الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

هل فاقم كوفيد-19 اللامساواة في توزيع الثروة العالمية؟

المصدر: "النهار"
صورة تعبيرية عن اللامساواة - "أ ف ب".
صورة تعبيرية عن اللامساواة - "أ ف ب".
A+ A-

انتقدت هيئة التحرير في صحيفة "وول ستريت جورنال" التقرير الأخير الصادر عن "مختبر اللامساواة العالمية" وهو مؤسسة رأي أنشأها عالم الاقتصاد الفرنسي توما بيكيتي. وذكرت الصحيفة أنّ الخلاصة الكبيرة لهذا التقرير كامنة في تشكيل سنة 2020 "وقتاً عظيماً" كي يكون المرء مليارديراً، إذ شهدت سنة الوباء أكبر زيادة على الإطلاق في حصة المليارديرات من الثروة العالمية.

 

وشهد أثرى 0.01% من شخصيات العالم، وهو نادٍ يضم 520 ألف عضو، زيادة في حصتهم من الثروة من قرابة 10 إلى 11%. بينما شهد المليارديرات المتبقون زيادة حصتهم إلى 3.5% من إجمالي الثروة العالمية بعدما كانت حوالي 2% قبل الوباء.

 

تضع الصحيفة جانباً المخاوف بشأن البيانات والمنهجية التي تبتلي أي محاولة لقياس الثروة وتشير إلى أنّ الأرقام ليست مذهلة بمقدار ما تبدو عليه. على سبيل المثال، يقول معدّو التقرير إنّ القيود التي فرضتها الجائحة أرخت بثقلها على مداخيل العائلات، خصوصاً الفقيرة منها. ولهذا السبب، رفضت هيئة التحرير الإغلاقات. وتضيف أنّ معدي التقرير يَبدون أقل اهتماماً بما أطلق الزيادة المفترضة في ثروة كبار الأغنياء.

 

إنّ السياسات النقدية التي أدّت إلى ارتفاع أسعار الأصول هي مشتبه أساسي بها، خصوصاً في العالم النامي حيث ارتفعت قيمة الأصول المالية. وأخبر المعدّ الأساسي للتقرير لوكاس تشانسيل الصحيفة أنه "من المبكر جداً بالنسبة إلينا اتخاذ موقف نهائي" بشأن تأثير السياسات النقدية أو السياسات الأخرى على هذا المسار.

 

تشير هيئة التحرير إلى أنه من دون فهم كامل لما يتسبب بمستوى من اللامساواة، يستحيل القول إنّ اللامساواة هي مشكلة. عوضاً عن ذلك، تابعت الصحيفة، يَفترض المؤلّفون أنّ اللامساواة سيئة ويركّزون على الاتجاهات الأطول مدى التي يُفترض أنها تُظهر استمرار الأنماط الكولونيالية أو الإمبريالية في توزيع الثروة.

 

ولفتت الصحيفة إلى أنه على الرغم من بذل أفضل الجهود لإخفاء الأخبار الجيدة، ثمة تلميحات إليها. هنالك مقطع أوردته الصفحة 61 يظهر أنّه منذ سنة 1980، شهد 50% من أصحاب المداخيل حول العالم زيادة على تلك المداخيل بمقدار يترواح بين 50 إلى 200%. وثمة رسم بياني في الصفحة 15 يظهر أنه منذ سنة 1995، ازدادت ثروة أفقر 50% حول العالم بما يساوي 3 إلى 4% سنوياً.

 

بحسب الصحيفة، يفتقر هذا التحليل إلى مقياس مطلق. حيث تظهر البيانات، هي تبيّن أنّ الفطيرة (الثروة) العالمية قد نمت بسرعة خصوصاً في العقود الأخيرة، تاركة معظم الناس مع قطعة أكبر. إنّ نسبة الناس الذين يقبعون تحت خط الفقر المحدد وفقاً للبنك العالمي بـ1.90 دولار في اليوم وصلت إلى 9.3% سنة 2017، وهي النسبة الدنيا على الإطلاق.

 

عوضاً عن تفحّص أسباب توسّع الفطيرة، يبني بيكيتي مسيرة يشدّد فيها على كيفيّة تقسيم السياسيين الفطيرة وإعادة توزيعها. يشتكي تقرير الثلاثاء من أن الحكومات أصبحت مؤخراً أقل ثراء بكثير، وهو أمر قد يكون صحيحاً من حيث القيمة الصافية في بعض الأماكن، بما أنّ بعض العواصم خصخصت الأصول المملوكة من الدولة ثم اقترضت خلال الجائحة. لكنّ الخصخصة كانت بشكل عام دافعاً للازدهار وفقاً للصحيفة، ومحاولة عكس ذلك عبر فرض الضريبة على الثروة والمزيد من السيطرة الحكومية، كما يفكر بيكيتي واليسار، سيترك ثروة عالمية أقل ليتم تقاسمها.

 

ورأت هيئة التحرير أنّ اللامساواة الحقيقية التي نجمت عن الجائحة هي تلك التي تسببت بها السياسات الحكومية. لكن يصعب الثقة بأنّ الحكومات هي التي ستعكس سياساتها. النمو الاقتصادي الخاص سيتوجب عليه فعل ذلك، وبعض المساهمات في ذلك سيموّلها المليارديرات أنفسهم كما ختمت الصحيفة.

 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم