الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

11 أيلول و"كوفيد-19"... صدمات وطرق علاج مختلفة

المصدر: "النهار"، "سي أن أن"
رجل يرتدي قناعاً للوقاية من كورونا (تعبيرية- أ ف ب).
رجل يرتدي قناعاً للوقاية من كورونا (تعبيرية- أ ف ب).
A+ A-
 
استعرضت كبيرة علماء النفس في "مركز ستيلا" لمعالجة المشاكل النفسيّة الناجمة عن الصدمات شونا سبرينغر سلسلة نقاط تساعد الناس على الخروج من الصدمات النفسية التي يمكن أن ترافقهم بعد الكوارث الكبيرة. وهذا ما حصل مع الأميركيين بعد هجمات 11 أيلول وما يحصل معهم ومع غيرهم حاليّاً خلال مواجهة فيروس "كورونا". 
 
سبرينغر، وهي واحدة من أبرز الخبراء الأميركيّين في هذا المجال، كتبت مقالاً في شبكة "سي أن أن" ذكرت فيه كيف عانت المواطنة كايت كولبرت من صدمة نفسيّة بعدما تمّ تشخيصها بفيروس "كوفيد-19" في أواخر آذار. بكت كولبرت وقالت إنّها لم تشعر أبداً بأنّها "متروكة إلى هذا الحدّ". وتابعت أنّ الناس لا يزالون يعاملونها على أنّها "مصابة بالطاعون". وتوضح أنّه منذ آذار، لم يدخل منزلها سوى والدتها وصديقتها ورجل صيانة.
 
تذكر سبرينغر أنّ فيروس "كورونا" قد يكون أبرز صدمة جماعيّة منذ عقد لكنّه يذكّر المراقبين بالصدمة الناجمة عن هجمات 11 أيلول. بإمكان الصدمة الجماعية أن تنتج حالة مطوّلة من "الاستجابة المزمنة للتهديد" أي الحالة المستمرة للوضعيّة المفرطة في البحث عن النجاة. وأفاد 20% من الذين أدرِجوا في السجلّ الصحّي بعد هجمات 11 أيلول أنّهم واجهوا عوارض جديدة لاضطراب ما بعد الصدمة بعد خمس أو ست سنوات على الحدث.
 
غالباً ما يتأرجح تأثير الصدمة، ولا تتوفر المساعدة دوماً عند الحاجة إليها. قال ربع المعانين من عوارض اضطراب ما بعد الصدمة أو الاكتئاب إنّهم لم يحصلوا على العناية النفسية حين احتاجوا إليها السنة الماضية. وقد يخسر الأشخاص أصدقاءهم بفعل الانتحار عقب التعرّض للصدمة.
إنّ الفترة التي تلي الخسارة الصادمة تكون مؤلمة وشاملة. عقب المأساة، يكتشف العديد من الناجين أنّ عائلاتهم وأصدقاءهم ليسوا داعمين كما أمِلوا، أو ليسوا داعمين على الإطلاق. في بعض الأحيان، يكون الناس مرتاحين وأحياناً أخرى لا يكونون كذلك. إنّ الصدمة تخلق غموضاً يجعل التعافي صعباً بحسب الاختصاصية في علم النفس. 
 
وفقاً لكولبرت، يريد الناس ربط الأمور بتفاصيل صغيرة: "هل أنتِ مريضة أم غير مريضة؟ هل أرسل لكِ بطاقة، أم يمكنني شطبك عن لائحة الصلاة حاليّاً؟" توضح تداعيات الصدمة من يقف إلى جانبك وهذا الإيضاح يمكن أن يضيف المزيد من الأسى. بالنسبة إلى من يلتقط عدوى "كورونا"، قد يكون أصعب تحدّ مستدام هو الوحدة، تشرح سبرينغر.
 
إنّ مسار التعافي من حادثين صادمين قد يكون مختلفاً جداً. خلال هجمات 11 أيلول وتفجيرات لندن كان المضيّ قُدُماً شكلاً من أشكال التحدّي النفسيّ. بعد تفجيرات لندن، كانت المعنويات عليا في بعض أكثر المناطق تعرّضاً للضرر في لندن. 
على العكس من ذلك، يقسّم "كوفيد-19" البشر بطريقة وحشيّة وصادمة وهو يحتلّهم فيزرع بذور العجز والغياب المتبادل للثقة والخوف المعرقل. من المرجح أن يكون لاضطراب ما بعد الصدمة تأثيرات دائمة. بعكس هجمات 11 أيلول، لا يخاف الناس من التقاط "عدوى" الهجمات الانتحارية كما هي الحال مع "كورونا".
تشبّه كولبرت تعرّضها للّوم الشخصيّ والرفض الاجتماعيّ بعد الإصابة بالفيروس بما تعرّض له مرضى "الأيدز" سابقاً. ويمكن أن تتسبّب بعض الصدمات بإزالة شعور المرء بانتمائه إلى المجتمع. تقول كولبرت إنّها في هذه الأيّام لا تستطيع التمييز بين الصديق والعدوّ. وتضيف: "الناس الأكثر طيبة يأسفون لأجلي، الخائفون وحشيّون وغير المبالين نسونني. لكنّني لا أزال أنا، ولا أزال هنا، وأنا لست بخير".
وتطرح سبرينغر ثلاث طرق للتعامل مع هذه الحالات.
 
تحديد ثلاثة أشياء بإمكننا القيام بها والتحرّك:
إنّ التحرّك بناء على غاية قائمة على قيمنا من دون تعريض الآخرين للخطر هو طريق لإيجاد معنى وسط الفوضى. وهذا يساعدنا على استعادة "روحنا المقاتلة".
عوضاً عن التركيز على التباعد الاجتماعي، فلنتواصل عن بعد
ويقوم ذلك على التواصل مع أشخاص من الدائرة الضيقة والموثوق بهم للتحدّث معهم يوميّاً ضمن مبدأ المداورة. وهذا يشكّل مرساة في عاصفة مثاليّة من الضغط النفسيّ.
 
التطوّر في علاج الصدمة سبب لأمل جديد
تكتب سبرينغر عن مجموعة من العلاجات الواعدة التي تستهدف العوارض البيولوجيّة والنفسيّة للصدمة. وتختم مقالها محفّزةً قرّاءها على تخطّي الصعاب:
"يجب على ضغوط ما بعد الصدمة ألّا تكون عقوبة بالسجن المؤبّد، لذلك أطلبوا المساعدة ولا تستسلموا".
 
 
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم