الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

متمردو تيغراي يتهمون الحكومة الإثيوبية بقتل عشرات المدنيين

المصدر: "أ ف ب"
النزاع في تيغراي (أ ف ب).
النزاع في تيغراي (أ ف ب).
A+ A-
اتهم متمردو "جبهة تحرير شعب تيغراي" الحكومة الإثيوبية بقتل العشرات في هجوم بطائرة مسيرة على مخيم للنازحين في شمال البلاد الذي تعصف به الحرب، فيما دعت الحكومة إلى "المصالحة الوطنية".
واستعاد العديد من المعتقلين السياسيين في إثيوبيا حرّيتهم اليوم بعدما أعلنت الحكومة الإثيوبية أمس العفو عنهم، وبينهم قادة في المعارضة وفي "جبهة تحرير شعب تيغراي".
ويأتي ما أعلنه المتمردون بعد دعوة إلى "المصالحة الوطنية" أطلقها في وقت سابق الجمعة لمناسبة الاحتفال بعيد الميلاد الأرثوذكسي رئيس الوزراء أبيي أحمد الذي تشهد بلاده منذ 14 شهراً نزاعاً بين الحكومة الفدرالية ومتمردي "جبهة تحرير شعب تيغراي".
لكن المتحدث باسم الجبهة غيتاتشو رضا أعلن عبر "تويتر" أن "هجوماً بطائرة مسيرة على مخيم للنازحين في بلدة ديديبت الصغيرة في شمال غرب تيغراي أودى بـ56 مدنياً بريئاً حتى الآن"، في حصيلة أولية، من دون أن يذكر متى وقع الهجوم.
ولم يتسن التحقق من هذه المعلومات بشكل مستقل ولم يستجب مسؤولو الحكومة الإثيوبية على الفور لطلبات التعليق من وكالة "فرانس برس". كما أن الوصول إلى تيغراي مقيّد ولا تزال الاتصالات مقطوعة في المنطقة.
وعلمت وكالة "فرانس برس" من مسؤول في المستشفى الرئيسي في ميكيلي عاصمة تيغراي أن "مستشفى بلدة شيري حيث تم إجلاء الضحايا، استقبل 55 قتيلاً و126 جريحاً".
وقُتل ثلاثة أشخاص في غارة جوية على مخيّم للاجئين في المنطقة حسبما أفادت الأمم المتحدة هذا الأسبوع.
وانسحب مقاتلو جبهة تحرير شعب تيغراي نهاية كانون الأول من معقلهم في تيغراي الواقعة في أقصى شمال البلاد، في مواجهة هجوم عسكري شنته القوات الحكومية التي سيطرت على سلسلة من المُدُن الاستراتيجية.
وتراجعت وتيرة المعارك منذ انسحاب الجبهة، رغم أن المتمردين يتهمون الحكومة بمواصلة تنفيذ هجمات دامية بطائرات مسيّرة في تيغراي أقصى شمال إثيوبيا.
"الوحدة"
وحملت "جبهة تحرير شعب تيغراي"، الحزب الذي حكم إثيوبيا لنحو ثلاثين عاماً، السلاح منذ أن أرسل أبيي أحمد الجيش الفدرالي إلى تيغراي في تشرين الثاني 2020 لإزاحة السلطات الإقليمية التابعة للجبهة والتي تحدت سلطته واتهمها بأنها هاجمت قواعد عسكرية.
في حزيران الماضي، شن مقاتلون موالون للجبهة هجوماً مضاداً سمح لهم باستعادة الجزء الأكبر من المنطقة وواصلوا هجومهم في إقليمي عفر وأمهرة المجاورين.
وأكّدوا في تشرين الثاني أنهم باتوا على مسافة 200 كلم من أديس أبابا.
وشهد النزاع منعطفاً جديداً في نهاية كانون الأول، عندما انسحبت "جبهة تحرير شعب تيغراي" إلى تيغراي بعد أن استولى الجيش الفدرالي على عدة مواقع استراتيجية.
وقتل آلاف في النزاع في منطقة تيغراي التي تضم ستة ملايين نسمة وتخضع لما تسميه الأمم المتحدة "حصاراً فعلياً" يحول دون وصول المساعدات الإنسانية.
ودعا أبيي أحمد الجمعة إلى "الوحدة". إلّا أنه عاد ليهاجم اليوم "الأعداء الخارجيين والداخليين"، واصفًا المنتمين إلى "جبهة تحرير شعب تيغراي" بـ"الأفاعي".
وقال بيان الحكومة إن الهدف من العفو هو "تمهيد الطريق لحل دائم لمشاكل إثيوبيا بطريقة سلمية وغير عنيفة".
وأضاف البيان أن "مفتاح الوحدة الدائمة هو الحوار. وستقدّم إثيوبيا كل التضحيات لتحقيق هذه الغاية"، مُعَدّداً أسماء العديد من قادة المعارضة وأعضاء مهمّين في جبهة تحرير شعب تيغراي.
"بادرة مهمة"
رحبّت الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي بالعفو، أبرز الساعيين الدوليين لإنهاء النزاع.
ووصف رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فقي محمد العفو بأنه "بادرة مهمة لتهدئة الوضع السياسي"، معرباً عن أمله في أن يمهد الطريق لحوار وطني "شامل حقاً".
وأكّد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أنه سيبقى "ملتزمًا مساعدة إثيوبيا على انهاء القتال من أجل استعادة السلام والاستقرار".
بدوره، رحبّ وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل اليوم بما اعتبره "تدابير ايجابية"، لكنه أسف للهجوم على مخيم النازحين. وأكّد أن "على جميع الأطراف أن ينتهزوا الفرصة لوضع حد سريع للنزاع والبدء بالحوار".
ولم يعرف على الفور عدد المعتقلين الذين تمّ الإفراج عنهم. ومع ذلك، أعلن حزب بالديراس المعارض أنه "تمّ الافراج عن مؤسسه إسكندر نيغا"، وهو شخصية معارضة ورد اسمه في لائحة الذين شملهم العفو.
وعلى لائحة الشخصيات التي تم العفو عنها، قطب الإعلام السابق جوار محمد، عضو المؤتمر الفدرالي لأورومو وزميله بيكيلي غيربا. ومحمد كان حليفاً سابقاً لأبيي أحمد الذي يتحدّر من إتنية أورومو، أكبر مجموعة عرقية في البلاد، وأصبح لاحقاً أحد أشد منتقديه.
مثل إسكندر، اعتقل جوار في تموز 2020 مع شخصيات معارضة أخرى بعد أعمال عنف اندلعت على أثر مقتل المغني الشهير هاشالو هونديسا المدافع عن اتنية الأورومو، بالرصاص في أديس أبابا في الشهر السابق.
وأسفرت هذه التظاهرات وأعمال العنف عن مقتل 239 شخصاً خلال أيام على خلفية خلافات عرقية واستياء.
 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم