الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

لماذا رفع كورونا حرارة العالم موقتاً؟

المصدر: "النهار"
فيروس كورونا تحت المجهر - "أ ب"
فيروس كورونا تحت المجهر - "أ ب"
A+ A-

أظهرت دراسات عدّة أنّ انبعاثات غازات الدفيئة انخفضت خلال السنة الماضية بسبب انتشار جائحة "كورونا" وعرقلتها الاقتصاد الدوليّ. مع ذلك، يبدو أنّ حرارة بعض المناطق ارتفعت قليلاً خلال تفشّي "كورونا". فكيف يمكن تفسير ذلك؟

 

ذكر موقع "أكسيوس" أنّه في ربيع 2020، ارتفعت حرارة البر بما يترواح بين 0.1 و 0.3 درجات مئوية، وفقاً لدراسة صادرة عن المركز الوطني لأبحاث الغلاف الجوي. إذا كانت جائحة "كورونا" قد ساعدت في تخفيض انبعاثات غازات الدفيئة، فهي خفّضت أيضاً انبعاثاتٍ عادة ما تبرّد الحرارة.

 

ومع انخفاض هذه الانبعاثات ارتفعت الحرارة لأشهر قليلة. كان ذلك ملموساً في المناطق التي تستخدم عادة الكثير من تلوّث الرذاذ أو الهباء الجوي، كما في الولايات المتحدة حيث ارتفعت الحرارة بحوالي 0.37 درجة مئوية عن المعدّل الذي كان متوقّعاً في معظم أنحاء البلاد.

 

تظهر الدراسة الحالية التعقيدات وربّما التأثيرات المتضاربة لمختلف أنواع الانبعاثات الصادرة عن منشآت الطاقة والسيارات والمصانع ومصادر أخرى. يميل الهباء الجوي إلى الالتصاق بالغيوم وجعلها أكثر ابيضاضاً وعكس الحرارة الآتية من الشمس باتّجاه الفضاء. لكنّ غازات الدفيئة تعمل بطريقة مناقضة. فثاني أوكسيد الكربون وغازات مشابهة أخرى تحبس الحرارة بالقرب من سطح الأرض وترفع درجاتها.

 

بالتالي، إنّ هباء جوياً أقل يعني تبريداً أقل وهذا ما يفسر ارتفاع درجات الحرارة التي شهدتها الولايات المتحدة ودول أخرى مثل روسيا. لكنّ تأثير انخفاض غازات الدفيئة على التغيّر المناخيّ بعيدة المدى على عكس تأثير الهباء الجوّيّ. بمعنى آخر، من المتوقّع أن يبطئ تقلّص انبعاث ثاني أوكسيد الكربون الاحترار المناخيّ بشكل بسيط في مرحلة لاحقة. وستتغلّب آثار انخفاض غازات الدفيئة على آثار الهباء الجوي.

 

تعني هذه الدراسة أيضاً أنّ التحرك لتقليص انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون لن ينتج المنافع إلا على المدى البعيد.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم