الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

بايدن وبوتين يتواجهان عبر الإنترنت سعياً لحلحلة التوتر بشأن أوكرانيا

المصدر: "أ ف ب"
الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والأميركي جو بايدن (أ ف ب).
الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والأميركي جو بايدن (أ ف ب).
A+ A-
عقد الرئيسان الأميركي جو بايدن والروسي فلاديمير بوتين قمة افتراضية بالغة الحساسية تعتزم واشنطن من خلالها تفادي تصعيد عسكري في أوكرانيا فيما تنوي موسكو تحديد "خطوط حمر" استراتيجية.

وانتهت القمة بعد أن استمرت نحو ساعتين بحسب وكالات ريا نوفوستي وتاس وانترفاكس.

وبدأت المحادثات بين بايدن وبوتين في الساعة 15:07، بحسب البيت الأبيض بتبادل مجاملات نقلها التلفزيون الروسي.

وأعرب بايدن عن "سروره" للقاء بوتين، مبدياً أمله في أن يجري لقاءهما المقبل وجهاً لوجه.

وقال بوتين مبتسماً "تحياتي سيد الرئيس"، وظهر في مقطع فيديو قصير بثّه الكرملين جالساً خلف طاولة طويلة أمام شاشة يظهر عليها نظيره الأميركي.

والرئيس الروسي موجود حالياً في مقره في سوتشي على البحر الأسود، فيما شارك بايدن في اللقاء من "غرفة العمليات" في البيت الأبيض.

ولم تبثّ واشنطن أيّ مشاهد عن اللقاء.

واختيار "غرفة العمليات" المحاطة بتدابير أمنية مشدّدة والمغلقة على الصحافيين، وهي القاعة التي تشرف منها الإدارة الأميركية على العمليات العسكرية الحساسة، يشير إلى درجة التوتر الشديد المحيط بالقمة في واشنطن.

وكان بايدن أبدى في حزيران رغبته في إقامة علاقة "مستقرة" و"يمكن توقع" مآلها مع روسيا، خلال قمة حضورية بين الرئيسين في جنيف، ويبدو أن هذا الهدف لا يزال قائماً في الوقت الحاضر.

تتهم واشنطن وكييف موسكو بحشد قوات ومدرعات على حدودها مع أوكرانيا تمهيداً لشنّ هجوم على هذا البلد، في سيناريو يذكر بالعام 2014 حين ضمّت روسيا شبه جزيرة القرم واندلع نزاع مسلّح بين القوات الأوكرانية وانفصاليين مدعومين من موسكو في شرق أوكرانيا أوقع أكثر من 13 ألف قتيل حتّى الآن.

بالمقابل، ينفي الكرملين أيّ نية في غزو أوكرانيا، وتأخذ موسكو على واشنطن تجاهل المخاوف الروسية حيال النشاط المتزايد لدول الحلف الأطلسي في البحر الأسود ورغبة أوكرانيا في الانضمام إلى الحلف ومساعي كييف لتسليح نفسها مستعينة بالغرب.

وأكّد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أنّ "روسيا لم تعتزم مهاجمة أحد لكن لدينا خطوطًا حمراء".

عقوبات إضافية؟ 
وينقسم الخبراء، إذ يعتقد كثر أن بوتين يناور بنشر قوات على الحدود الأوكرانية، لكن قلة منهم يستبعدون بالمطلق احتمال وقوع هجوم.

في حال هاجمت روسيا أوكرانيا، حذّر مسؤول رفيع المستوى في البيت الأبيض بأن الولايات المتحدة مستعدة "للاستجابة" لطلبات محتملة لزيادة وجودها العسكري في أوروبا الشرقية، ولزيادة دعمها للجيش الأوكراني.

كما تلوح واشنطن بفرض عقوبات اقتصادية على روسيا، مؤكّدةً أنها "ستكون أشدّ من التدابير المتخذة منذ 2014 بحقّ روسيا والتي لم تحقّق نتيجة تذكر".

وقال المتحدث باسم الكرملين ساخراً "ندرك جيدا أن الجانب الأميركي يدمن العقوبات".

ويتحتم على بايدن الذي سبق أن وصف بوتين بـ"القاتل"، إبداء حنكة في التعامل مع الأزمة الأوكرانية، بعدما أثار غضب الحلفاء التقليديين للولايات المتحدة جرّاء الانسحاب الأميركي الفوضوي من افغانستان.

وأعلن البيت الأبيض أن "بايدن سيتصل بعد القمة بقادة بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا، لمتابعة التنسيق الذي جرى بين القادة أمس".

وحرص الرئيس الأميركي على الاتصال أمس بالقادة الأوروبيين للتشديد على "تصميمهم" المشترك على الدفاع عن سيادة أوكرانيا.

كما يعتزم بايدن عرض فحوى محادثاته مع بوتين على نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي أبدى استياءه في الأشهر الأخيرة لرفض الغربيين تسريع آلية انضمام أوكرانيا إلى الحلف الأطلسي.

ويُعد انعقاد القمة بحد ذاته انتصاراً لروسيا الحريصة على تأكيد موقعها كقوة جيوسياسية لا يمكن الالتفاف عليها، متصدرة ولو بشكل مؤقت على الأولوية الاستراتيجية الكبرى للرئيس الأميركي، وهي الخصومة مع الصين.

وكان الكرملين يطالب منذ عدّة أسابيع بلقاء ثنائي بين الرئيسين.

وإلى الملف الأوكراني، ومن المتوقع التطرق خلال القمة إلى الاستقرار الاستراتيجي والسيطرة على الأسلحة النووية والقرصنة المعلوماتية والأمن السيبراني والطاقة النووية الإيرانية.

وقال بيسكوف إنّه "من الواضح أنه عندما يعمد رئيسان إلى الحوار، فذلك لأنهما يريدان مناقشة المشكلات ولا يهدفان إلى الوصول إلى طريق مسدود"، محذّراً في الوقت نفسه بأنه "لا ينبغي أن نتوقع اختراقات" على الفور.
 
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم