الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

ماذا لو انضمت إيران إلى الاتحاد الاقتصادي الأوراسي؟

المصدر: "النهار"
بوتين (أ ف ب).
بوتين (أ ف ب).
A+ A-

يبدو أنّ روسيا وإيران تستعدّان لعقد تحالف ميدانيّ جديد قد يقدّم لهما مكاسب على المدى الطويل. يمكّنهما هذا التحالف من مواجهة الغرب كما من تعزيز نفوذهما في جوراهما القريب وتفادي أي تحولات إقليميّة تناقض مصالحهما المباشرة.

 

كتب بول غلوب في "مؤسسة جايمس تاون" أنه بعد انفراط الاتحاد السوفياتي، سعت روسيا إلى إقامة اتفاقات مع دوله السابقة لإدارة العلاقات بينها وربّما لإعادة توحيدها في وقت لاحق. لعل أبرزها "رابطة الدول المستقلة". لكن بمرور الوقت، فقدت الرابطة نفوذها وبعض أعضائها كما حصل مع أوكرانيا.

 

في هذا الإطار، دفعت روسيا باتجاه إقامة هيكليات أخرى داخل الرابطة من أجل إبقاء الباب مفتوحاً لتعاون أوثق مع موسكو. لذلك أسست موسكو الاتحاد الاقتصادي الأوراسي في 2014 والذي ضم إلى جانبها أربعة أعضاء وهي بيلاروسيا وقازاقستان وقرغيزستان وأرمينيا.

 

ينتظر المراقبون ما إذا كانت روسيا ستضم إيران إلى هذا الاتحاد، علماً أن المحللين الروس يعتقدون أن هذا الأمر سيتحقق في المستقبل غير البعيد جداً. سيساعد هذا التطور كلتا الدولتين على الالتفاف أكثر حول العقوبات الأميركية وعلى التعاون في القوقاز عقب اندلاع النزاع الأرميني-الأذري. كما سيساعد إيران أيضاً على تخطي وضعها المنبوذ دولياً.

 

عضوية إيران في هذا الاتحاد ستمثل تحدياً للجهود الغربية والتركية في الترويج للتجارة "الشرقية-الغربية" عبر القوقاز وقزوين، من خلال تعزيز ممرّ "الشمال-الجنوب" من روسيا مروراً بإيران وصولاً إلى الهند. وكانت إيران وروسيا تعملان بشكل أوثق خلال الأشهر القليلة الماضية للالتفاف حول العقوبات وتعزيز مصالحهما في جنوب القوقاز. يعارض الغرب أي خطوة تعطي إيران دعماً دولياً أكبر وحرية حركة أوسع، وهو ما سيتحقق بفعل انضمامها إلى الاتحاد الاقتصادي الأوراسي.

 

بذلك، تهيمن الدولتان على المنطقة لضمان ألا تبتعد تركيا ودول القوقاز وآسيا الوسطى عن موسكو. وإن لم يتعزز ممر الشمال والجنوب قد تصبح هذه الدول أكثر استقلالاً عن موسكو مع إيجاد ممر بديل إلى الأسواق الدولية في الغرب.

 

يضيف غلوب أن بعض المحللين الروس بدأوا بالاحتفال باكراً بانضمام أرمينيا إلى هذا الاتحاد كما فعل المعلّق فلاديمير بافلينكو الذي رأى أن المزايا الاقتصادية لهذه العضوية ضعيفة أمام المزايا الجيوسياسية. وتشمل الأخيرة إمكانية صد التحركات التركية والغربية في المنطقة وتوسيع النفوذ الروسي صوب الهند والشرق الأوسط وحتى الحصول على ما سعت موسكو إليه طويلاً: ميناء في الجنوب مطل على المياه الدافئة.

 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم