اشترِك في نشرتنا الإخبارية
مفاوضات فيينا النووية في سباق مع الزمن
10-04-2021 | 00:48
المصدر: النهار
اختتمت في فيينا أمس مباحثات استمرت 4 أيام، بحثاً عن تسوية تفضي لعودة إيران والولايات المتحدة لالتزام الاتفاق النووي، وقد بدأ الطرفان مفاوضات حول ملف المعتقلين.
وجاء في بيان للاتحاد الأوروبي، أن "المشاركين أخذوا علما بمحادثاتنا البناءة والتي تتمحور حول النتائج".
وكتب السفير الروسي في فيينا ميخائيل اوليانوف على تويتر أن ايران والصين وبريطانيا وفرنسا والمانيا وروسيا "استعرضت العمل الذي اجراه الخبراء في الأيام الثلاثة الماضية ولفتوا بارتياح الى التقدم الاولي الذي تحقق". وأضاف أن الديبلوماسيين من الدول التي لا تزال موقعة على الاتفاق الذين اجتمعوا في فندق بوسط فيينا "سيجتمعون مجددا الأسبوع المقبل للحفاظ على الدينامية الايجابية".
وهذا الاجتماع سيعقد الأربعاء على مستوى نواب الوزراء كما جاء في بيان لوزارة الخارجية الإيرانية.
وقال رئيس الوفد الإيراني عباس عراقجي: "لدينا الإرادة لمواصلة ما بدأناه في فيينا شرط توفر الإرادة والجدية لدى الطرف الآخر، وإلا لن يكون هناك أي داع لمواصلة المفاوضات". وأكد بأنه "فقط بعد التحقق" من رفع العقوبات تكون ايران "مستعدة لانهاء اجراءاتها التصحيحية والعودة الى التطبيق الكامل للاتفاق النووي".
وكتب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على تويتر "جميع عقوبات ترامب كانت مخالفة لخطة العمل الشاملة المشتركة ويجب رفعها من دون تفريق".
ولعب الاتحاد الاوروبي دور الوسيط للديبلوماسيين الأميركيين الذين نزلوا في فندق آخر. واجتمعت مجموعتا خبراء، حول رفع العقوبات والمسائل النووية، خلال الأسبوع لدرس الاجراءات التي يمكن ان تتخذها ايران والولايات المتحدة لتسهيل العودة الى الاتفاق.
إلى ذلك، صرح المندوب الصيني لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية السفير وانغ تشون، إن الأطراف في سباق مع الزمن لعودة الولايات المتحدة وإيران للالتزام بالاتفاق النووي. وقال: "قلصت جميع الأطراف خلافاتها ونشهد في الواقع حالة من الزخم لتوافق تدريجي آخذ في التبلور"، مضيفاً أن المناقشات ستكون مكثفة بين مجموعتي العمل وديبلوماسيين كبار الأسبوع المقبل.
وسيغادر الحاضرون فيينا للتباحث والتشاور في بلدانهم، على أن يعودوا الأسبوع المقبل لاستئناف جولة جديدة من المباحثات، وذلك بحسب تصريحات لنائب وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي.
وقال ممثل إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية والعضو المفاوض في فيينا كاظم غريب آبادي، إن الطريق الوحيد أمام واشنطن للعودة للاتفاق النووي هو رفع كل أشكال العقوبات. وأوضح أن رفع العقوبات يعني العقوبات المفروضة بموجب الاتفاق النووي، وتلك التي فرضتها إدارة ترامب، والعقوبات غير النووية. وأشار إلى أن اختبار رفع العقوبات يعني تصدير النفط وفق عقود رسمية، والحصول على العوائد عبر البنوك والمصارف بشكل طبيعي. وقال إن مبدأ الخطوة بخطوة لم يعد مطروحا في مفاوضات فيينا ومرفوض كليا.
ورأى مصدر ديبلوماسي أوروبي كبير أنه "نظرا للتعقيد الفني للأوجه النووية والتعقيدات القانونية لرفع العقوبات، سيكون من التفاؤل البالغ الاعتقاد بأن المهمة ستنتهي في غضون بضعة أسابيع".
وقال مسؤولون أميركيون إنه يجري إطلاعهم على ما يدور في الاجتماعات.
وفي وقت متقدم الخميس، صرح الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس، إن بلاده مستعدة لرفع أي عقوبات مفروضة على إيران لا تتسق مع الاتفاق النووي، مؤكدا استعداد واشنطن لاتخاذ الخطوات اللازمة للعودة إلى الالتزام ببنود الاتفاق. وبينما وصف برايس المحادثات النووي بأنها "بناءة"، قال للصحافيين "مع ذلك يجب ألا نسمح للتوقعات بأن تتجاوز ما نحن عليه الآن".
واجتمع ديبلوماسيون من القوى الكبرى على نحو منفصل مع مندوبين من إيران والولايات المتحدة، للبحث في سبل إعادة البلدين للالتزام ببنود الاتفاق الذي انسحبت منه واشنطن قبل 3 سنوات.
ولم تتوقع الولايات المتحدة ولا إيران تحقيق انفراج سريع في المحادثات التي بدأت في فيينا الثلثاء الماضي، والتي قام فيها ديبلوماسيون أوروبيون وآخرون بدور الوسيط، لرفض طهران إجراء مباحثات مباشرة في الوقت الراهن.
في الأثناء، صرحت الناطقة باسم البيت الأبيض جين ساكي، إن هناك مفاوضات مع الإيرانيين عبر قنوات خاصة للإفراج عن معتقلين أميركيين في إيران.
وأضافت ان جهود الإفراج عن المعتقلين الأميركيين سيقودها "ديبلوماسيونا ومفاوضونا من وزارة الخارجية"، موضحة أن هذه المناقشات غالبا ما تثار من خلال قنوات مختلفة مع الإيرانيين، نظرا لحقيقة عدم وجود قنوات مباشرة مع إيران في المباحثات النووية.
