الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

ماريا ريسا... رمز للنضال من أجل حرية الصحافة في الفيليبين

المصدر: أ ف ب
ريسا خلال مقابلة معها عبر الإنترنت في منزلها في مانيلا بعد تلقيها نبأ فوزها بجائزة نوبل للسلام (8 ت1 2021، أ ف ب).
ريسا خلال مقابلة معها عبر الإنترنت في منزلها في مانيلا بعد تلقيها نبأ فوزها بجائزة نوبل للسلام (8 ت1 2021، أ ف ب).
A+ A-
أصبحت الصحافية الفيليبينية المتمرسة ماريا ريسا التي مُنحت جائزة نوبل للسلام الجمعة، رمزا للنضال في سبيل حرية الصحافة خلال فترة حكم رجال أقوياء.

وشاركت المديرة السابقة لمكتب شبكة "سي إن إن" عام 2012 في تأسيس موقع إخباري هو رابلر (Rappler)، جمع التقارير المتعددة الوسائط ومنصات التواصل الاجتماعي ليقدم عرضا جريئا للأحداث الراهنة في الفيليبين.

وكثيرا ما كانت ريسا البالغة 58 عاما، صوتا منتقدا للرئيس رودريغو دوتيرتي وحربه الدامية على المخدرات، ما أدى وفق نشطاء مدافعين عن الإعلام، إلى سيل من الاتهامات الجنائية بحقها وفتح تحقيقات إضافة إلى هجمات على الانترنت استهدفتها وموقع رابلر.

واختارتها مجلة تايم مع صحافيين آخرين شخصية العام 2018، تكريما لعملها المدافع عن حرية الصحافة. لكن اعتقالها أكثر من مرة وإدانتها مرة بالتشهير، سلطا مزيدا من الضوء الدولي عليها وجذبا الانتباه لمعركتها بشكل أكبر.

واضطر موقع رابلر للمحاربة من أجل الصمود فيما اتهمته حكومة دوتيرتي بانتهاك حظر دستوري يمنع الملكية الأجنبية في تأمين التمويل، إضافة إلى اتهامات بالتشهير والتهرب الضريبي.

هاجم دوتيرتي الموقع الالكتروني بالاسم، واعتبره "موقعا إخباريا كاذبا" على خلفية تقرير يتناول أحد أقرب مساعديه.

وقالت ريسا في مقابلة بثت على الانترنت بعد الإعلان عن فوزها بالجائزة: "من أجل مواصلة ما نقوم به، يعيش رابلر مع احتمال تعرضه للإغلاق بشكل يومي، نحن (نقف) على رمال متحركة".

أضافت: "ما يتعين علينا القيام به كصحافيين هو عدم الرضوخ للضغط".

ورغم أن الحكومة قالت إن ليس لها علاقة بأي من الدعاوى القضائية تلك، إلا أن النشطاء المدافعين عن حرية الصحافة يخالفون هذا الرأي.

ولكن خلال الحملة التي تعرضت لها، بقيت ريسا التي تحمل أيضا الجنسية الأميركية، في الفيليبين واستمرت في انتقاد حكومة دوتيرتي رغم ما يحمل ذلك من مخاطر.

وقالت ريسا مؤلفة كتاب "كيف تقف بوجه ديكتاتور"، في مقابلة أجرتها معها وكالة فرانس برس العام الماضي: "لا أعمل بمفردي".
 
وأضافت: "وظيفتي منع السقف من الانهيار، هذا هو الحال منذ مدة... كي تتمكن جماعاتنا من مواصلة العمل".

- "إطلاق نار وتهديدات" -
وأٌفرج عن ريسا أخيرا بكفالة بانتظار بت استئناف ضد إدانتها العام الماضي في قضية تشهير تواجه فيها عقوبة بالسجن تصل إلى ست سنوات.

وتم إسقاط دعويين أخريين ضدها بالتشهير في وقت سابق هذا العام.

وأقرت ريسا، الجمعة، بأنه "في أقل من عامين أصدرت الحكومة الفيليبينية عشر مذكرات توقيف بحقي، وكان الوضع صعبا أحيانا كثيرة".

ومنصبها على رأس موقع رابلر الإخباري يعني أن ريسا تلقت، على ما تُقدّر، ما يصل إلى 90 رسالة مسيئة بالساعة على الانترنت في مرحلة ما أواخر 2016.

وجاءت التهديدات في الأشهر التي تلت تولي دوتيرتي السلطة وإطلاقه التدابير القمعية في إطار حربه على المخدرات، والتي تقدر مجموعات حقوقية بأنها أودت بعشرات آلاف الأشخاص.

كان رابلر من بين المواقع المحلية والأجنبية التي نشرت صورا صادمة لعمليات القتل، وشككت بالأسس القانونية لها.

وأجاز قضاة المحكمة الجنائية الدولية القيام بتحقيق شامل في احتمال حصول جريمة ضد الإنسانية في الحملة الدامية.

وأدى ذلك غلى سلسلة جديدة من التهديدات لريسا التي كانت متمرسة في تغطية نزاعات قبل المشاركة في تأسيس رابلر.

وقالت العام الماضي "بدأت العمل مراسلة عام 1986 وعملت في العديد من الدول في أنحاء العالم، تعرضت لإطلاق نار وتلقيت تهديدات، لكن ليس هذا النوع من الموت البطيء".

وكونها المديرة السابقة لمكتب "سي إن إن" في مانيلا وجاكرتا، تخصصت ريسا بتغطية الإرهاب وتتبعت الروابط بين شبكات دولية مثل القاعدة ومتشددين في جنوب شرق آسيا.

وعادت خريجة جامعة برينستون في وقت لاحق إلى الفيليبين حيث تولت منصب مديرة الأخبار في المجموعة الإعلامية الفيليبينة الكبيرة "إيه بي إس-سي بي إن" ABS-CBN التي دخلت أيضا في صدام مع إدارة دوتيرتي.

ودافعت ريسا بتحدّ الجمعة عن معركتها من أجل حرية التعبير والصحافة المستقلة.

وقالت: "علينا أن نواصل إضاءة النور... علينا الاستمرار بصحافة المساءلة".
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم