الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

مشاهد ذعر و"نهاية العالم"... حصيلة الزلزال في تركيا وسوريا تتجاوز السبعة آلاف قتيل (صور)

المصدر: "أ ف ب"
طفلة سورية تحضن شقيقها تحت أنقاض منزلهم جرّاء الزلزال المدمرّ، والصور حازت تفاعلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي.
طفلة سورية تحضن شقيقها تحت أنقاض منزلهم جرّاء الزلزال المدمرّ، والصور حازت تفاعلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي.
A+ A-
يواصل عمال الإنقاذ في تركيا وسوريا بأيديهم العارية ووسط برد قارس الثلثاء عمليات البحث عن ناجين بين أنقاض آلاف المباني التي انهارت جراء سلسلة زلازل عنيفة هزت البلدين.
 
وتستمر عمليات البحث عن ناجين غداة الزلزال القوي الذي أودى بحياة أكثر من 7800 شخص في تركيا وسوريا، وفق أحدث حصيلة وشرّد أعداداً لا تُحصى في ظلّ البرد القارس، في حين يسابق عناصر الإنقاذ الزمن لإخراج العالقين تحت الأنقاض.

من جانبها، قدّرت منظمة الصحة العالمية أن يصل عدد المتضرّرين بالزلزال المدمَّر إلى 23 مليوناً.

وسبق أن حذّرت منظمة الصحة من أنّ عدد الضحايا قد يتضاعف.

وقال مسؤولون ومسعفون إنّ 5434 شخصاً قُتلوا في تركيا و1872 في سوريا ليرتفع العدد الإجمالي إلى 7306 قتلى، فيما تخشى منظمة الصحة العالمية من أن تصل الحصيلة إلى عشرين ألف قتيل.

وأُعلن عن إصابة أكثر من عشرين ألف شخص بجروح.
 
  
وعبّر مدير منظمة الصحة العالمية عن قلق المنظمة على نحو خاص إزاء مناطق في تركيا وسوريا لم ترد منها أي معلومات منذ وقوع الزلزال المدمر الذي أودى بحياة الآلاف.

وقال تيدروس أدهانوم غيبريسوس في اجتماع المجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية في جنيف "إننا قلقون على نحو خاص بشأن المناطق التي لم تردنا معلومات منها بعد ... (تصور) الأضرار من إحدى الوسائل لاستنتاج الأماكن التي نحتاج لتركيز انتباهنا فيها".
 
اقرأ أيضاً: مشاهد موجعة من سوريا جرّاء الزلزال... "انكسر ظهرنا، نحن في كارثة" (فيديو)
 

وأحصت فرق الإغاثة التركية انهيار أكثر من 5,600 مبنى في العديد من المدن، بينها مبان من طبقات عدة تضم عائلات كبيرة كان أفرادها نياماً عندما ضرب الزلزال الأول.
 


أما في أنحاء سوريا، فقد قُتل 1,444 شخصًا على الأقل، بحسب وزارة الصحة وفرق إغاثة. 
 
اقرأ أيضاً: فيديو مروّع لانتشال طفلين من تحت الأنقاض بتركيا... كانوا محاصرين

فقد أعلنت وزارة الصحة السورية ارتفاع عدد القتلى الى 711 في حصيلة غير نهائية في مناطق سيطرة الحكومة في محافظات حلب واللاذقية وحماة وطرطوس. كما أفادت منظمة الخوذ البيضاء العاملة في مناطق الشمال الخارجة عن سيطرة دمشق بمقتل 733 شخصًا. 

وذكرت وكالة "أفاد" أن أكثر من 14 ألف شخص أصيبوا حتى الآن في تركيا، في حين بلغ عدد الجرحى في سوريا 3,411.

وقع الزلزال الأول عند الساعة 4,17 (01,17 ت غ) على عمق نحو 17,9 كيلومتراً وفق المعهد الأميركي للمسح الجيولوجي وكان مركزه في منطقة بازارجيك في محافظة كهرمان مرعش التركية (جنوب شرق) على مسافة 60 كيلومتراً من الحدود السورية.

وأعقبت ذلك عشرات الهزات الارتدادية، قبل أن يضرب زلزال جديد بقوة 7,5 درجات عند الساعة 10,24 بتوقيت غرينتش جنوب شرق تركيا على مسافة أربعة كيلومترات من مدينة إكينوزو.

- عائلة تحت الأنقاض -
داخل مستشفى في شمال غرب سوريا، روى أسامة عبد الحميد وهو من سكان بلدة حدودية مع تركيا، "أيقظت زوجتي واصطحبنا أولادنا وركضنا باتجاه باب المنزل في الطابق الثالث، وما أن فتحنا الباب حتى سقطت البناية كلها". لقد نجا وعائلته بأعجوبة.
 


في شانلي أورفا في جنوب شرق تركيا، كان عشرات المسعفين يحاولون مساء الإثنين إخراج ناجين من بين أنقاض مبنى منهار من سبع طبقات.
 
اقرأ أيضاً: سباق مع الزمن والبرد لإنقاذ الناجين في تركيا وسوريا... قاعات رياضة ومدارس ومساجد تحوّلت لمراكز إيواء

وقال عمر الجنيد وهو طالب سوري يبلغ 20 عامًا يسكن على مقربة من المكان ويتابع من كثب عمليات الإغاثة، لـ"فرانس برس" "هناك عائلة أعرفها تحت الأنقاض".

ومساء الإثنين، كان سكان يستعدّون لتمضية الليل خارج المنازل، رغم درجات الحرارة المتدنية جدًا، وفق ما أفاد فريق "فرانس برس".

وقال محمد أمين كيليتش جالسًا مع زوجته وأبنائه الأربعة حول النار في أسفل مبنى في الحيّ الذي يقطنه، "ليس لدينا مكان نذهب إليه، نحن خائفون".

وكان بالإمكان رؤية المشاهد نفسها خلال النهار في مدينة ديار بكر ذات الغالبية الكردية والواقعة في جنوب شرق تركيا.
 


وروى محيي الدين أوراكشي واقفاً أمام أحد المباني المدمّرة في ديار بكر في انتظار عمليات الإغاثة صباحًا لـ"فرانس برس" "شقيقتي وأطفالها الثلاثة وزوجها ووالداه تحت الأنقاض. سبعة من أفراد أسرتنا تحت الأنقاض".

ويتوقّع أن تتغيّر الحصيلة بسرعة نظراً إلى عدد المباني المنهارة في المدن المتضررة، مثل أضنة وغازي عنتاب وشانلي أورفا وديار بكر خصوصاً. وفي إسكندرون وأديامان، انهارت مستشفيات حكومية جراء الزلزال الذي ضرب على عمق نحو 17,9 كيلومتراً.

- "نهاية العالم" -
تُعدّ هذه الهزّة الأشدّ في تركيا منذ زلزال 17 آب 1999 الذي تسبّب في مقتل 17 ألف شخص، بينهم ألف في اسطنبول.

وتشل الأحوال الجوية في هذه المنطقة الجبلية المطارات الرئيسية حول دياربكر وملطية مع تواصل تساقط الثلوج بكثافة.

ويتجمع السكان في كل مكان ويحاولون إزالة الأنقاض بأيديهم، مستخدمين الدلاء.

وفي سوريا، تسبب الزلزال في مشاهد ذعر، مع خروج السكان من المناطق المتضررة سيراً أو بالسيارات، رغم الأمطار الغزيرة، وكذلك في لبنان حيث شعر السكان بهزات قوية.
 


وفي حماة (وسط غرب) كان رجال الإنقاذ والمدنيون ينتشلون بأيديهم وبمساعدة الآليات الثقيلة جثث الضحايا من تحت الأنقاض، وبينها جثة طفل، حسبما أفادت وكالة "فرانس برس".

وقال علاء الشاكر منسّق إدارة الكوارث في الهلال الأحمر العربي السوري في حماة لـ"فرانس برس"، "تلقّينا تقارير عن انهيار مبنى من سبعة طوابق، حيث يسكن بين 100 و150 شخصاً. عثرنا على 40 إلى 45 شخصاً. هناك تقارير عن مقتل بين 15 و25 شخصاً".

في جنديرس (شمال غرب)، كان رجل يبكي منهاراً وهو يحمل بين ذراعيه جثة ابنه الصغير الذي قتل في الزلزال.
 


- بايدن، شي، بوتين -
دعا الرئيس التركي الذي يستعد لخوض انتخابات في 14 أيار، إلى الوحدة الوطنية.

وكتب على "تويتر" "نأمل في أن نخرج من هذه الكارثة معا بأسرع ما يمكن وبأقل أضرار ممكنة"، مشيراً إلى أن تركيا تلّقت مساعدة من 45 دولة. وأعلن إردوغان حداداً وطنياً لسبعة أيام في البلاد.

من جهته، بدأ الاتحاد الأوروبي الذي عرضت الكثير من دوله الأعضاء تقديم المساعدة لسكان المناطق المنكوبة، إرسال فرق إغاثة.

وتوالت التعازي من جميع أنحاء العالم، من الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيريه الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جينبينغ، مروراً بالبابا فرنسيس الذي قال إنّه "حزين للغاية"، فضلاً عن عروض المساعدات الإنسانية والطبية. 
 


وأعلن البيت الأبيض أن الولايات المتحدة تعمل على إرسال فرقتين تتألف كل واحدة من 79 مسعفًا، لمساعدة تركيا في عمليات البحث والإنقاذ.

وقال الكرملين، حليف سوريا، إن فرق مسعفين سيتوجهون إلى سوريا "في الساعات المقبلة"، في وقت أعلن الجيش أن أكثر من 300 عسكري روسي ينتشرون في المناطق السوري المنكوبة للمساعدة في جهود الإنقاذ.
 


وأشار الكرملين أيضًا إلى أن الرئيس التركي قبِل بعد اتصال هاتفي مع نظيره الروسي، "مساعدة المسعفين الروس".

كذلك، تعهّدت اليونان خصوصاً بـ"توفير كلّ قواتها لمساعدة الجارة تركيا"، التي تربطها بها علاقات متوترة. كما تحدث رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس هاتفياً مع إردوغان لتقديم "مساعدة فورية".

وأعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو أنه "وافق" على إرسال مساعدة إلى سوريا، بعد تلقي طلبٍ من دمشق عبر قنوات "ديبلوماسية"، فيما نفت دمشق ذلك.

وأوعز رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية بإرسال فرق من الدفاع المدني وطواقم طبية "للمشاركة في أعمال البحث والإنقاذ لضحايا الزلزال المدمر"، وفق بيان صادر عن مكتبه.

من جهته، كتب المفوض الأوروبي المكلف إدارة الأزمات يانيش لينارسيتش في تغريدة "إثر الزلزال الذي وقع في تركيا فعلّنا آلية الدفاع المدني في الاتحاد الأوروبي (...) وتوجهت فرق من هولندا ورومانيا"، فضلًا عن 139 مسعفًا فرنسيًا و76 عنصر إطفاء بولنديًا.

وأعلنت أذربيجان إرسال 370 عنصر إنقاذ على الفور فيما قالت الهند إنها سترسل فرق إنقاذ وفرقاً طبية.

من جانبها، أعلنت كل من قطر والهند إرسال فرق بحث وإنقاذ. وكذلك الأمر بالنسبة للإمارات التي أرسلت فريقًا مماثلاً و"مساعدات طارئة" إلى سوريا. واعلنت مساءً تخصيص مساعدات انسانية عاجلة لسوريا بقيمة 13,6 مليون دولار.

كما عرض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تقديم "المساعدة الضرورية" لتركيا التي لعبت طائراتها المسيّرة دورا في محاربة كييف للغزو الروسي.
 


- تضرر مواقع أثرية -
في حلب، ثاني مدن سوريا، بقيت عشرات العائلات منذ وقوع الزلزال فجرًا في الحدائق العامة رغم تساقط أمطار غزيرة، خشية حصول هزات ارتدادية، وفق ما أفاد مصوّر وكالة "فرانس برس".

وتضرّرت قلعة حلب وعدد من المواقع الأثرية الأخرى، وفقاً للمديرية العامة للآثار والمتاحف.

وأعربت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" عن خشيتها حيال الدمار في مدينة حلب القديمة ودياربكر في تركيا المدرجتين على قائمتها للتراث الإنساني.

وفي تركيا، سُجّلت أكبر الأضرار بالقرب من مركز الزلزال الذي وقع فجراً بين قهرمان مرعش وغازي عنتاب، حيث دمّرت تجمّعات سكنية بأكملها.

وتضرّرت خطوط أنابيب الغاز التي تغذي المنطقة أيضاً، ما أدى إلى حرمان محافظات هاتاي وكهرمان مرعش وغازي عنتاب من الغاز، كما أكدت شركة خطوط أنابيب البترول التركية بوتاش.

كذلك، أعلنت حكومة إقليم كردستان العراق تعليق صادرات النفط عبر تركيا بعد الزلزال المدمر.

ونفذ نزلاء سجن راجو في شمال غرب سوريا الإثنين عصياناً بعد الزلزال المدمر الذي ضرب المنطقة، حيث تمكن 20 منهم على الأقل من الفرار من المنشأة التي تضم سجناء غالبيتهم أعضاء في تنظيم الدولة الإسلامية، وفق ما أفاد مصدر في السجن لـ"فرانس برس".

وشعر سكان لبنان وقبرص أيضاً بالزلزال بحسب مراسلي وكالة "فرانس برس"، وكذلك في أربيل بكردستان العراق (شمال)، لكن لم ترد أنباء عن وقوع إصابات.

بدورهم، شعر سكان في مناطق بعيدة مثل غرينلاند بالهزات الناجمة عن الزلزال القوي، على ما أعلن المعهد الجيولوجي الدنماركي الإثنين.

تقع تركيا في منطقة تشهد نشاطًا زلزاليًا هو من بين الأعلى في العالم.



الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم