الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

راية لطالبان في باميان وتمثال تمّ تفجيره... الهزارة الأفغان "مرعوبون"

المصدر: أ ف ب
افراد من الهزارة يقفون على جرف مليء بالكهوف في باميان (3 ت1 2021، أ ف ب).
افراد من الهزارة يقفون على جرف مليء بالكهوف في باميان (3 ت1 2021، أ ف ب).
A+ A-
في باميان، عاصمة الولاية التي تحمل الاسم نفسه في وسط أفغانستان، ترفرف راية طالبان البيضاء على أنقاض تمثال أحد القادة المبجلين لطائفة الهزارة تم تفحيره، في رسالة تبدو واضحة على الرغم من الكلمات المطمئنة.

ويضاعف المتشددون السنة أسياد البلاد الجدد، التطمينات لهذه الأقلية الشيعية المضطهدة منذ قرون. لكن هذا لا يمنع بانتشار شعور بالخوف يشلّ المدينة. 

وقالت الصحافية المحلية نجوى (26 عاما) التي لم تعد قادرة على العمل: "الجميع مرعوبون". وأضافت: "من المستحيل تصديقهم. بالنسبة للهزارة، وخصوصا بالنسبة لنا نحن النساء، لم يعد هناك أمل". 

وتابعت: "عندما سمعنا أنهم آتون، فر الجميع إلى الجبال. أمضينا أسبوعا هناك، لكن من المستحيل العيش في هذه المرتفعات ونزلنا من جديد".

وبصفتها عضو في أكاديمية باميان للأفلام، كان من الممكن أن يتم إجلاؤها إلى فرنسا مثل الكثير من أصدقائها. لكنها كانت مختبئة في الطبيعة ولم تتلق الاتصال الهاتفي المنقذ. وقالت: "فات الأوان الآن".

وأضافت أن "طالبان أصدرت عفوا عاما مزعوما، لكننا نعلم أن هناك عمليات خطف وقتل". 

وتعرض الهزارة الذين يشكلون بين عشرة وعشرين بالمئة من أربعين مليون أفغاني، للتهميش منذ فترة طويلة. وتفيد تقديرات أنه تم القضاء على نصف هذه الطائفة في نهاية القرن التاسع عشر عندما غزا البشتون السنة أراضيها التقليدية.

- "احموا أنفسكم" -
في منطقة يعيش فيها السكان التاريخ يوميا، لا تزال مذابح مزار شريف (1998) أو ياكولانغ (2001) مع ضحاياهما المدنيين، ماثلة في الذاكرة.

ودانت منظمة العفو الدولية الثلثاء مقتل 13 من الهزارة على يد طالبان في ولاية دايكوندي المجاورة (وسط) في نهاية آب. 

في مكتب حاكم الولاية بالنيابة، يستقبل موسى نصرت الذي تم تعيينه أخيرا قائدا للشرطة، الصحافيين الاجانب بحرارة. ويقول لوكالة فرانس برس: "صحيح ان الناس كانوا خائفين في البداية (...) لكن اليوم لم يبق أحد في الجبال".
 
وأضاف: "قلنا لهم +استأنفوا حياتكم الطبيعية. نحن هنا لحمايتكم+".

وأكد "أننا لسنا أعداء الشيعة. كنا أعداء الحكومة الفاسدة (حكومة الرئيس أشرف غني). انتصرنا والسلام سيسود". 

وفي محاولة لطمأنة الهزارة، عينت السلطة الجديدة واحدا من الشيعة القلائل الذين انضموا إلى صفوفها مهدي مجاهد، رئيسا للاستخبارات في ولاية باميان. وكان أول تصريحاته: "ليس لدى مجتمعي ما يخشاه". 

لكن سيتطلب الأمر أكثر من مجرد كلمات لتهدئة مخاوف عبد دانيش يار. فمدير المدرسة الخاصة الذي يبلغ من العمر 33 عاما هو الممثل المحلي لجمعية المجتمعات المدنية في وسط أفغانستان. 

وقال لوكالة فرانس برس: "لا يمكن أن نثق بهم". واضاف أن "تاريخ بلادنا مليء بمجازر وعمليات تهجير ضد الهزارة". 

وتابع دانيش يار: "خاننا المجتمع الدولي والولايات المتحدة"، مؤكدا انه "كنا نؤمن بقيمهم وتخلوا عنا. إذا كان بإمكاني المغادرة من أجل مستقبل أبنائي، فسأفعل".
 
وقال إن طالبان "لن تتغير أبدا. إنهم يأتون من مدارسهم المتطرفة وأيديولوجيتهم ثابتة". 

- "لا خيار" -
ما يجعل الخوف أكبر هو أن باميان واحدة من المدن التي استفادت خلال العشرين عامًا الماضية من الوجود الدولي ومبادراتها ودعمه المالي.

وتمارس النساء الرياضة هناك، لا سيما ركوب الدراجات والكرة الطائرة. وكان عدد الطالبات أكبر من الطلاب في الجامعات كما أقيمت حفلات لموسيقى الروك فيها. وحكمت الولاية للمرة الأولى في البلاد امرأة هي حبيبة سرابي من 2005 إلى 2013. وتقيم سرابي حاليا في تركيا. 

وعبد الحق شفاد (41 عاما) شاعر وكاتب محلي عضو في "اللجنة الشعبية" المكونة من 22 عضوا، والتي تشكلت بعد وصول طالبان إلى السلطة بهدف "حل المشاكل".

وقال: "حتى الآن لم يقوموا بأي أعمال سلبية. لكن لا يمكن توقع المستقبل". واضاف: "إذا اعترف المجتمع الدولي بنظامهم ولم يكن هناك المزيد من الضغط من الخارج فقد تسوء الأمور".

عند مدخل المدينة، يمتد حقل البطاطس الذي يملكه رجب علي صاحب زادة (25 عاما)، على مقربة من أنقاض تمثال عبد علي مزاري زعيم الهزارة، الذي اعتبر شهيدا بعد وفاته في 1995 خلال اعتقاله لدى طالبان.

وبعد ثلاثة أيام من انتصار المتمردين السابقين، تم تدمير التمثال بالمتفجرات. وتظهر أنقاضه الحجرية البيضاء في وسط دوار. 

وقال المزارع الشاب: "بالتأكيد نحن خائفون. لكن ليس لدينا خيار. يجب أن نأكل جيدًا". وأضاف أن مقاتلي طالبان "نفوا تدمير التمثال، لكن لا أحد يصدقهم".
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم