحق الرئيس الأميركي.
لكن الشك يبقى محيطا بمسار ونتيجة المحاكمة التي يفترض ان تجري لاحقا في مجلس الشيوخ والذي يعد حاليا غالبية جمهورية. وسيتولى الديموقراطيون السيطرة عليه في 20 كانون الثاني،  لكنهم سيكونون في حاجة لجمع أصوات العديد من الجمهوريين من أجل بلوغ غالبية الثلثين المطلوبة لادانة الرئيس.
ومن شأن محاكمة ترامب في مجلس الشيوخ، أن تعرقل العمل التشريعي للديموقراطيين في بداية عهد بايدن، إذ سينحصر عمل المجلس بهذه القضية.
في موازاة ذلك طلب الديموقراطيون، ان يتم اعتماد مشروع قرار بالاجماع يطلب من بنس إقالة ترامب عبر تفعيل التعديل الخامس والعشرين من الدستور.
وأكدت الرئيسة الديموقراطية لمجلس النواب الاميركي نانسي بيلوسي الاثنين، أن الجمهوريين "يعرّضون أميركا للخطر" عبر "تواطئهم" مع ترامب، الذي تتهمه ب"التحريض على تمرد دام ضد أميركا" على خلفية احداث مبنى الكابيتول.
 
وقالت:"ندعو نائب الرئيس للردّ في غضون 24 ساعة بعد تبنّي" النصّ.
 
ويمثل اللقاء وجها لوجه بين ترامب وبنس تحولا بعد توتر العلاقات بينهما عقب أحداث 6 كانون الثاني. وعلى رغم الضغوط التي مارسها ترامب، أعلن بنس في رسالة، أنه لن يعارض المصادقة على نتائج الانتخابات الرئاسية أمام الكونغرس، مما أثار غضب الرئيس وأنصاره.
 
وسيؤدي الرئيس المنتخب جو بايدن القسَم في 20 كانون الثاني لتولي الرئاسة خلفا لترامب، في حفل سيقام في الباحة الخارجية لمبنى الكابيتول، الذي يضم مجلسي النواب والشيوخ اللذين يتألف منهما الكونغرس.
 
وأعلن البنتاغون الإثنين، أنه سمح بنشر 15 ألف عنصر من الحرس الوطني خلال مراسم تنصيب بايدن.
 
ودعا بايدن إلى ملاحقة كل المتورطين في "اقتحام" مبنى الكونغرس الأربعاء الماضي، خلال أعمال عنف أوقعت خمسة قتلى وأثارت صدمة في أميركا والعالم.
في غضون ذلك، نقلت صحيفة "الواشنطن بوست"  عن مصادرها أن زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ شاك شومر يفكر في اللجوء إلى حالة الطوارئ، لدعوة أعضاء المجلس للاجتماع قبل 19 يناير/كانون الثاني الجاري، للتصويت على محاكمة ترامب.
 
ونقلت الصحيفة أن الديمقراطيين يبحثون في إمكان نقل المحاكمة إلى اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ بدل الهيئة العامة، لتوفير الوقت، وأن الرئيس المنتخب جو بايدن أبلغ رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، أنه سيركز على وظيفته بعد التنصيب، وسيترك لها حرية التعامل مع المحاكمة.
كما قالت المصادر إن مسؤولي البيت الأبيض ليست لديهم خطة بعدُ للتعامل مع معركة المحاكمة، وإنهم لا يدافعون عن سلوك ترامب أمام مجلس الشيوخ، لكنهم يضغطون للسماح له بمغادرة منصبه بهدوء.
 
وذكرت المصادر أن جاريد كوشنر مستشار ترامب، يطلب من الحلفاء في مجلس الشيوخ مجادلة الديموقراطيين بأنه ليس هناك وقت كاف لإجراءات المحاكمة.   
 
تهديد باغتيال ديموقراطيين
وعلى الصعيد الأمني، قال رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب آدم شيف، إن الأولوية بالنسبة له هي بذل كل ما في وسعه لتأمين البلاد من التهديد اليومي والرئيس ترامب في منصبه.
 
وأضاف في لقاء مع شبكة "إم إس إن بي سي"،  أن المجلس يريد أيضا التأكد من أن ترامب لن يعود للحياة السياسية ليهدد أمن البلاد من جديد.
 
وفي السياق، أفاد موقع "هافنغتون بوست"، بأن شرطة الكونغرس حذرت مشرعين ديموقراطيين من 3 مخططات لتظاهرات ضخمة محتملة خلال الأيام المقبلة، وقت يجري التحضير لمراسم تنصيب الرئيس المنتخب الأسبوع المقبل.
 
ويتضمن أحد المخططات محاصرة متمردين مباني الكونغرس والبيت الأبيض والمحكمة العليا، ومن ثم منع الديموقراطيين من دخول الكونغرس، وربما اغتيالهم، من أجل أن يسيطر الجمهوريون على الحكومة.
 
وأبلغت الشرطة النواب الديموقراطيين، في مكالمة خاصة مساء الاثنين، أنها تراقب هذه المخططات التي قد تشكل تهديدا لأعضاء الكونغرس.
 
بومبيو يلغي آخر زيارة  
في تطور آخر، ألغى وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو آخر زيارة له إلى الخارج كوزير للخارجية الأميركية، كانت مقررة اليوم إلى بلجيكا.
 
وقرر وزير الخارجية الاميركي، وهو أحد أكثر الوزراء إخلاصا للرئيس الجمهوري المنتهية ولايته، البقاء في واشنطن لتسهيل "انتقال سلس ومنظم" للسلطة مع فريق بايدن وفقا لبيان وزارة الخارجية.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم