الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

فرنسا تستقبل السيسي بعرض للخيالة: ماكرون يدعو إلى "انفتاح ديموقراطي" في مصر

المصدر: أ ف ب- رويترز
ماكرون والسيسي يعقدان مؤتمرا صحافيا عقب اجتماعهما في قصر الإليزيه في باريس (7 ك1 2020، أ ف ب).
ماكرون والسيسي يعقدان مؤتمرا صحافيا عقب اجتماعهما في قصر الإليزيه في باريس (7 ك1 2020، أ ف ب).
A+ A-
رحبت فرنسا بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بعرض للخيالة في باريس، اليوم الاثنين. لكن الغضب إزاء سجل القاهرة في مجال حقوق الإنسان ألقى بظلاله على آمال البلدين في تعزيز الروابط بينهما خلال الزيارة.
وقد دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لدى استقباله السيسي، الاثنين في باريس، إلى "انفتاح ديموقراطي" و"مجتمع مدني ديناميكي ونشط" في مصر، مرحّباً بافراج القاهرة قبل أيام عن ثلاثة ناشطين في مجال حقوق الإنسان.

وقال الرئيس الفرنسي، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المصري الذي تتهمه منظمات غير الحكومية بانتهاك حقوق الإنسان: "سنحت لي الفرصة كما هي الحال بين الأصدقاء الذين تجمع بينهم الثقة والصراحة، التطرق إلى مسألة حقوق الإنسان (...) أنا أبقى مدافعا دائما عن الانفتاح الديموقراطي والاعتراف بمجتمع مدني ديناميكي ونشط".
 
ورحب باعلان الخميس الافراج عن ثلاثة أعضاء في منظمة غير حكومية" مسجونين في القاهرة. وأوضح انه تطرق أيضا إلى "ملفات أفراد آخرين"، بينهم رامي شعث، المدافع المصري- الفلسطيني عن حقوق الإنسان المتزوج من فرنسية الذي تدين منظمات عدة غير حكومية اعتقاله التعسفي منذ أكثر من عام.
 
لكن ماكرون قال: "لن أربط تعاوننا في المجالين الدفاعي والاقتصادي بهذه الخلافات"، مشددا على "سيادة الشعوب"، ومعتبرا أن "سياسة تقوم على الحوار أكثر فاعلية من سياسة المقاطعة التي ستفضي إلى خفض فعالية أحد شركائنا في مكافحة الارهاب والاستقرار الاقليمي".
 
قبيل زيارة السيسي لفرنسا، أصدرت 17 منظمة حقوقية فرنسية ودولية بيانا يتهم الرئيس الفرنسي بغض الطرف عما تصفه بانتهاكات حكومة السيسي المتزايدة للحريات. ونفت القاهرة مرارا هذه الاتهامات.

ويرفض المسؤولون الفرنسيون الانتقاد الموجه لماكرون، ويقولون إن باريس تتبع سياسة عدم انتقاد الدول علنا بشأن حقوق الإنسان. لكنها‭ ‬تستعيض عن ذلك بالتعبير عن مخاوفها في لقاءات خاصة.

- فرنسا ومصر "متحدتان" -
وشكر ماكرون للرئيس المصري الذي يترأس "بلدا عربيا وإسلاميا مهما جدا"، زيارته لباريس بعد "حملة الكراهية" ضد فرنسا في العالم الاسلامي.

وأكد ماكرون أن فرنسا ومصر "متحدتان" لبناء "حيز لا مكان فيه لأحكام الموت وخطابات الكراهية عندما يتم ببساطة التعبير عن الحريات". 

وكانت فرنسا عرضة في الفترة الأخيرة لدعوات للمقاطعة وتظاهرات في العالم الإسلامي بعدما دافع ماكرون عن حرية نشر رسوم كاريكاتورية بعد قتل مدرس فرنسي بقطع الرأس في تشرين الأول لعرضه رسوما للنبي محمد خلال حصة حول حرية التعبير.

ورداً على سؤال صحافي مصري حول المسألة، دافع  ماكرون عن الحريات، وضمنها حق انتقاد الديانات، فيما شدد السيسي على الطابع "المقدس" للدين، الذي رأى أنه "يسمو على القيم الإنسانية".
 
وذكّر الرئيس المصري بأن مصر دانت قتل الأستاذ الفرنسي صامويل باتي بقطع الرأس على يد لاجئ شيشاني، مشدداً على أن بلاده تقف "بمنتهى الحزم والشدة ضد أي عمل إرهابي وتدينه". 

وقال إن "من حق الإنسان أن يعتنق ما يعتنق ويرفض ما يرفضه". لكنه رأى أنه "يجب ألا يكون التعبير عن الرأي سبباً بجرح مشاعر مئات الملايين". 

ورد ماكرون بالتأكيد أنه في فرنسا "لا نعتبر أن هناك ما يسمو على الإنسان واحترام كرامة الشخص"، مشيراً إلى أن "هذا إرث فلسفة التنوير". 

لكنه أقرّ بأنه يمكن أن يكون هناك "نقاش بشأن اللياقة"، وحول "ما يمكن أن يصدم الآخر في العلاقات بين الكائنات الإنسانية". 

وشدد في الوقت نفسه على أن "لا ديانة لها الحق بإعلان الحرب عندما تتعرض للتهكم"، مذكراً بالفصل بين السياسة والدين في فرنسا. 

ورأى أن "هذا النقاش الذي نجريه هنا مهم جداً"، مشيراً إلى أن رؤية الدول الغربية تقوم على أن ما هو ديني "لا يحل محل ما هو سياسي... هذه قاعدة ومبدأ ديموقراطي، وإلا فنكون تحولنا حكما دينيا". 
 
 -قرع طبول -
 
وفي وقت سابق الإثنين، التقى الرئيس المصري وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي، بعد استقبال لم يكن مفتوحاً للصحافة بسبب وباء كوفيد-19، وفق السلطات.
 
وبعد ذلك، رافق موكب السيسي 141 من خيالة الحرس الجمهوري حتى قصر الاليزيه للقاء ماكرون. وقد قُرعت الطبول وعزفت الأبواق، بينما رافق الحرس الجمهوري الفرنسي السيسي في وسط العاصمة، مرورا بنهر السين وعبر جسر بون ديزانفاليد.
 
وقد استقبل ماكرون نظيره المصري في قصر الإليزيه، واضعا كمامة على وجهه. ويشاركه أيضاً في عشاء مساء الاثنين. 
 
ويضع السيسي الثلثاء إكليل زهور على نصب الجندي المجهول عند قوس النصر. ويضع حجر الأساس لمشروع "منزل مصر" في المدينة الجامعية الدولية في باريس، ثم يزور "ستايشون أف" أحد أبرز حواضن الأعمال للشركات الناشئة في العالم. 


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم