الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

هدنة هشّة في ناغورني قره باغ: قصف ليلي استهدف مناطق مدنيّة... واتّهامات متبادلة

المصدر: أ ف ب
رجال إنقاذ يبحثون عن ناجين في ركام مبنى تعرض للقصف في مدينة كنجه بأذربيجان (11 ت1 2020، أ ف ب).
رجال إنقاذ يبحثون عن ناجين في ركام مبنى تعرض للقصف في مدينة كنجه بأذربيجان (11 ت1 2020، أ ف ب).
A+ A-
تبادلت القوات الأرمينية الانفصالية في ناغورني قره باغ والجيش الأذربيجاني، الأحد، التهم بعدم احترام هدنة دخلت حيز التنفيذ السبت، وبمواصلة قصف مواقع مدنية. 

وبعد ظهر الأحد، لم يجر إعلان أي تبادل للأسرى أو للجثث، وهو واحد من بنود وقف إطلاق النار الإنساني الذي تم التفاوض عليه في موسكو ويفترض أنه دخل حيز التنفيذ اعتباراً من السبت الساعة 08,00 ت غ. 

واتهمت أذربيجان الانفصاليين الارمن بعدم احترام شروط الهدنة، وتحدثت عن تعرض مدينة غاندجا ثاني كبرى مدن أذربيجان للقصف، ومقتل تسعة مدنيين. 

وندد الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف في تغريدة بـ"انتهاك سافر لوقف إطلاق النار" و"بجريمة حرب".

وقال وقيف ديارغاهلي، المتحدث باسم وزارة الدفاع الأذربيجانية، لفرانس برس: "لا تحترم القوات المسلحة الأرمينية الهدنة الإنسانية وتواصل الضربات الصاروخية والمدفعية على مدن وقرى وأذربيجان". 

من جهته، صرّح المتحدث باسم وزارة الدفاع الأرمينية أرسترون هوفهانيسيان: "أمس كما اليوم، تواصل (أذربيجان) قصف (العاصمة الانفصالية) ستيباناكرت، ومدناً أخرى، مستهدفةً السكان المدنيين ومواقع عسكرية أرمينية". 

في غاندجا، شاهد صحافيون في فرانس برس مسعفين أذربيجانيين وهم يرفعون أنقاض مبنى مدمر وينتشلون من تحته جثتين. 

في المجمل، تدمّرت تسع شقق بحسب شهود جراء ضربة عند الساعة 02,00 بالتوقيت المحلي (22,00 ت غ) في المدينة.

- اتهامات واتهامات مضادة -

وروت أكيفا بايراموفا (64 عاماً) التي ظهرت كدمة حول عينها، أن "حجرة سقطت على وجهي، غطيت عينيّ فسقطت حجرة أخرى. قلت في نفسي، ما هذا ولم أتمكن من رؤية شيء، كان كل شيء مغطى بغيمة من الغبار".

وقال زاغيت علييف أحد سكان المنطقة ويبلغ 68 عاماً، "إنهم وحشيون، ليسوا بشرا. إن الحرب يجب أن تحصل مع عسكريين ونحن مدنيون. كنا نائمين".

من جهتها، نفت سلطات الانفصاليين الأرمن في ناغورني قره باغ  قصف غاندجا. وقالت "إنها كذبة مطلقة". 

وأشار الزعيم الأرمني الانفصالي أراييك هاروتيونيان، صباح الأحد، إلى أن قواته تحترم "اتفاق وقف إطلاق النار"، متحدثاً عن وضع "أكثر هدوءاً" من اليوم السابق. 

وشهدت عاصمة الإقليم ستيباناكرت ما لا يقلّ عن ثلاث جولات قصف خلال الليل، وفق صحافيين في فرانس برس. وبعد الظهر، كان يمكن سماع دوي ضربات مدفعية بعيدة من خط الجبهة. 

وحذّر هاروتيونيان من أنه "ما دام اطلاق النار مستمرا، لن يحصل تبادل للأسرى".

وتفاوض بشأن الهدنة الإنسانية وزيرا خارجية أرمينيا وأذربيجان في روسيا برعاية الخارجية الروسية. 

ودعا وزيرا الخارجية التركي والروسي بحسب بيان روسي بعد مكالمة هاتفية إلى "ضرورة الاحترام الصارم لكل أحكام" الاتفاق. 

من جهته، ندد البابا فرنسيس بـ"هدنة تبدو هشة جداً".

وانفصل إقليم ناغورني قره باغ، الذي يشكل الأرمن غالبية سكانه، عن أذربيجان بعد حرب مطلع تسعينات القرن الماضي أسفرت عن ثلاثين ألف قتيل. ومذاك تتهم باكو يريفان باحتلال أرضها وتحصل جولات عنف بشكل منتظم.

والمعارك التي تتواجه فيها منذ 27 أيلول قوات ناغورني قره باغ المدعومة من يريفان والقوات الأذربيجانية، هي الأخطر منذ وقف إطلاق النار المعلن عام 1994.

- مئات القتلى -
وأُحصي سقوط أكثر من 500 قتيل في المعارك الأخيرة، بينهم نحو ستين مدنياً، في حصيلة قد تكون في الواقع أكبر بكثير، إذ إن أذربيجان لا تعلن عدد القتلى في صفوف جنودها وكل معسكر يدّعي أنه قتل آلاف الجنود من المعسكر المقابل.

لا يزال الواقع على الأرض غير واضح إذ إن كل معسكر ينفي بشكل قاطع التقدم الذي يزعم المعسكر الآخر أنه حققه. وتؤكد أذربيجان أنها  سيطرت على عدد كبير من القرى، في حين تقول قوات ناغورني قره باغ أنها تصدّ الجيش الأذربيجاني.

وتم التوصل إلى الهدنة في موسكو بعد عدة دعوات وجهها المجتمع الدولي وخصوصاً مجموعة مينسك التي ترأسها روسيا وفرنسا والولايات المتحدة وتؤدي دور الوسيط في هذا النزاع.

وحذّرت أذربيجان التي تحظى بدعم تركيا، من أن عملياتها العسكرية لن تتوقف نهائياً إلا في حال انسحاب الأرمن من ناغورني قره باغ.

وثمة مخاوف من تدويل النزاع إذ إن أنقرة تشجّع باكو على الهجوم فيما موسكو مُلزمة معاهدة عسكرية مع يريفان.

وتركيا متهمة أيضاً بإرسال مقاتلين موالين لها من سوريا للقتال في صفوف الأذربيجانيين، الأمر الذي تنفيه باكو.

واعتبر الرئيس الأذربيجاني، في مقابلة نُشرت الأحد في روسيا، أن أنقرة "يجب أن تؤدي دوراً متزايداً في المنطقة وفي حلّ النزاع".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم