الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

جدل في بولونيا حول محاكمة مؤرخَين متخصصين بالمحرقة خلال الحرب العالميّة الثانية

المصدر: أ ف ب
اشخاص يزورون المتحف في معسكر الموت النازي السابق شتوتوف  في سزتوتو في بولونيا (21 تموز 2020، أ ف ب).
اشخاص يزورون المتحف في معسكر الموت النازي السابق شتوتوف في سزتوتو في بولونيا (21 تموز 2020، أ ف ب).
A+ A-
يحاكم القضاء البولوني، الثلثاء، مؤرخين معروفين متخصصين بالمحرقة إبّان الحرب العالمية الثانية، في إطار دعوى تتهمهما بالتشهير، وأثارت جدلا حادا حول حرية البحث العلمي في بلد يكافح من أجل التصالح مع ماضيه.

والمؤرخان البولونيان المتهمان شاركا في تأليف كتاب بعنوان: "بعيدا، ما زال الليل مخيما" ويتحدث عن العديد من حالات تواطؤ لبولونيين في الإبادة الجماعية لليهود خلال الحرب العالمية الثانية.

وتجري القضية في أجواء من عدم الثقة يفاقمها وصول يميني قومي يشتبه في أنه يريد إعادة كتابة التاريخ ومنع التحقيقات حول سلوك بولونيين خلال الاحتلال الألماني، إلى السلطة في بولونيا.

ودانت هيئة نصب محرقة اليهود (ياد فاشيم) في القدس في بيان الملاحقات القضائية التي أطلقت ضد الأستاذين الجامعيين باربرا إينغلكينغ رئيسة "المجلس الدولي لأوشفيتز" ويان  غرابوفسكي من جامعة أوتاوا. 

وقال البيان إن "هذه المحاكمة تشكل هجوما خطيرا على البحث الحر والمفتوح"، وعلى "الجهود المبذولة للحصول على صورة كاملة ومتوازنة لتاريخ الهولوكوست".

ويشاركه الرأي عدد من المنظمات والباحثين اليهود على جانبي الأطلسي.

- سمعة بولونيا -
رفعت الدعوى ابنة شقيقة إدوارد مالينوفسكي الذي كان عمدة قرية مالينوفو في شمال شرق بولونيا خلال الاحتلال الألماني ووردت إشارة إلى تورطه في مذبحة لليهود بشكل مقتضب في أعمال المؤرخَين.

لكن المدعية الثمانينية اليوم فيلومينا ليشينسكا، وبدعم من "رابطة مكافحة التشهير" التي تريد الدفاع عن "سمعة بولونيا" ووسائل إعلام محافظة، قالت إن سلوك عمها كان عكس ذلك.

وهي تتهم الباحثين بـ"الإهمال" وبارتكاب "أخطاء منهجية" دفعتهما إلى تشويه ذكرى عمها.

ورأى ماسي سفيرسكي، رئيس رابطة مكافحة التشهير، ردا على سؤال لوكالة فرانس برس، أن عمل المؤرخين يسيء إلى "جميع البولونيين"، مؤكدا أنه "يجب القيام بالبحث العلمي بنزاهة" قبل أن يدين "محاولات تأسيس إجماع علمي حول المسؤولية البولونية المشتركة عن الهولوكوست".

وتطالب المدعية الباحثَين بتعويض قدره مئة ألف زلوتي (22 ألف يورو) وبنشر اعتذار في وسائل الإعلام.

لكن الباحثة إنغيلكينغ رأت أن "الهدف من هذا النوع من المحاكمات هو التشكيك في صدقية الأشخاص المتهمين وكفاءتهم وتكبديهم تكاليف (...) وإحداث تأثير رادع، أي ردع باحثين آخرين عن السعي لمعرفة وكتابة الحقيقة بشأن الهولوكوست في بولونيا".

وأضافت المؤرخة في نص نشرته على الموقع الإلكتروني لمركز الأبحاث حول إبادة اليهود التابع لأكاديمية العلوم البولونية التي نشرت الكتاب المُدان: "إنه خطر كبير على حرية التعبير".

وفي 2018، أقرت الغالبية المحافظة في بولونيا قانونا ينص على عقوبات بالسجن لمدة ثلاث سنوات لمن ينسبون "المسؤولية أو المسؤولية المشتركة للأمة أو الدولة البولونية عن الجرائم التي ارتكبها الرايخ الألماني الثالث". 

وفي مواجهة الاحتجاجات الدولية، ألغت وارسو منذ ذلك الحين العقوبات الجنائية الواردة في النص الأولي.

وبعد عام، أسقط القضاء البولوني تحقيقه حول تهمة بإهانة الأمة وجهت إلى المؤرخ الأميركي يان توماش غروس الذي اتهم البولونيين "بقتل يهود أكثر مما قتل الألمان" خلال الحرب العالمية الثانية. 

وقتل ستة ملايين بولوني بينهم ثلاثة ملايين يهودي بين 1939 و1945 تحت الاحتلال الألماني.

من جهة أخرى، تحدث المؤرخون عن حالات كثيرة من عدم المبالاة والقسوة أحيانا تجاه اليهود. لكن بولونيا تضم عددا من "الصالحين بين الأمم" أكبر من أي بلد آخر.
 
وقد كرم نصب المحرقة في القدس أكثر سبعة آلاف منهم لأنهم أنقذوا يهودا خلال الحرب العالمية الثانية.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم