الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

هكذا تنهار القوات الأفغانية أمام "طالبان"

المصدر: "النهار"
مقاتلون من طالبان (2018) - "أ ف ب"
مقاتلون من طالبان (2018) - "أ ف ب"
A+ A-

لا تزال ترددات الانسحاب الأميركي من أفغانستان تتفاعل ميدانياً. ذكرت مجلة "إيكونوميست" البريطانية كيف تساقطت الأقاليم تلو الأخرى بين أيدي حركة "طالبان" في ولاية بلخ الأفغانية. وحصل أمر مماثل في مناطق شمالية أخرى من البلاد. أثار سقوط أجزاء واسعة من ولاية بلخ مخاوف خاصة لأن تلك الولاية معروفة بكونها قلعة للمقاومة ضد الحركة.

اللافت في تقرير المجلة البريطانية تسليط الضوء على إنفاق واشنطن وحلفائها مليارات الدولارات على تدريب وتجهيز القوات الأفغانية كي تعتمد على نفسها في يوم من الأيام. لكن ذلك لم يحصل إلى درجة أنّ هذه القوات بدأت تنهار حتى قبل مغادرة الأميركيين. لقد سقطت أقاليم كثيرة لا بفعل الحروب وإنما ببساطة بفعل تسليمها إلى "طالبان".

استسلم الجنود ورجال الشرطة جماعاتٍ جماعات تاركين خلفهم أسلحة وذخائر أميركية مكدسة وأساطيل من العربات العسكرية. حتى عندما كانت القوات الأميركية تغادر قاعدة باغرام الجوية، انشغل أكثر من ألف جندي أفغاني بالهروب إلى طاجيكستان. وقال ديبلوماسي غربي إن "الكل مصدوم بالسرعة التي انهار فيها" الوضع الأمني.

وانهيار المعنويات سبب كبير في ما يحدث. يتذمر الجنود من أن قادتهم يتركونهم وحيدين في المعارك من دون ذخيرة أو طعام أو رواتب. قيّد الانسحاب الأميركي الدعم الأطلسي الجوي الذي اعتمدت عليه أفغانستان والذي لا تعوضه القوات الجوية الأفغانية الضعيفة.

تقدّر مؤسسات رأي أميركية أنّ "طالبان" تسيطر على نصف الأقاليم البالغ عددها حوالي 400. ترفض كابول هذا الأمر وتقول إنّ الانسحابات كانت موقتة وسيتم عكسها. وتبادل الطرفان السيطرة على مناطق أفغانية مرات عدة. وثمة أقاليم بعيدة ولا تمثل أهمية استراتيجية كبيرة للحكومة. لكن سلسلة الانتصارات أعطت الحركة الزخم ويقلق الديبلوماسيون من أنّ هذا الأمر سيستمر.

روّجت الحركة لدعاية سياسية حول تقدمها المتصاعد وحول تعاملها بطريقة جيدة مع من يستسلمون لها. وسئم العديد من الافغان من حكومة بعيدة وفاسدة لا تؤمّن الكثير لمواطنيها. قد لا تعجبهم قيود "طالبان" لكنهم غير حريصين على الهيكل الحالي أيضاً. وفي مكتب التصديق على جوازات السفر في كابول، ينتظر آلاف الأفغان، ساعات إن لم يكن أياماً، لإنهاء معاملاتهم. إيران وباكستان وتركيا ودول آسيا الوسطى هي خيار شعبي للتوجه إليها، لكن الجائحة صعّبت السفر على الجميع.

تابعت المجلة كاتبة أنّ الجيش يبدو يائساً لكن أيضاً الحكومة الأفغانية التي تحاول تعبئة الميليشيات لمساعدة قواتها الرسمية. لكن احتمال إطلاق يد ميليشيات أمراء الحرب يذكّر الأفغان برعب فترة التسعينات.

في هذه الأثناء، لا تظهر "طالبان" اهتماماً بمفاوضات جدية مع كابول. لكنها لا تسيطر لغاية اليوم على أي بلدة أو مدينة كبرى، إذ قد ينقصها العدد لذلك. وفي السابع من تموز، فشلت في السيطرة على بلدة قلعة النو الصغيرة. والاستيلاء على أي مدينة يتسبب بصداع للحركة. فهي فاشلة في تأمين الخدمات الحكومية.

يقول المراهق أمير محمدي من مدينة مزار شريف القريبة من ولاية بلخ: "يبدو أن الوضع سيزداد سوءاً. من الأفضل المغادرة". وتكتب المجلة ختاماً أن هذا الشعور مشترك مع واشنطن.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم