الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

إثيوبيا تؤكد عدم التراجع عن ملء السد والسيسي يحذر ويبقي "الخيارات مفتوحة"

المصدر: النهار
سد النهضة الإثيوبي في صورة من الأرشيف.
سد النهضة الإثيوبي في صورة من الأرشيف.
A+ A-
 
غداة فشل المفاوضات بين مصر والسودان وإثيوبيا برعاية الاتحاد الأفريقي في كينشاسا حول سد النهضة الذي تبنيه أديس أبابا على نهر النيل الأزرق، لوح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مجدداً باستخدام القوة لمواجهة أزمة المياه، بينما قال وزير المياه والري والطاقة الإثيوبي سيليشي بيكيلي إن بلاده ماضية في عملية الملء الثاني لخزان سد في موعدها المحدد خلال موسم الأمطار في تموز المقبل.   
قال إن الدولة ليست قوة عسكرية فقط. وأوضح آية "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل"، الناس فاكرها القوة العسكرية بس".
وأضاف خلال افتتاح مجمع الوثائق والخدمات بالعاصمة الإدارية: "لكن القوة الاقتصادية والثقافية والفكرية والمعنوية ده كله إعداد، الدولة مش قدرة عسكرية بس، دا قدرات متكاملة وبيسموها قوة الدولة الشاملة".
ودعا الرئيس المصري المواطنين الى الحفاظ على كل نقطة مياه، قائلا: "اللي حصل في 2011... كان أول مدخل للتحدى المياه... طب وبعدين... أرمي مخالفات في ترعة سواء كانت مبطنة أو غير مبطنة... مش بتقول أنك بتحبها وتخاف عليها... أنت تقدر تحافظ على المياه لوحدك... ولو كل واحد عمل كده هنقدر نحافظ على المياه... لازم نخلى بالنا من كل نقطة مياه موجودة عندنا".
وقال إن "الخيارات مفتوحة إذا تم المساس بنقطة مياه لمصر"، في ما يتعلق بمسألة سد النهضة. وأشار اإلى أن قلق المصريين من سد النهضة مبرر، قائلا: "قلقكم مستحق ومشروع.. لكن يا ترى كل واحد قلقان على الميه حريص على المية، أنا قلقت على الميه من 2011، مبقتش ارتاح ولا أقدر أطمن من 2011 تحديدا من 25  كانون الثاني عرفت إن هايبقى عندنا مشكلة كبيرة قوى".
 
الموقف الاثيوبي
في غضون ذلك ، قال وزير المياه والري والطاقة الإثيوبي سيليشي بيكيلي خلال مؤتمر صحافي في أديس أبابا: "المتفق عليه مع مصر والسودان وفق إعلان المبادئ هو التفاوض بحسن نية".
وأشار إلى أن فريق التفاوض عن بلاده في جولة مفاوضات سد النهضة الثلاثية بالكونغو، أكد على التزام إثيوبيا بتبادل المعلومات حول عملية ملء سد النهضة.
وأردف أن: "أي محاولة لعرقلة الملء الثاني لسد النهضة ستسبب خسارة كبيرة لبلادنا تصل لمليار دولار".
واتهمت إثيوبيا مصر والسودان بعرقلة المحادثات في شأن السد النهضة، والتي انتهت باتهامات متبادلة وتقدم ضئيل.
واستضاف رئيس جمهورية الكونغو الديموقراطية فيليكس تشيسكيدي، الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي، المحادثات في أحدث محاولة لتخفيف التوترات المستمرة منذ عشر سنوات حول مياه أطول نهر في العالم.
وتعتبر دولتا المصب، مصر والسودان، بناء إثيوبيا لسد النهضة، الذي من المقرر أن يكون أكبر مشروع لتوليد الطاقة الكهرومائية في إفريقيا، تهديدا لإمدادات المياه الخاصة بهما.
وقالت وزارة الخارجية الإثيوبية، في بيان على تويتر ، إن الاجتماع فشل "بسبب الموقف المتشدد لمصر والسودان في جعل التفاوض والنتيجة أداة لتأكيد نصيبهما من المياه وحجز حصة إثيوبيا".
وقالت إثيوبيا إن المحادثات تركزت على دور المراقبين للوساطة - جنوب إفريقيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. وتريد مصر والسودان أن يكون لهم دور الاتحاد الأفريقي نفسه، وهو ما قالت إثيوبيا إنها لا تقبله.   
وجاء في البيان :"اتبعت الدولتان نهجا يسعى لتقويض العملية التي يقودها الاتحاد الافريقي"، مضيفا أن مصر والسودان سعيا إلى المماطلة و "عرقلة العملية" برفض مسودة البيان.
والنص النهائي، الذي قرأته وزيرة خارجية جمهورية الكونغو الديموقراطية ماري تومبا نززا، أشار إلى أن الاجتماع قد تم، وأدرج أسماء المشاركين فيه وشكر تشيسكيدي على عمله.
وسبق إثيوبيا أن قالت إنها ستستمر في المرحلة الثانية لملء خزان السد كما هو مقرر خلال موسم الأمطار القادم. وأعلنت البلاد في تموز الماضي أنها حققت هدفها في السنة الأولى من الملء، مما أثار حفيظة مصر والسودان.
وقالت وزيرة الخارجية السودانية  مريم الصادق المهدي، للصحافيين  الثلثاء ، إن إثيوبيا "تهدد أهالي حوض النيل، والسودان بشكل مباشر".
وأردفت "نأمل في أن يتمكن حكم الرئيس تشيسكيدي من إنهاء ... هذه المفاوضات التي لا نهاية لها وغير الكافية والتي يضع فيها الجانب الإثيوبي الجميع أمام أمر واقع، بطريقة تنتهك بوضوح القانون الدولي ومبادئ حسن الجوار".   
 
"خطوة أولى"
وتقول إثيوبيا إن الطاقة التي ينتجها سد النهضة ستكون حيوية لتلبية احتياجات التنمية لسكانها البالغ عددهم 110 ملايين نسمة.
لكن مصر والسودان تخشيان يكون شريان الحياة لبلادهما في خطر.
وقالت المهدي :"نحن نتحدث عن مراعاة 250 مليون شخص يعيشون في الدول الثلاث ومصالحهم".
وأصر رئيس فريق خبراء جمهورية الكونغو الديمقراطية
 ديفيد تشيشيكو، على أن محادثات كينشاسا كانت مجرد بداية لجهود تشيسكيدي للتوسط في النزاع الصعب.
وصرح للصحافيين بأن المفاوضات كانت "الخطوة الأولى التي سيحدد الرئيس تشيسكيدي فيها بدائل وأساليب عمل".
وحذرت المهدي من أنه "من دون برنامج جديد (للمحادثات)، فإن إثيوبيا ستتاح لها الفرصة لتعريض شعوب المنطقة والقارة الأفريقية بأكملها للخطر".   
وكانت مصر قد تقدمت بمقترح قالت إنه يهدف إلى تجنب الجفاف ويقضي بأن لا تبدأ إثيوبيا بملء السد دون موافقة مصر، وهو ما رفضته إثيوبيا.
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم