الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

قمّة غير مسبوقة في مونبيلييه جنوب فرنسا: ماكرون يحاور الشباب الإفريقيّين

المصدر: أ ف ب
ماكرون يتحدث الى مشاركين في قمة إفريقيا- فرنسا 2021 في مونبيلييه جنوب فرنسا (8 ت1 2021، أ ف ب).
ماكرون يتحدث الى مشاركين في قمة إفريقيا- فرنسا 2021 في مونبيلييه جنوب فرنسا (8 ت1 2021، أ ف ب).
A+ A-
عقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الجمعة، قمة غير مسبوقة في مونبيلييه في جنوب فرنسا أعطت الكلمة المجتمع المدني، لا سيما شباب أفارقة، قدموا من كل انحاء القارة، وعبّروا بدون تحفظ عن توقعاتهم وغضبهم بشأن الديموقراطية والعلاقة مع فرنسا.

وصل ماكرون، مضيف القمة والرئيس الوحيد في هذا اللقاء الذي يغيب عنه قادة الدول، ظهرا وعقد طاولة مستديرة مع الشباب قبل جلسة عامة مقررة بعد الظهر. في جناح مخصص لاعادة أعمال فنية مسروقة، أعلن ماكرون أن فرنسا ستعيد في نهاية تشرين الاول الى بنين 26 عملا فنيا نهبت من قصر أبومي في 1892 خلال حروب الاستعمار.

وهو يطبق بذلك تعهدا قطعه في تشرين الثاني 2018 في إطار هذه "العلاقة الجديدة" التي تريد فرنسا إقامتها مع القارة والتي تشكل إعادة الأعمال الفنية إحدى نقاطها البارزة.

توجه مشاركون مباشرة الى الرئيس عدة مرات. وقالت له امرأة "لم يعد بامكاني رؤية الشباب الإفريقيين يموت في البحر" المتوسط من أجل الوصول الى أوروبا.

ثم حثه شاب غيني على "دعم الانتقال الغيني" بعد الانقلاب الذي أطاح الرئيس ألفا كوندي في أيلول، فيما وافقه ماكرون الرأي بان "الولاية الثالثة لم تكن مناسبة".

- توقعات واستياء-
للمرة الأولى منذ العام 1973، تاريخ بدء القمم بين فرنسا وإفريقيا، لم توجّه دعوة إلى أي رئيس دولة إفريقية. 

كان لدى الشباب المدعوين من المجتمع المدني الذين قدموا من بوركينا فاسو ومالي وجمهورية الكونغو الديموقراطية والمغرب ودول أخرى، الكثير من الأمور لقولها لفرنسا بشأن الإرث الاستعماري وسياسة تأشيرات الدخول او المساعدة على التنمية.

فور افتتاح القمة التي دعي اليها حوالى ثلاثة آلاف شخص، اجتذبت طاولة مستديرة أطلق عليها اسم "التزام مواطني وديموقراطية" العديد من المشاركين والحضور.

وقال باكاري سامبي مدير معهد تمبكتو: "لدينا أمل ان تشكل مونبيلييه انطلاقة جديدة. ينبغي الاستماع الى الشباب الإفريقيين، فلديه أمور لقولها للعالم ولفرنسا".

من جهته أسف مهدي عليوا استاذ العلوم السياسية في الرباط لما وصفه بأنه "عقاب جماعي" بعد قرار باريس الأخير خفض عدد تأشيرات الدخول للجزائريين والمغاربة والتونسيين وندد بسياسة تأشيرات الدخول باعتبارها "نظام اذلال"، وسط تصفيق الحاضرين.

يشكل موضوع التنقل قلقا كبيرا للشباب الإفريقيين الذي لم يشهد تحول وعود ماكرون قبل اربع سنوات بعد خطابه في واغادوغو، الى واقع ملموس.

موضوع آخر تم التطرق اليه كثيرا، وهو وضع الديموقراطية في القارة الإفريقية والتدخل الفرنسي.

- "خطاب متعال"-
وقالت حبيبة عيسى موسى، وهي طالبة شابة في جامعة إيكس-مرسيليا من أصل نيجيري: "نحن عالقون بين خطاب غربي متعال يريد تثقيف الأفارقة وخطاب حكوماتنا الذي يؤكد أن الغربيين يريدون فرض قيمهم". 

من جهتها، قالت سيبيلا ساميناتو اودراوغو  من بوركينا فاسو إن "الأسئلة الأساسية هنا ليست ريادة الأعمال أو الرياضة - التي ورد ذكرها على نطاق واسع في قمة مونبيلييه- إنها السياسة!" منددة ب"تبعية" إفريقيا لفرنسا.

بعد الظهر يلتقي ماكرون مجموعة من 12 شاباً إفريقياً من مالي وساحل العاج وتونس وجنوب إفريقيا وكينيا. تم اختيار هذه المجموعة بعد حوارات أجراها لأشهر في القارة المفكر الكاميروني أشيل مبيمبي المكلف تنظيم القمة.

وقال ديفيد ميندا كيثوكو وهو لاجئ سياسي من جمهورية الكونغو الديموقراطية في فرنسا، لوكالة فرانس برس: "أود حقا أن أصدق ذلك". واضاف: "لكن لدي الكثير من الشكوك. في ما يتعلق بالعلاقة بين فرنسا وإفريقيا، هناك الكثير من الكلام من جهة ونقص في الشجاعة من جهة أخرى".

في ختام القمة، قد يصدر الرئيس الفرنسي الذي يرجح أن يكون مرشحا لولاية جديدة بعد سبعة أشهر، إعلانات أخرى استناداً إلى اقتراحات مبيمبي، بينها إنشاء صندوق مخصص لدعم مبادرات الترويج للديموقراطية وبرامج تسمح بتنقل الطلاب بشكل أكبر وإنشاء "منتدى أوروبي إفريقي حول الهجرة".

يأتي ذلك في إطار حساس، حيث تواجه فرنسا منافسة متزايدة في مناطق نفوذها السابقة لا سيما من جانب روسيا. كذلك، دخلت باريس في أزمة مفتوحة مع مالي والجزائر، المستعمرتان الفرنسيتان السابقتان.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم